أظهرت لقطات مصورة على الإنترنت على ما يبدو اشتعال النيران في سجن إيفين بالعاصمة الإيرانية طهران والذي يضم سجناء سياسيين. كذلك سمع دوي إطلاق نار وصفارات إنذار، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز»، أمس السبت. يأتي ذلك فيما انطلقت، مساء السبت، مظاهرات ليلية في حي نازي آباد بالعاصمة طهران، وفق ما أفادت شبكة «إيران إنترناشيونال». وقبل ذلك، خرج الطلاب في جامعة فرهيختكان، والجامعة الحرة أيضا بمظاهرة واسعة مرددين عبارات مناوئة للسلطات، وهاتفين «امرأة حياة حرية»، وهو الشعار الذي ما فتئ المتظاهرون يرددونه في البلاد منذ انطلاق الحراك قبل نحو شهر. في الاثناء مع دخول الاحتجاجات في إيران أسبوعها الخامس، استنكارا لوفاة الشابة الكردية مهسا أميني وسط حملة القمع العنيفة التي تشنها السلطات محاولة وقفها، نفذت عدة مدن في محافظة كردستان غربي البلاد، إضرابات شاملة. فقد أقفلت المحال التجارية والأسواق أبوابها في كل من سنندج عاصمة كردستان، ومريوان وسقز وغيرها. وأظهرت مقاطع فيديو محال مغلقة في سقز وأسواقا بلا باعة أيضا، بحسب ما أفادت شبكة «إيران إنترناشيونال». كما انضمت مريوان للحراك، فأغلقت متاجرها وسط دعوات لإضراب عام يشل الحركة تماما. أما في طهران، فخرج الطلاب في جامعة فرهيختكان، والجامعة الحرة أيضا بمظاهرة واسعة مرددين عبارات مناوئة للسلطات، وهاتفين «امرأة حياة حرية»، وهو الشعار الذي ما فتئ المتظاهرون يرددونه في البلاد منذ انطلاق الحراك قبل نحو شهر. وكان ناشطون دعوا خلال الأيام الماضية ومعهم مجموعات من الشباب في مدن الأهواز وطهران وأصفهان وتبريز وغيرها إلى انتفاضة وطنية، أمس السبت. وفي سياق متصل، مع دخول الاحتجاجات الإيرانية المنددة بمقتل مهسا أميني الشهر الثاني، أقر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بأن نهج إدارته المتمثل في عدم دعم احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009 كان خطأ. وقال: «حيثما وجد بصيص أمل والناس يبحثون عن الحرية، فعلينا أن نضع ذلك في اهتمامنا ونعبر عن التضامن معه». كما أضاف: «يجب أن يدعم الرئيس جو بايدن هذه الاحتجاجات ووقف المحادثات النووية، وإلقاء خطاب يحث على إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين». أتت تصريحات أوباما، بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه «مندهش» إزاء الاحتجاجات الجماعية التي تشهد أكبر موجة تظاهرات منذ سنوات، داعيا إيران إلى وقف العنف ضد مواطنيها. وأضاف بايدن خلال كلمة أمس السبت، في إحدى كليات مدينة إرفاين في كاليفورنيا: «أريدكم أن تعلموا أننا نقف إلى جانب المواطنين، ونساء إيران الشجاعات». كذلك تابع قائلا: «أدهشني ما أيقظته الاحتجاجات في إيران. أيقظت شيئا لا أعتقد أنه سيتم إسكاته لوقت طويل، وطويل جدا». من جانب آخر اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن دعم المتظاهرين والاحتجاجات الحالية مجرد «تدخل في شؤون إيران الداخلية وتشجع على العنف». وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني في تصريح نشره موقع وزارة الخارجية الإلكتروني: «بيان الرئيس الفرنسي أمس بشأن التطورات الأخيرة في بلادنا باعتباره اتهاما سياسيا وتدخلا وتشجيعا على العنف ومخالفي القانون». وأضاف ناصر كنعاني: «إن الحق في التظاهر السلمي مكفول في دستور إيران»، مشيرا إلى أنه «المثير للدهشة أن رئيس الجمهورية وبعض المسؤولين في الحكومة الفرنسية استنكروا تصرفات قوات الأمن في التعامل مع العنف والمحرضين وطالبوا الحكومة الإيرانية بتجنب العنف واحترام حقوق المحتجين». ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تصريحات ماكرون بأنها نفاق يؤكد أن حقوق الإنسان بقاموس الحكومات الغربية ليس أكثر من أداة لتحقيق أهداف سياسية والتدخل بشؤون الدول الأخرى. وردا على الاحتجاجات الأخيرة ومعاملة قوات الأمن في إيران، قال ماكرون إن فرنسا تدين قمع النظام الإيراني. وقال الرئيس الفرنسي في تغريدة على تويتر: «بالنسبة للنساء اللواتي تجرأن على خلع الحجاب والذهاب أمام البندقية، وبالنسبة للشباب والرجال الذين يناضلون من أجل حقوق المرأة، ومن أجل ما هو في هذا النضال العالمي، تدين فرنسا قمع النظام الإيراني». يشار إلى أن وفاة أميني ذات الـ22 عاما، في 16 سبتمبر الفائت، بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران، كانت أطلقت شرارة تظاهرات واسعة في البلاد، لم تهدأ حتى الآن. فيما عمدت السلطات إلى قطع الإنترنت عن الهواتف المحمولة بشكل متقطع، من أجل محاصرة المحتجين، ومنع انتشار دعوات التظاهر. كما دأب المسؤولون على اتهام المتظاهرين بالتبعية للخارج، وتخوينهم، في حين ألقت القوى الأمنية القبض على المئات بينهم طلاب جامعات وتلاميذ مدارس. في حين أدى العنف الذي اعتمدته القوى الأمنية إلى مقتل ما لا يقل عن 233 قتيلا في صفوف المحتجين، بحسب ما أكدت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية في تقرير نشر يوم 12 أكتوبر الحالي.
مشاركة :