في أحد الأيام؛ اتصلت العجوز وانغ يان، التي تبلغ السبعين من عمرها وتسكن في مدينة تشنغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان في جنوب غربي الصين، بالخط الساخن 12345 لخدمة السكان المحليين، طالبة المساعدة في حل مشكلة جديدة: استلام أغراض البقالة. وبسبب إصابة في ساقها، لم تتمكن العجوز وانغ من جمع الطرود عند بوابة مجمعها السكني، الذي كان يخضع لإدارة مغلقة بسبب تفشي جائحة كوفيدـ19. وبعد نصف ساعة من مكالمة وانغ، اتصل بها أحد الموظفين في المجتمع السكني الذي يدير مجمعها، ووعدها بترتيب عمليات التوصيل اليومية إلى منزلها. وقالت وانغ: "أولادي خارج المدينة، ولذلك كنت قلقة بعض الشيء في البداية. والآن أشعر بالاطمئنان لأنني أستعين بمنسق شخصي". وعندما تعرضت مدينة تشنغدو التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة، لعودة ظهور جائحة كوفيدـ19 في سبتمبر، حولت السلطات المحلية الخط الساخن 12345 إلى مكتب خدمة لحل الصعوبات الملحة التي واجهت السكان في أثناء الجائحة. وخلال الفترة ما بين اليوم الأول حتى يوم 27 من سبتمبر، تلقى الخط الساخن حوالي 1.58 مليون مكالمة أو رسالة عبر الإنترنت تتعلق بكوفيدـ19، في حين تم حل 98.29 في المائة من المشاكل. وقال مسؤولون إنه تم تشكيل فريق خاص لتسريع معالجة شؤون المسنين والأطفال والنساء الحوامل. وفي المدن الصينية التي تجدد فيها تفشي جائحة كوفيدـ19، يتم تنفيذ تدابير أكثر مرونة ومصممة حسب الطلب لحماية عمل عامة الناس وحياتهم، مع الحد من تفشي الجائحة على نطاق واسع. وشددت الحكومة الصينية على تنسيق الوقاية والسيطرة على كوفيدـ19 مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتبني اجراءات مستهدفة ومستندة إلى العلم لتقليل تأثير المرض على عمل الناس وحياتهم. وفي محاولة لضمان إمدادات السلع المتعلقة بالمعيشة، تعهدت وزارة النقل بابقاء المركبات اللوجستية ومنافذ توزيع البريد والتسليم السريع ومحطات الخدمة، في حالات عمل طبيعية أثناء الجائحة. وفي مدينة جينغهونغ السياحية بمقاطعة يوننان، قدمت السلطات وجبات مجانية وتتفاوض على تخفيض رسوم الفنادق للسياح العالقين في منطقة قاوتشوانغ، في أعقاب القيام بفرض قيود على السفر بسبب تجدد تفشي جائحة كوفيد-19 في أوائل شهر أكتوبر. وسمحت المدينة منذ 8 أكتوبر للمسافرين غير المحليين القيام برحلات العودة طالما قدموا نتائج اختبار حمض نووي سلبية. ويتم تعبئة المجتمعات السكنية المحلية بالكامل لرعاية السكان المتضررين من كوفيدـ19. وفي تشنغدو، تم تقسيم جميع الأحياء إلى 126 ألف "شبكة صغيرة" يشارك في خدمتها 149 ألف متطوع تم تجنيدهم من السعاة والعمال المجتمعيين والمتقاعدين. وقال تشنغ تشي، المسؤول في لجنة إدارة المجتمع السكني في تشنغدو: " إن كل فرد من أفراد الشبكة الصغيرة يضطلع بمسؤولية عن التواصل مع نحو 12 أسرة ومساعدتها". وصار الساعي وانغ كه هاو، مرتديا سترة حمراء، أحد عمال الشبكات الصغيرة. وتتضمن وظيفته الجديدة توصيل مواد ومستلزمات مكافحة الجائحة، وجمع المعلومات الوبائية، وإبلاغ شكاوى السكان للسلطات. وقال أحد السكان في مدينة ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي بوسط الصين: "أنا معجب بموظفي المجتمع السكني الذين يلتزمون بمهامهم على الرغم من سوء الأحوال الجوية. ومن خلال العمل المشترك، سنتجاوز الأمر قريباً". وبعد تسجيل حالة إصابة مؤكدة بكوفيدـ19 في مجمع سكني محلي، عمل المتطوعون طوال الليل على تجميع كشك اختبار وتسهيل توصيل المستلزمات. وساهمت التكنولوجيات الجديدة في تسهيل التواصل في هذه العملية. وفي مدينة تشنغدو، قام المكتب التجاري بمساعدة من البيانات الضخمة في تحديد موجة من الشكاوى حول شراء الضروريات، وقام على الفور بتنظيم عشرات شركات البيع بالتجزئة لتقديم توصيلات منتظمة إلى الأحياء المغلقة. كما تم استخدام الذكاء الاصطناعي الهاتفي لإجراء أكثر من 60 ألف مكالمة، وجمع المعلومات للتحقيق الوبائي وإصدار تذكيرات بالاختبارات والتطعيم. وقال طبيب من مستشفى غربي الصين التابع لجامعة سيتشوان: "كان نظام الرصد الوبائي يشمل أكثر من عشرة موظفين يقومون باجراء مكالمات هاتفية طوال اليوم. ويتم القيام بذلك الآن بواسطة الروبوت في غضون ساعة واحدة، ليكون لدى موظفينا مزيد من الوقت للأعمال الوقائية الأخرى". وسجّل البر الرئيسي الصيني يوم الخميس الماضي 249 حالة إصابة مؤكدة جديدة محلية العدوى بكوفيد-19، بما في ذلك 56 حالة في منغوليا الداخلية و53 حالة في قوانغدونغ، وفقا للجنة الصحة الوطنية.
مشاركة :