"سينماتيك" الجزائر يعيد الدفء إلى قاعات السينما المهجورة

  • 10/17/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

نال الكثير من الأفلام الجزائرية شهرة عالمية، لكن الإنتاج السينمائي في الجزائر ما زال قاصرا عن تحقيق حركية حقيقية تحرر قطاع السينما والعاملين فيه، خاصة من حيث غياب القاعات السينمائية التي أغلق كثير منها وطاله التهميش والإهمال. لكن تسعى مؤسسة "سينماتيك الجزائر" لإحياء عدد من هذه القاعات وبث الروح فيها من جديد. الجزائر - تعكف مؤسسة "سينماتيك الجزائر" على إعادة الروح إلى صالات ودور العرض المنتشرة في مختلف مدن البلاد، على أمل إعادة الدفء إليها بعد عقود من الرطوبة والبرد، وهي الخطوة التي يعول عليها من أجل بعث حركة سينمائية في البلاد، والمساهمة في فك الحصار المضروب على الأعمال المنجزة، بسبب أزمة الصالات ودور العرض، فضلا عن تنشيط المشهد السينمائي أسوة بمختلف الفعاليات الثقافية والفنية الأخرى. واحتضنت مدينة قسنطينة تظاهرة "ثورة التحرير في الفيلم الوثائقي والقصير”، بمناسبة افتتاح "سينماتيك قسنطينة"، وهي من ضمن القاعات العريقة بوسط المدينة، التي أعيد تأهيلها من طرف المؤسسة الأم، لتعود بذلك الروح إلى المعلم الفني والثقافي الذي استنزف سنوات بأكلمها في عملية الترميم. اختار المنظمون تظاهرة "ثورة التحرير في الفيلم الوثائقي والقصير" تسليط الضوء على الأعمال السينمائية التي اهتمت بثورة التحرير الجزائرية، لاسيما وأن الاهتمام ظل مركزا على الأعمال والأفلام الطويلة لدى الجمهور والمتابعين، الأمر الذي غطى ولو نسبيا على الأنماط السينمائية الأخرى. إحياء القاعات ◙ تكريم خاص للفنانة الراحلة شافية بوذراع مع عرض فيلم وثائقي عن تجربتها الفنية الرائدة بالتمثيل ◙ تكريم خاص للفنانة الراحلة شافية بوذراع مع عرض فيلم وثائقي عن تجربتها الفنية الرائدة بالتمثيل وحسب منسق التظاهرة الناقد والإعلامي محمد عبيدو، فإن قاعة قسنطينة التي احتضنت التظاهرة المذكورة، هي الـ13 من نوعها التابعة لشبكة السينماتيك والتي ستدخل حيز الخدمة، وتسير من طرف المركز الجزائري للسينما. ولفت في تصريح لـ"العرب" إلى أن قاعة قسنطينة احتضنت أول فعالية سينمائية تتمثل في تظاهرة "ثورة التحرير في الفيلم الوثائقي والقصير”، وذلك في إطار الاحتفالات الجارية بستينية الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، وتضمنت إلى جانب حفل الافتتاح وعرض عدة أعمال، تنظيم ندوات مختصة، فضلا عن تكريم الفنانة الراحلة شافية بوذراع، مع عرض فيلم وثائقي عن تجربتها الفنية الرائدة بالتمثيل، وكذا تكريم الفنان طاهر حناش، وهو أول سينمائي جزائري، بالموازاة مع تنظيم معرض حول حياته وأهم أعماله، على غرار عرض فيلمه "غطاس الصحراء" الذي أنتج العام 1953 وعرض في مهرجان كان السينمائي. ◙ تراجع دور السينما في استقطاب الجمهور والعشوائية التي يعيشها القطاع حولا القاعات إلى فضاءات مهجورة وأضاف المتحدث أن “التظاهرة تضمنت مداخلات حول دور الأفلام القصيرة والوثائقية في دعم ثورة التحرير إعلاميا وثقافيا، نشطها عدد من السينمائيين والنقاد من بينهم جمال حازورلي وغنية سيد عثمان وسعيد مهداوي وعلي عيساوي ولعربيب لكحل ومحمد عبيدو وأحمد الزير وجمال محمدي". وعرضت التظاهرة 12 فيلما تسجيليا وقصيرا حول ثورة التحرير، كما أقامت