استعدت الجزائر لاستضافة قمة العرب الـ 31 الشهر المقبل (1 و2 نوفمبر/ تشرين الثاني) قي ظل أجواء تخيم عليها تداعيات توترات عالمية ساخنة تنبىء بتقلصات إعادة تشكيل النظام العالمى.. وأصبح توافق الدوائر السياسية الدولية حول «العالم يتغير».. ولكن بأى طريق، وبأى ثمن؟ مما يشكل تحديا واضحا أمام مؤسسة القمة العربية على مستوى القادة بعد أسبوعين تقريبا. وترصد الدوائر السياسية العربية ـ الرسمية وشبه الرسمية ـ تطلع الرأي العام العربي لأن تكون قمة الجزائر هى بالفعل قمة للم الشمل العربي، وإعطاء زخم جديد للعمل العربي في ضوء التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة العربية والأزمات الضاغطة التي تفرضها الأوضاع العالمية، والتي تحتم على الدول العربية مزيدا من التنسيق والتقارب، والتوصل إلى آليات تتيح التعامل الناجح مع التحديات المستجدة على الصعيد الدولي. استراتيجية عربية موحدة وكشف مصدر دبلوماسي عربي للغد، أن القمة العربية بالجزائر، تختلف من حيث التوقيت والتحديات عن القمم العربية السابقة، حيث تخيم على العالم مؤشرات تغييرات في موازين القوى أولا، ومتغيرات مناخية تهدد بأزمات غذائية ومعدلات مفرطة من التضخم، وهي في مجملها تحديات تواجة الأمة العربية.. وقال السفير عبد الفتاح راغب، إن القمة العربية تم الإعداد لها جيدا من حيث الجانب السياسي، ومن المرجح عودة سوريا للمشاركة في القمة العربية ولن يعود موقعها شاغرا. وأضاف “في هذا الإطار نترقب التوافق العربي على «استرتيجية عربية موحدة» تحدد كيفية التعامل مع التحديات ومع المتغيرات العالمية التي أصبحت في طور التشكيل”. رهان عربي على قمة الجزائر بات واضحا أن هناك رهانا عربيا على قمة الجزائر العربية المقبلة، وهناك أيضا رهان جزائري على نجاح القمة في التخلي عن «النمطية العربية» في لقاءات القمم السابقة، خاصة مع الحاجة الملحة لتحقيق أكبر قدر من التوافق العربي، للتعامل المشترك مع الأزمات الدولية، وارتباطها بأمن المنطقة.. والرهان الجزائري قائم على تحقيق الشعار الذي تتبناه القمة العربية (لم الشمل)، خاصة بعد الجهود الكبيرة التي بذلتها الدبلوماسية الجزائرية في عدد من العواصم العربية، فضلا عن تحرك الجزائر للتقريب بين الفلسطينيين وإنهاء حالة الانقسام، والتي تمثل نقطة انطلاق نحو مزيد من التوافق بين الدول العربية، فيما يتعلق بكافة الملفات والقضايا، المتواجدة على أجندة القمة. ومن جانبه، يؤكد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن القمة العربية المقبلة في الجزائر، هي قمة «لم الشمل»، معربا عن أمله في تحقيق هذا الهدف على كافة الاتجاهات والمحاور بين كافة الأطراف، معربا عن ترحيبه بالمستجدات الأخيرة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومطالبا كافة الفصائل لاستيعاب درس الانقسام وما يترتب عليه من فرقة وضعف. أربعة محاور رئيسية أمام القمة العربية وعلمت الغد من مصدر مسؤول بالجامعة العربية، أن هناك 4 محاور رئيسية على جدول أعمال القادة العرب في قمتهم المقبلة: أولا محور يتصل بالأمن القومي العربي. وثانيا : تطورات الأحداث العالمية وتداعياتها، وتحديد الموقف العربي الموحد تجاهها (بلورة استراتيجية عربية موحدة). وثالثا: تطورات القضية العربية المحورية «القضية الفلسطينية». رابعا: تنقية الأجواء العربية لتعزيز وتوطيد العلاقات العربية ـ العربية. إلا أن التوافق، يبقى «فرس الرهان» الحقيقي للقمة العربية. 3 مستويات لمعالجة القضايا الساخنة وتقترح قمة الجزائر معالجة القضايا العربية الشائكة على 4 مستويات، تتعلق أولا، بالمستوى الأمني وما يحمله من وضع معقد على الأراضي الليبية والأزمة اليمنية والأوضاع في سوريا والسودان والصومال. والمستويان الثاني والثالث معالجة الملفات الإقليمية المرتبطة بالأوضاع في العراق ولبنان وليبيا وأزمة الفراغ الدستوري في تلك المناطق، بالإضافة إلى المستوى الرابع الذي يتعلق بالقضية الفلسطينية. قمة فارقة ويؤكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن بلاده تتطلع، من خلال احتضان القمة العربية في الأول والثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، إلى أن يشكل هذا الاستحقاق الهام محطة فارقة في مسيرة العمل العربي المشترك؛ نحو مساهمة أكثر فعالية للمجموعة العربية في معالجة التحديات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.
مشاركة :