«حزب الله» العقبة الأساسية أمام الإصلاحات بلبنان

  • 10/16/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حذر خبراء ومتابعون للوضع المتدهور في لبنان، من استمرار الدور التخريبي الذي تواصل قوى طائفية وإرهابية كميليشيات «حزب الله» القيام به، وهو ما يقود إلى تعميق الهوة التي يتردى فيها ملايين اللبنانيين، على نحو ربما يكون غير مسبوق منذ استقلال وطنهم قبل 8 عقود تقريباً. فـ «حزب الله»، الذي يشكل أحد أبرز مكونات الطبقة الحاكمة في بيروت، يبسط سيطرته على المؤسسات اللبنانية، بما يجعله أشبه بـ«دولة داخل الدولة»، وأحياناً «فوق الدولة»، ويمنحه القدرة على إسباغ الحماية على شبكات المحسوبية والفساد وهدر الأموال، وتخصيص الموارد العامة لخدمة الأنصار والأتباع. ومن أجل خدمة مصالحها الخاصة، تعرقل هذه الميليشيات الإرهابية أي مساعٍ، تستهدف إجراء الإصلاحات الضرورية، التي يتعين اتخاذ قرارات بشأنها ووضعها موضع التطبيق، لإقالة الاقتصاد اللبناني من عثرته التي طالت وتفاقمت، وإقناع المؤسسات المالية الدولية، بتقديم الدعم اللازم للسلطات في بيروت، أملاً في وضع حد لحالة «السقوط الحر» المستمرة منذ أواخر عام 2019. ويمثل «حزب الله»، وفقاً لمحللين، نموذجاً للنخبة التي دمرت لبنان منذ عقود، والتي تجمع أمراء حرب ولصوصاً بل ومهربين للمخدرات، سبق أن تقاتلوا خلال حقبة الحرب الأهلية «1975 - 1990»، ثم تقاسموا السلطة بعد ذلك، تحت ستار أحزاب سياسية وطوائف دينية، تحميهم من المحاسبة. ومن شأن هذا الوضع المعقد، الحيلولة دون مساءلة من وضعوا ملايين اللبنانيين في مأزقهم الراهن، الناجم عن انهيار قيمة العملة المحلية وتزايد معدلات التضخم لتناهز 160 في المئة، وهروب رؤوس الأموال الأجنبية واتساع رقعة الفقر ليشمل 70 في المئة من السكان على الأقل، بجانب شح للسلع الأساسية والخدمات، وهو ما حوَّل هذا البلد، إلى دولة تقف على حافة الهاوية، بعدما كانت تُوصف عاصمتها قبل عقود، بـ«باريس الشرق الأوسط». وفي تصريحات نشرها موقع «جيوبوليتيكال مونيتور» الإلكتروني، قال المحلل الأميركي المخضرم جوليان ماكبرايد، إن التشابك بين «حزب الله»، وباقي مكونات الطبقة الحاكمة، وما ينجم عن ذلك من فرض وترسيخ دعائم الفساد وحماية الضالعين فيه، يجعل من المستحيل على لبنان، قطع أي خطوات إلى الأمام، على صعيد التعافي الاقتصادي. فالمنظومة الفاسدة التي يساعد «الحزب» على حمايتها في لبنان، والتي ينعم المشاركون فيها بالبقاء في السلطة منذ عقود، ما يتيح لهم الفرصة لجني الأموال دون رقيب أو حسيب، أوصلت البلاد الآن إلى نقطة حرجة، بفعل السوء المفرط للإدارة، بما يُسرَّع من وتيرة الانهيار المحتمل لمؤسسات الدولة، بحسب تحذيرات منظمات دولية لها وزنها. وحذر ماكبرايد من أن غياب المساءلة والمحاسبة، واستمرار شبكة الحماية التي توفرها قوى طائفية مثل «حزب الله» لأتباعها وأنصارها والمنتمين إليها، يقوض كل الجهود الإصلاحية اللازم بذلها، للتعامل مع الاختلالات الهيكلية التي يعاني منها النظام المالي اللبناني.

مشاركة :