دبي – (رويترز): قال شاهد ان الشرطة الايرانية انتشرت بكثافة أمس في مدينة تقطنها أغلبية عربية بعد أن دعا النشطاء لاحتجاجات بينما لم تظهر أي بوادر على انحسار الاضطرابات بعد أربعة أسابيع من وفاة مهسا أميني في الحجز مما أدى الى اندلاع احتجاجات على مستوى البلاد. ومع تعبير الايرانيين من جميع مناحي الحياة عن غضبهم من حكامهم من رجال الدين تمثل الاحتجاجات أحد أجرأ التحديات التي تواجه النظام منذ ثورة 1979 حتى لو لم تكن الاضطرابات قريبة من الاطاحة بالنظام. وحذر الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي في تصريحات أمس من «انقسامات في صفوف المسلمين» من دون الاشارة صراحة الى الاحتجاجات. وفي وقت سابق من الاسبوع وصفها بأنها «أعمال شغب متفرقة» خطط لها أعداء ايران. ووقعت بعض الاضطرابات الاكثر دموية في المناطق التي تقطنها أقليات عرقية التي لديها مظالم قديمة ضد الدولة بما في ذلك الاكراد في الشمال الغربي والبلوش في الجنوب الشرقي. وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الانسان ان أكثر من 200 شخص قتلوا في حملة القمع في أنحاء البلاد بما في ذلك فتيات مراهقات أصبح موتهن دافعا لحشد المزيد من الاحتجاجات للمطالبة بإسقاط النظام. وتوفيت أميني وهي كردية ايرانية في 16 سبتمبر بعد اعتقالها في طهران بسبب ارتداء «ملابس غير لائقة». قال شاهد ان الشرطة انتشرت بكثافة في مدينة دزفول بعد أن دعا النشطاء الى احتجاجات في محافظة خوزستان ذات الاغلبية العربية والغنية بالنفط على الحدود العراقية أمس. وقال شاهدان ان الشرطة وقوات الباسيج وهي مليشيا متطوعة تقود الحملة انتشرت بكثافة في الساحات الرئيسية في زاهدان عاصمة إقليم سيستان بلوشستان على الحدود مع باكستان في جنوب شرق البلاد. وفي محاولة لتأكيد الوحدة الوطنية هتفت مجموعة من المتظاهرين في المدينة التي تضم عددا كبيرا من السكان من أقلية البلوش دعما للمحتجين في كردستان الايرانية. وقال شاهد انهم رددوا هتاف «كردستان.. نور عيوننا». وحملت ايران المسؤولية عن أعمال العنف لأعداء في الداخل والخارج من بينهم انفصاليون مسلحون وقوى غربية واتهمتهم بالتآمر على الجمهورية الاسلامية ونفت قيام قوات الامن بقتل محتجين. وأفاد التلفزيون الرسمي في المقابل بمقتل ما لا يقل عن 26 من قوات الامن. كانت زاهدان في 30 سبتمبر على موعد مع أكثر الايام دموية حتى الآن. وذكرت منظمة العفو الدولية أن قوات الامن قتلت ما لا يقل عن 66 شخصا في ذلك اليوم في حملة قمع أطلقتها بعد الصلاة. وقالت السلطات ان مسلحين من البلوش هاجموا مركزا للشرطة في ذلك اليوم مما أعقبه تبادل لإطلاق النار. وأعلن الحرس الثوري أن خمسة من أفراده ومن قوات الباسيج المتطوعة قتلوا. وذكر التلفزيون الحكومي أن ضابطا بالحرس الثوري وعنصرا من الباسيج قتلا برصاص «مثيري شغب» في ساعة مبكرة من صباح أمس في اقليم فارس بالجنوب. وأشارت وكالة أنباء الى أنهما تعرضا لإطلاق نار بعد مواجهة «اثنين من المشاغبين» كانا يكتبان على جدران. وكثفت قوات الامن حملتها القمعية الاسبوع الماضي في المناطق الكردية حيث يوجد للحرس الثوري سجل حافل من قمع المعارضة. وأكراد ايران هم جزء من أقلية عرقية متفرقة بين عدة دول فيالمنطقة وأدت تطلعاتها لحكم ذاتي الى صراعات مع السلطات في كل من العراق وسوريا وتركيا. ويوجد تجمع سكاني على الحدود الايرانية العراقية جنوب غرب ايران يبلغ نحو ثلاثة ملايين نسمة من العرب أغلبهم شيعة. ومارست بعض المجموعات التي شجعها عرب العراق بطول الحدود ضغوطا لنيل حكم ذاتي أكبر في السنوات الماضية. وقال دبلوماسيون ان من المتوقع اقرار عقوبات جديدة للاتحاد الاوروبي على 15 ايرانيا يوم الاثنين. وسيكون لتجميد الاصول وحظر السفر الجوي أثر مادي ضئيل على الافراد لكن الدبلوماسيين قالوا ان ذلك يتضمن رسالة سياسية ويكشف تنامي المخاوف الدولية بشأن القمع. ودان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساندته للمشاركين في الاحتجاجات. واعتبر في بيان أن تصريحات الرئيس الفرنسي هي «اتهامات سياسية وتدخلية وتشجع على العنف وانتهاك القانون». وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي في تغريدة على تويتر «تحدثت مع (وزير الخارجية الايراني حسين) أمير عبداللهيان لنقل موقف الاتحاد الأوروبي الواضح والموحد مرة أخرى للناس في إيران الحق في الاحتجاج السلمي والدفاع عن الحقوق الأساسية». ومضى بالقول: «يجب أن يتوقف القمع العنيف على الفور. يجب إطلاق سراح المتظاهرين. هناك حاجة الى الوصول الى خدمات الانترنت واعمال مبدأ المساءلة».
مشاركة :