شي جين بينج يتفاخر بنفوذ الصين الدولي وجاذبيتها وقوتها لتشكيل العالم

  • 10/16/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بكين – أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج، في بكين اليوم الأحد في خطاب موسع لافتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي، الذي يستمر على مدار الأسبوع أن نفوذ الصين الدولي وجاذبيتها وقوتها لتشكيل العالم، زاد بشكل كبير، محذرا من بيئة دولية غير مستقرة بشكل كبير. وفي خطابه الافتتاحي الذي دام قرابة 100 دقيقة، أشاد الرئيس ودافع عن مجموعة واسعة من السياسات التي اتُّبعت في عهده، مشيرا إلى أن المؤتمر ينعقد في "لحظة مفصلية" بالنسبة للبلاد. وأضاف شي في الخطاب "في مواجهة التغييرات الجذرية في المشهد الدولي، حافظنا على إرادة استراتيجية صلبة وأظهرنا روحا قتالية"، حسب وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الأحد. وتابع شي قائلا "من خلال هذه المساعي، قمنا بحماية كرامة الصين ومصالحها الأساسية وأبقينا أنفسنا في وضع جيد، سعيا وراء التنمية وضمان الأمن". وقال الرئيس الصيني في افتتاح المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الحاكم إن حل قضية تايوان يعود إلى الشعب الصيني وإن الصين لن تتخلى مطلقا عن حق استخدام القوة ولكنها ستكافح من أجل التوصل لحل سلمي. وتعتبر الصين تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي إقليما تابعا لها على الرغم من الاعتراضات الشديدة من الحكومة في تايبه التي ترفض مطالبات السيادة وتقول إن سكان الجزيرة هم فقط من لهم الحق في تقرير مستقبلهم. وتصاعدت التوترات بشكل كبير في أغسطس آب بعد أن أجرت الصين مناورات حربية بالقرب من تايوان بعد قيام رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بزيارة تايبه. واستمرت هذه الأنشطة العسكرية وإن بوتيرة منخفضة. وقال شي إن الصين دائما "تحترم وتهتم وتفيد" شعب تايوان وتلتزم بتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية عبر مضيق تايوان. وأضاف أن "حل قضية تايوان أمر يخص الشعب الصيني وأمر يقرره الشعب الصيني". وأردف "نصر على الكفاح من أجل إعادة التوحيد السلمي بأكبر قدر من الإخلاص وأفضل الجهود ولكننا لن نعد أبدا بالتخلي عن استخدام القوة ونحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة". وقال شي إن هذا الخيار يستهدف مسألة "التدخل" الذي تقوم به قوى خارجية و"عدد صغير جدا" من أنصار استقلال تايوان وليس الغالبية العظمى من الشعب التايواني. ورداً على ذلك قال المكتب الرئاسي في تايوان اليوم الأحد إن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي لن تتخلى عن سيادتها أو تتنازل عن الحرية والديمقراطية، وإن شعبها يعارض بوضوح فكرة بكين عن إدارتها وفقا لمبدأ "بلد واحد ونظامين". وقالت الرئاسة التايوانية في بيان إن الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجانبين، وإن اللقاء في ساحة المعركة ليس خيارا مطروحا. سياسات الحزب الشيوعي وفيما يتعلق بسياسات الحزب الشيوعي الصيني الداخلية قال شي جين إن الصين ستطبق سياسات لزيادة معدل المواليد مع شعور صناع السياسة بقلق من أن يلحق انخفاض وشيك في عدد سكان الصين ضررا بثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقال شي أمام نحو 2300 مندوب في افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الذي يعقد مرة واحدة كل خمس سنوات في بكين "سنضع نظام سياسة لزيادة معدلات المواليد وانتهاج استراتيجية وطنية استباقية لمواجهة شيخوخة السكان". ويقول خبراء السكان إنه على الرغم من أن عدد سكان الصين يبلغ 1.4 مليار شخص، وهو أكبر عدد في العالم، إلا أن من المتوقع انخفاض عدد مواليدها إلى مستويات قياسية هذا العام ليتراجع إلى أقل من عشرة ملايين من 10.6 مليون طفل في العام الماضي والذي