عام مضطرب طوى مسيرتين متضادتين على مختلف الأصعدة بين ميسي المتألق ورونالدو المعصور بمطبقتي الإحباط، إلا أن الإنجاز الشخصي للأخير حفظ له ماء الوجه وحظوظ التواجد على منصة جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2015، التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ومجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية وذلك في الحفل المقرر اليوم. ولا يمكن على أي حال أن يخرج الدون البرتغالي من قمقم اللعنة التي بددت كل ألقابه في العام الصفري للنادي الملكي، إلا بهذه الجائزة التي حتما سترضي غروره وكبرياءه وستجعله منه نجما فوق العادة في عامه الجديد، الذي يقود فيه زين الدين زيدان كتيبة النادي الأبيض ومراهن عليه تحديدا في إعادة الميرنغي للمنصات والتتويج. غير أن أرقام ميسي وإنجازاته ودخول زميله في الفريق نيمار على ذات الخط قد يجعل من فوزه أمرا صعبا ومثيرا للجدل، سيما أن البارسا حقق ثلاثية رائعة هي الدوري المحلي وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا، وهي بطولات تعزز حظوظ منافسيه في الجائزة، فالدون الذي خاض 52 مباراة نجح في تسجيل 54 هدفا تفوق على ميسي ونيمار اللذين سجلا تواليا 48 هدفا و41 هدفا، لكن عدد المباريات والإنجازات تجعل حظوظه أقل بكثير ما لم تنقذه أصوات العاطفة ويغيب المنطق في تصويت النقاد. في المقابل، فإن ميسي ونيمار هما الأوفر حظا عطفا على أرقامهما في الموسم المميز حيث نجحا في خطف الأضواء بالثلاثية والتسجيل والتواجد في عدة منافسات، ولعل ميسي فنيا ورقميا هو الأبرز بتحقيقه الثلاثية مرة ثانية في إنجاز غير مسبق ومن بعده نيمار بحسب آراء النقاد والمحليين، إذ يبدو البرغوث قريبا من لقبه الخامس بعد فوزه بها 4 مرات على التوالي من 2009 وحتى 2012 حين عاد رونالدو للفوز بها في العامين الأخيرين مكملا ثلاثيته. وقد يكون نيمار محظوظا بكسره احتكار الثنائي لسبع أعوام مضت بعد موسمه الناجح بجميع المقاييس، إذ يفصله 7 أهداف فقط عن رقم ميسي وحصيلته هذا العام، وسيحظى بتعاطف كبير من عدد كبير من النقاد الذين يرونه جديرا بتحقيق هذا اللقب بعد مواسم من التألق وربما يكون الحجر الذي سيسقط ملكي كرة القدم في العقد الماضي ويستعيد مكانة البرازيل بتحقيقه لقبا غاب عنه منذ تحقيق كاكا له قبل سنوات.
مشاركة :