اليمن يدعو إلى مقاربة دولية واقعية مع «الحوثيين»

  • 10/17/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دعا وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، إلى مقاربة أممية ودولية واقعية في التعامل مع ميليشيات «الحوثي» الإرهابية، بعد أن اتضح للمجتمع الدولي طبيعتها العدوانية وتهديدها للأمن والسلم في اليمن والمنطقة. وأشار ابن مبارك، لدى لقائه السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا، أمس، إلى أن تعنت ميليشيات «الحوثي» في التعامل مع مساعي إحلال السلام في اليمن يؤكد عدم رغبتها بتحقيق السلام وعدم اكتراثها بمعاناة اليمنيين وبإنهاء الكارثة الإنسانية التي يعيشونها. يأتي ذلك فيما أكد خبراء ومحللون غربيون، على ضرورة وقف الدعم الخارجي لميليشيات «الحوثي» الإرهابية، وتوفير الغطاء السياسي والعسكري لممارساتها العدوانية وإصرارها على مواقفها المتعنتة، بما قاد مطلع أكتوبر الحالي، لانهيار الهدنة التي ظلت سارية لمدة ستة أشهر. وشدد الخبراء، على ضرورة منح الفرصة كاملة للمجتمع الدولي، للتعامل مع ملف الصراع الذي طال أمده في اليمن، جراء الانقلاب «الحوثي» الدموي على الحكومة الشرعية في خريف 2014، وهو ما أسقط البلاد فريسة للأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم. فمن شأن أي تأخر إضافي في المضي قدماً، على طريق إيجاد تسوية سياسية للصراع اليمني بفعل مواصلة ميليشيات «الحوثي» الإجرامية محاولة حسم الأزمة عسكرياً، تبديد أي آمال متبقية في التوصل إلى مثل هذا الحل، وترسيخ الانقسامات المجتمعية التي تسببت فيها تلك العصابة، على مدار سنوات الحرب التي شنتها على ملايين اليمنيين، وذلك جنباً إلى جنب مع الخسائر الجسيمة الأخرى، التي نجمت عن المعارك، وأدت إلى أن يصبح اليمن دولة شديدة الهشاشة. وفي تصريحات نشرتها صحيفة «صنداي جارديان لايف»، حذر الخبراء الغربيون، من أن الفشل في تجديد الهدنة، كما كان قد حدث مرتين منذ بدء تطبيقها في الثاني من أبريل الماضي، يضع اليمن على شفا تصعيد جديد للمعارك، التي أفضت على مدار ثمانية أعوام، إلى أن يصبح 80 في المئة من اليمنيين، أو ما يزيد على 24 مليوناً من سكان هذا البلد، بحاجة لمساعدات إنسانية، كما أجبرت ملايين آخرين على النزوح داخليا، أو اللجوء إلى دول أخرى. فضلاً عن ذلك، أدى الصراع الذي أشعلت العصابة «الحوثية» نيرانه، إلى سقوط نحو 400 ألف قتيل، وجعل 58 في المئة من اليمنيين يعيشون في فقر مدقع، بعدما بلغت الخسائر التي مُني بها الاقتصاد بسبب القتال، قرابة 90 مليار دولار. وبفعل العدوان «الحوثي» المستمر، يعاني 54 في المئة من اليمنيين، أو ما يناهز 17.4 مليون نسمة، من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم 3.5 مليون سيدة حُبلى وأطفال دون سن الخامسة. وأبرز المحللون الغربيون في تصريحاتهم كذلك خطورة التهديدات التي أطلقتها الميليشيات «الحوثية» لشركات النفط في دول الجوار، بعد انقضاء الهدنة دون تجديدها، واصفين إياها بـ «المثيرة للقلق»، باعتبار أنها تجسد المخاطر التي تُحدق بأمن الطاقة في العالم بسبب استمرار الصراع اليمني. كما أعادت هذه التهديدات إلى الأذهان الاعتداءات الإرهابية التي نفذتها تلك العصابة الانقلابية، مطلع العام الجاري على منشآت نفطية حيوية عبر الحدود، قبل أن تُجبرها الهزائم الفادحة التي تكبدتها على الأرض في داخل اليمن، للقبول بالهدنة المؤقتة التي توسطت فيها الأمم المتحدة. الحصار «الحوثي» لطرق تعز يتسبب بمقتل وإصابة العشرات توفي 3 أشخاص وأُصيب 44 آخرون، أمس، جراء انقلاب حافلة للنقل الجماعي على طريق وعر يؤدي إلى مدينة تعز المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية. وأكدت مصادر محلية أن الحادثة ناتجة عن وعورة «نقيل ظمران القبيطة»، وهو طريق جبلي بديل يربط بين تعز وعدن. وأضافت أن الحوادث تتكرر بشكل شبه يومي في هذا الطريق الوعر، والذي يلجأ إليه السائقون في محاولة يائسة للالتفاف على حصار ميليشيات «الحوثي» الإرهابية للطرق الرئيسية لمحافظة تعز. وعلى مدار 8 سنوات، فرضت الميليشيات الإرهابية حصاراً خانقاً على تعز، ومنعت دخول وخروج اليمنيين منها أو إليها، وكل ما يتعلق باحتياجاتهم للمعيشة والحياة، تأكيداً على مدى الحقد الذي تحمله ميليشيات الإرهاب «الحوثية» ضد سكان تعز. ولم تكتفِ الميليشيات الإجرامية بالحصار بل مارست القتل الممنهج عبر القصف العشوائي بمختلف أنواع الأسلحة، والقنص لكل ما هو حي في المدينة، مع زرع الألغام الأرضية، وهو ما نتج عنه وفاة الآلاف من الجرحى وسط صمت دولي. وعلى رغم أن فتح طرق تعز كان من بين بنود الهدنة المنتهية، إلا أن الميليشيات تنصلت من التزاماتها وسط إدانات محلية ودولية.

مشاركة :