تونس - يصر الرئيس التونسي قيس سعيد على مواجهة من يصفهم بالخونة والعملاء وإصلاح الوضع في البلاد مشككا في نوايا القوى المعارضة التي خرجت للتظاهر في الشارع احتجاجا على سياساته. وقال قيس سعيد خلال اشرافه السبت على موكب الاحتفال بالذكرى 59 لجلاء القوات الفرنسية عن تونس وذلك في مدينة بنزرت شمال البلاد بحضور رئيسة الحكومة نجلاء بودن ووزير الدفاع عماد مميش انه لن يقبل "الا بالنصر" في اشارة الى جهود انجاح الإجراءات التي اتخذها في 25 يوليو/تموز 2021 وما بعدها. وأضاف قيس سعيد بحضور عدد من المقاومين القدماء" 'إذا عهدنا فننجز... لن نقبل إلا بالنجاح والنصر" مشيرا بانه سيواصل نفس النهج الى النهاية في خطاب موجه الى القوى المعارضة. وقال الرئيس التونسي انه "سيعيد المجد لتونس وإنقاذ الدولة من براثن الذين يعبثون ويحاولون العبث بمقدرات الشعب". وتابع "تونس ستبقى حرة مستقلة والشعب هو صاحب السيادة" مضيفا "متمسكون بحقنا في الجلاء وسيحصل جلاء جديد حتى تتخلّص تونس من كل من يريد ضرب استقلالها أو يكون عميلا للخارج وخائنا". وليست هذه المرة الاولى التي يتهم فيها الرئيس قيس سعيد بعض القوى باللجوء الى الخارج من اجل ممارسة ضغط على حكم بعد اتخاذه الاجراءات الاستثنائية والاستفتاء على الدستور والدعوة لانتخابات تشريعية قبل اوانها. وندد الرئيس التونسي مرارا بلوبيات الفساد والاحتكار الذي اتهمها بالوقوف وراء غلاء الاسعار وندرة بعض المواد الاساسية مشيرا بانه سيعمل على مواجهتها ومواجهة بعض القوى السياسية التي ترفض عملية الاصلاح السياسي. وكانت المعارضة التونسية المشتتة نظمت بالتزامن مع الاحتفال بعيد الجلاء مسيرتين منفصلتين في العاصمة للتنديد بقرارات قيس سعيد قادها كل من حركة النهضة الاسلامية والحزب الدستوري الحر. ورغم العداء بين الحزبين لكنهما يلتقيان في معارضة الرئيس سعيد ويبدو أن سعيد، الذي ألقى باللوم على من سماهم "المكتنزين والمضاربين" في نقص المواد الاساسية، يحتفظ بدعم واسع بين العديد من التونسيين، لكن الصعوبات المتزايدة تسبب الإحباط وتزيد من تدفق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. واحتج تونسيون الأسبوع الماضي في مدينة جرجيس الجنوبية، على دفن ذويهم في قبور لمجهولي الهوية بعدما لقوا حتفهم إثر غرق قاربهم، في واحدة من الحوادث المتكررة التي تقع للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى إيطاليا فيما عبر سعيد عن تضامنه مع اهالي الضحايا. ورغم حديث المعارضة عن مشاركة الالاف من المواطنين في مسيرة المعارضة لكن وزارة الداخلية نشرت في صفحتها الرسمية على الفايسبوك صورا كشفت من خلالها مشاركة عدد بسيط من التونسيين في تلك التحركات الاحتجاجية. كما اشارت الوزارة انها تمكنت من القاء القبض على عدد من المشتبه فيهم في محيط الاحتجاجات وبحوزتهم مبالغ مالية. وقالت الوزارة انه "تم ضبط 04 أشخاص بأماكن مختلفة من محيط التحركات الاحتجاجية بحوزتهم مبالغ مالية متفاوتة كالآتي (12 ألف دينار، 1190 دينار، 2000 دينار و1200 دينار) وتحوز أحدهم على علبة غاز مشل للحركة". وليست هذه المرة الأولى التي تشير فيها الداخلية عن تورط بعض القوى في دفع بعض الشباب للتظاهر مقابل مبالغ مالية وهو ما يثبت مخاوف الرئيس سعيد من محاولات غير بريئة لعرقلة جهود الإصلاح من قبل احزاب متضررة من الواقع السياسي الجديد.
مشاركة :