تعانق تصاميم ربيع وصيف 2016 تحولات مثيرة لقوالب فضفاضة تزاوج بين العملية والراحة الأقرب لنمط الملابس الرياضية، اعتمدت الألوان الترابية في معظمها وخامات الجلود والرسوم الظليلة وعلى غير العادة غيبت الألوان الساطعة وطبعات الزهور والأقمشة المحملة بنفحات الصيف وعطر الربيع، في حبكة مثيرة للاهتمام قد تضيف الكثير لرصيد أهم دور الأزياء العالمية التي نسجت على منوال الغرائبية والخروج عن المألوف، بحثاً عن التميز وجذب الانتباه. إعادة صياغة وسط أجواء مستوحاة من الطبيعة الصحراوية طرحت دار أزياء ستايسي بندت لأليس + أوليفيا تصاميمها الربيعية التي مثلت عودةً لملابس النهار الذي طال انتظارها تصاميم الدار، وتراوحت الصور الظليلة للتصاميم الفائقة الأنوثة بين البلوزات المطرزة تطريزاً جميلاً والتي تكشف عن الأكتاف إلى فساتين من مزيج الدانتيل الناعم، مما جعل المجموعة تعكس عقلية المرأة الجريئة والمستقلة المفعمة بالثقة والتميز وكذلك الجمال الطبيعي، لوحة الألوان هذا الموسم تضمنت ومضات بلون الخشخاش الأحمر، الأزرق المائي، وظلال شامبراي الدنيم مقابل ألوان الرمل والكاميل التي نجدها في الطبيعة الصحراوية. وخضعت الطبعات لإعادة صياغة من خلال استخدام التطريز المدروس والمعقد إلى حدٍ ما، فساهمت تلك التقنية بإضفاء المزيد من حس الملمس والتميز على التصاميم وبالأخص على القطع مثل البلوزات الجلدية، التنانير حتى الركبة أو حتى السراويل الواسعة عند أسفل القدمين. كسر الجمود تعيد دار لويفي ترسيخ اتجاهاتها في ثقافة العصر التي تحدد امرأة اليوم، فتم جمع وتركيب العناصر الأساسية التي اعتمدت في المواسم السابقة، في حين ساهمت التقنيات والمواد الجديدة بتوسيع آفاق العلامة التجارية، حيث جاءت المجموعة موجزة ولكن مترابطة تماماً مع بعض الحدية، حيث إن الجامد ترافق مع الناعم، والاصطناعي واجه الخام، والأوضاع الطبيعية أصبحت غير عادية، وهدل الأقمشة كسر من الجانب الكلاسيكي للطلّة ككل، حولت بساطة الصورة الظليلة للمجموعة الأنظار إلى ما يشبه اختباراً للمواد المستخدمة، مع التركيز على الشفافية وتنوع القوام. فأسفرت التقنيات المتقدمة عن أقمشة غير متوقعة، مجعدة عمداً في بعض الأحيان، ولمّاعة مثل سواد القطران أو على شكل قوس قزح بتدرجات اللون البنفسجي في أحيانٍ أخرى. كما استعملت القطع المعدنية كعنصرٍ لرسمٍ غرافيكي، بينما عكست العناصر التي تشبه قطع المرآة المحطمة واقع متعدد الأوجه. سمات غرائبية تعكس تشكيلة بوتيغا فينيتا الطابع الانتقائي الحر الذي يبدو واضحاً في قطعها المتقنة التى ترتكز على المواد ذات الطابع الغريب وكيفية توظيفها بالشكل الأمثل،من خلال واستخدام أنواع معينة من الأقمشة والأساليب التي تشكل معاً مزيجاً غريباً وتقاطعاً مذهلاً بين الطابعين التكنولوجي والرومانسي. وتزدان التصاميم العملية لهذه التشكيلة بتفاصيل مستوحاة من حبال التسلق، والأبازيم، وأحزمة الشد، والحلقات المثبتة؛ فيما تعكس الفساتين الضخمة والمموجة جمالية الأشرعة البحرية غير المتناظرة، وتميزت الحقائب المدرجة ضمن المجموعة بتفاصيل تزيينية مصنوعة إما من الجلود الفاخرة أو الحبال ذات الأشكال الغريبة المستوحاة من جلود الحيوانات لتعكس الطابع العام للفكرة الرئيسية في التصميم وبدورها جاءت النظارات الشمسية بتصميم جديد مستوحى من عيون القطة ومزين بتفاصيل على شكل حبل معدني يبدو مجدولاً في البداية وينبسط باتجاه الخارج ليشكّل ذراعي النظارة،أما الأحذية، فجاءت مسطحة وشبيهة بأخفاف البحارة اللماعة مع أرضية مفرّضة بشكل دقيق، إضافة إلى الأخفاف المزدانة بأربطة جميلة، والقباقيب سميكة النعال، وصنادل الرحلات التي يزدان كل منها بحزام فريد يبدو كما لو تم إصلاحه في الطريق. خامات شتوية ضمن عروض أزياء ربيع وصيف 2016 أطلقت العلامة الباريسية سيلين للأزياء مجموعتها المرتبطة أيضاً بتخصص الدار في المنتجات الجلدية، حيث طغت الأجواء الخريفية والألوان الداكنة على ألوان المجموعة، الأمر الذي جعلها أقل منافسة وقوة مقارنة بالعروض الأخرى، فمن المتوقع أن نشاهد مجموعة من الألوان المشرقة والأقمشة الخفيفة في تصاميم الأزياء الصيفية الجاهزة، وهذا عكس ما عرض في مجموعة سيلين التي ضمت عدداً من الجاكيتات الثقيلة بألوان حيادية خالية من التفاصيل محاكة من أقمشة الجلد والصوف والفرو، من ناحية القصات بدت قطع المجموعة هائمة دون هوية فلم تتبع سيلين نهجاً معيناً في تفصيل جسد العارضات، بل كانت أغلب القصات واسعة وانسيابية.
مشاركة :