كان منخفضا أصلا 11.5 في المئة عن عام 2020. وفرضت السلطات سياسة طفل واحد من عام 1980 إلى عام 2015، ثم تحولت فيما بعد إلى سياسة ثلاثة أطفال، معترفة بأن الشعب على وشك الانكماش السكاني. وأشاد الرئيس الصيني بسياسات الحزب الشيوعي، من تلك القائمة على "صفر إصابات كوفيد" وصولا إلى حملته الأمنية ضد الفساد، وذلك لدى انطلاق أعمال مؤتمر الحزب المنعقد كل خمس سنوات والذي يتوقع بأن يصادق آلاف المشاركين فيه على تمديد حكمه لولاية تاريخية ثالثة. واعتبر شي أن الجهود المتواصلة للقضاء على كوفيد والمتمثلة بفرض قيود مشددة على حياة السكان تعد إنجازا مهما، علما بأن هذه السياسات سددت ضربة للاقتصاد. وقال إن هذا النهج وفّر "أعلى درجات الحماية لسلامة وصحة الناس". كما لفت إلى ما اعتبره نجاح حملته لمكافحة الفساد التي سجن الآلاف على إثرها ويرى مراقبون بأنها استخدمت لسحق المعارضة. لكن شي شدد على أن حملة مكافحة الفساد قضت على "مخاطر جدية كامنة" ضمن الحزب الشيوعي والجيش والدولة. وقال إن "مكافحة الفساد حققت انتصارا ساحقا وتم تعزيزها بصورة شاملة". ركّز شي أيضا على أكثر قضايا الأمن والسيادة حساسية بالنسبة للصين إذ أشار في مستهل خطابه إلى هونغ كونغ، حيث تم سحق الاحتجاجات المؤيدة للديموقراطية، وتايوان. ورحّب بانتقال هونغ كونغ من "الفوضى إلى الحكم"، بينما تعهّد بأن بكين "لن تلتزم قط بالتخلي عن استخدام القوة" عندما يتعلق الأمر بتايوان، في تصريحات قوبلت بتصفيق حار من الحضور. وفي الخطاب الذي ركّز بمعظمه على القضايا الداخلية، قال شي إن الصين "ستشارك بشكل فاعل في الحكومة العالمية فيما يتعلق بتغير المناخ". وشدد في الوقت ذاته على أن بلاده تعارض "عقلية الحرب الباردة" في الدبلوماسية الدولية، من دون أن يأتي على ذكر العلاقات مع واشنطن. وقال إن "الصين.. تعارض بحزم جميع أشكال الهيمنة والسياسات القائمة على القوة وتعارض عقلية الحرب الباردة والتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية كما تعارض ازدواجية المعايير". ولم يتطرق شي في خطابه إلى حرب أوكرانيا. تقارير عن تظاهرة في بكين وإذا سارت جميع الأمور حسب الخطة لصالح شي، فستتم المصادقة على الرئيس البالغ 69 عاما كأمين عام للحزب بعد انتهاء الاجتماعات التي تستمر مدة أسبوع، ما يرسّخ موقعه كأقوى حاكم للصين منذ ماو تسي تونغ. وفي حال تم اختياره زعيما للحزب لخمس سنوات أخرى، كما هو متوقع، فسيتم بلا شك انتخاب شي رئيسا خلال الاجتماع السنوي لمجلس الشعب الصيني المقرر في آذار/مارس. ويرجّح بأن يتم الكشف عن اختيار شي وغيره من أبرز شخصيات الحزب في 23 تشرين الأول/أكتوبر، أي بعد يوم من اختتام أعمال المؤتمر. كما سيختار المشاركون في الاجتماعات المنظّمة بعناية والتي تنعقد بمعظمها بشكل مغلق أعضاء اللجنة المركزية للحزب المكوّنة من 200 شخص تقريبا، والتي تختار بدورها أعضاء المكتب السياسي الـ25 ولجنته الدائمة التي تعد أعلى هيئة قيادية في البلاد. وانتشرت الشرطة بشكل كثيف في محيط بكين صباح الأحد استعدادا للمؤتمر. ونقل أسطول من الحافلات الصحافيين وغيرهم من الحضور إلى ساحة تيان أنمين التي بدت خالية تقريبا وإلى قاعة الشعب الكبرى. وخضع المشاركون لسلسلة عمليات تفتيش قبل دخول القاعة حيث عُلّق شعار الحزب الشيوعي فوق المسرح حيث يجلس كبار القادة. وكُتب على لافتات حمراء عُلّقت في القاعة "عاش الحزب الشيوعي المجيد والعظيم والصائب". وقبيل انطلاق أعمال المؤتمر، حذفت هيئات الرقابة الصينية على الإنترنت جميع الإشارات إلى تقارير تحدّثت عن تظاهرة نادرة من نوعها خرجت في بكين ورفعت خلالها لافتات منددة بشي وسياسات البلاد في مكافحة كوفيد. وأظهرت تسجيلات مصورة وصور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس متظاهرا يعلّق على جانب جسر لافتتين تحملان شعارات تنتقد سياسات الحزب الشيوعي.

مشاركة :