دائماً ما تكون الحياة المستقرة أسرياً دافعاً للإنتاجية، كما هو الحال مع أم سعيد التي التقتها وكالة الأنباء السعودية بمهرجان الكليجا بالقصيم. تلك السيدة التي امتهنت سف جريد النخل وصناعة العديد من المقتنيات الأثرية منذ كان عمرها 7 سنوات ، حيث تعلمت هذه الحرفة من والدتها عن جدتها، فأتقنتها وطوعتها عملاً يومياً يؤمن لها ما تعول به أبنائها. أم سعيد ومن خلال ذلك العمل استطاعت الاستقلال الذاتي اقتصادياً، ولم تعد عبئاً على أقربائها أو مجتمعها في توفير متطلباتها المادية، حيث تقول عملي هذا بات الدخل الأول والرئيس لي ولبيتي الذي يجمعني بأبنائي وبناتي الذي يحمينا من الفقر وسؤال الناس ، وجعلني عنصراً فاعلاً في المجتمع، وأثبت عبره أن العمل اليدوي ليس عيباً بل هو مكسب لاحترام وتقدير الآخرين . وتضيف تكونت لي قاعدة كبيرة من العملاء، وساهم مهرجان الكليجا منذ انطلاقته في تعريفي على زواره ، وفي تقييم الموروث الشعبي واعتباره أداة ثقافية للناشئة، حيث أجد استفسارات من الجيل الحالي ومن الصغار، في حين يجد كل من يريد تزيين منزله بالمقتنيات الأثرية التي تصنع من سعف وجريد النخيل متوفرة لدي مثل المحادر والسفرة والقفة على مختلف أحجامها. وتقول اهتمام الناس باستقبال الضيوف وتقديم التمر والأكلات الشعبية في أسلوب تراثي هو ما جعل هذه الحرفة تستمر وتزدهر، فالرجال والنساء على حد سواء يبحثون عن منتجاتي وأعمالي لتزيين منازلهم ، ولتقديم الأكلات الشعبية بالأدوات التراثية ، وهذا طابع جيد يبرز موروثنا الشعبي . وتعتبر أم سعيد مساعدة بناتها في مسألة تسويق مصنوعاتها أمر إيجابي، لاسيما وقد فرغني لصناعة العديد من تلك المقتنيات وتوفيرها للزبائن.
مشاركة :