منذ قيام الثورة الإيرانية التي أسقطت شاه إيران محمد رضا بهلوي عام ١٩٧٩م وبدء حكم الخميني، انتهج النظام الإيراني سياسة طائفية بغيضة، هدفها تأجيج الصراع بين السنة والشيعة في العديد من دول المنطقة، واستخدام هذه الورقة، كورقة سياسية تلعب بها لتحقيق أطماعها وبسط نفوذها في المنطقة. ولذلك، يحاول النظام الإيراني الظهور بأنه حامي المذهب الشيعي والشيعة في كل مكان، لغرض تعزيز الولاء للمذهبية والطائفية وليس الانتماء للوطن. وأكبر دليل على ذلك ما قامت به إيران بعد إعدام الإرهابي الشيعي نمر النمر، مع العديد من الإرهابيين السنة، من تنديد بالحكم الشرعي الصادر بإعدامه، وعدم منعها لبعض الغوغاء من حرق السفارة السعودية، بل وتسمية شارع باسم نمر النمر، ليكون اسمه من ضمن أسماء العديد من الإرهابيين الآخرين الذين زينوا شوارع إيران. وكما أسلفت، بأن إيران تستخدم ورقة الشيعة كورقة سياسية فقط، وهي لا تهتم بالشيعة كما تدعي، ولو كانت كذلك لاهتمت بشعبها ذي الأغلبية الشيعية الذي يعاني من الاضطهاد والفقر، ويتم سحقهم وتعذيبهم بلا رحمة كلما ارتفع صوتهم ضد ذلك النظام الجائر. هذا الصوت المتشدد من ملالي إيران، يقابله صوتٌ للبعض في الداخل خاصة بعد التوتر الحاصل بين المملكة وإيران، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، ليرتفع خطابٌ لدى هؤلاء يطالب الشيعة بشجب الأعمال الارهابية ، وإلَّا فإن الأمر سيصل الى المزايدة على وطنيتهم وحبهم لبلادهم، وهو أمر غير قابل للمزايدة.. والغريب هو أن يكون هذا هو صوت بعض المثقفين لدينا الذين من المفترض أن يدعوا للحمة الوطنية ولكنهم بدون أن يشعروا يقومون بعكس ذلك ، حيث أنهم يلمزون إخواننا الشيعة بعدم قيامهم بشجب الأعمال الإرهابية التي يقوم بها أبناء مذهبهم من الشيعة، ووضع علامة استفهام على جميع الشيعة. !! وكأن من يسكت منهم على أي حادثة ارهابية يعتبر ذلك موافقة ضمنية منه على الأعمال الإرهابية، رغم أن معظمهم يشجب الأعمال الإرهابية التي يقوم بها أبناء مذهبهم.. ووطنيتُهم وحبهم للوطن والدفاع عنه غير قابل للمزايدة من قبل أحد. فليكف هؤلاء عن الانتظار كلما قام شخص من المذهب الشيعي بعمل إرهابي، والتساؤل متى يتم شجب جميع الشيعة لذلك العمل، وحال عدم حدوث ذلك فإنهم ينظر لهم بعين الريبة والشك، فذلك لا يعزز الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد. العمل الإرهابي هو عمل إرهابي، بغض النظر عمن قام به، سواء كان سنياً أو شيعياً، ومن المفترض ألا تنظر أي طائفة إلى الطائفة الأخرى عندما يقوم بالعمل الإرهابي أحد أبناء تلك الطائفة، والانتظار من جميع أفراد تلك الطائفة شجب العمل الإرهابي، وإلا أعتبر ذلك محل تساؤل وريبة، وهذا لا يعزز مبدأ الوطنية الذي من المفترض أن يقضي على المذهبية والطائفية. q.metawea@maklawfirm.net
مشاركة :