معارض وملصقات سينمائية، مما ساهم في تحريك المشهد الثقافي والفني في المدينة، وأعطى زخما للمدينة التي عادت إلى الجمود بعد احتضان “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية العام 2015". وتضم مدينة قسنطينة، المعروفة بمدينة "الجسور المعلقة"، نسبة إلى جسورها العريقة، ست قاعات سينما، موزعة عبر وسط المدينة وأحيائها، استقطبت على مر سنوات طويلة جمهورا ذواقا، كبر وترعرع بين أحضانها، وكان يجد ضالته أمام الشاشات العملاقة، فكانت بمثابة منارة للإشعاع الثقافي والفني بالمدينة، خاصة في السبعينات والثمانينات، غير أن تراجع دور ونفوذ السينما في استقطاب الجمهور، والعشوائية التي يعيشها القطاع منذ عقود، حولاها إلى مجرد فضاءات مهجورة أكلها الإهمال والتدهور. سينماتيك الجزائر ◙ المنظمون اختاروا تسليط الضوء على الأعمال السينمائية التي اهتمت بثورة التحرير الجزائرية ◙ المنظمون اختاروا تسليط الضوء على الأعمال السينمائية التي اهتمت بثورة التحرير الجزائرية يأمل سينماتيك الجزائر بمشروع تأهيل صالاته في إعادة الروح للمشهد الثقافي والسينمائي في ربوع البلاد، خاصة وأن الإنتاج المحلي يعاني من حصار مطبق وتوزيع مشلول بسبب عدم صلاحية القاعات وهجرة الجمهور، ويتوق المنظمون إلى المساهمة في استعادة بريق الفضاءات المذكورة، ووضعها في خدمة الفعاليات الثقافية المختلفة، خاصة في العاصمة والمدن الكبرى. وذكر منسق التظاهرة محمد عبيدو في تصريح لـ"العرب" بأنه "بعد استفادة سينماتيك من عملية ترميم شاملة استعادت مدينة قسنطينة قاعة سينماتيك، وهي القاعة رقم 13 التي تزاول نشاطها من ضمن 20 قاعة تتضمنها شبكة قاعات سينماتيك الجزائر". ◙ سينماتيك الجزائر تعتبر من بين المؤسسات السينمائية التي حققت العديد من الإنجازات وتعدى صداها حدود البلاد إلى المنطقة العربية والأفريقية والعالمية وأضاف "مع قدوم الإدارة الجديدة للمؤسسة، يجري تفعيل نشاطات سينمائية مهمة، بدأت تحظى بحضور واهتمام مبدعي ومثقفي مدينة قسنطينة والمدن الأخرى، خاصة وأن الشغوفين بالفن السابع في الجزائر يطمحون إلى عودة الفضاءات العريقة إلى المشهد، ولم لا ظهور مرافق جديدة تستقطب الجمهور والفاعلين في القطاع السينمائي؟". وتعتبر سينماتيك الجزائر من بين المؤسسات السينمائية الجزائرية التي حققت العديد من الإنجازات والأعمال، خاصة في حقبتي ستينات وسبعينات القرن الماضي، وتعدى صداها آنذاك حدود البلاد إلى المنطقة العربية والأفريقية والعالمية، ولذلك تأمل المؤسسة في استعادة أمجاد الماضي، خاصة وأن الإبداع لم يتوقف غير أن مشاكل القطاع ساهمت في تعميق الفجوة بين الجمهور والفاعلين السينمائيين والأعمال السينمائية المنجزة. وأبدى متدخلون في تظاهرة قسنطينة على غرار علي عيساوي والعربي لكحل والناقد جمال الدين حازورلي اهتماما لافتا بضرورة بحث أفضل الطرق للحفاظ على الموروث السينمائى الجزائري وأرشفته ورقمنته، خوفا من ضياع بعض الأعمال، خاصة تلك التي تركت بصمتها في المنجز السينمائي بالبلاد. وتعتبر "سينما الثورة" أحد الإبداعات الجزائرية التي عالجت زخم ثورة التحرير وأرّخت للحقبة الاستعمارية ( 1830 – 1962)، ويبقى فيلم "سنوات الجمر"، للمخرج محمد لخضر حامينة، العمل العربي الوحيد المتوج بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي.

مشاركة :