عام 1900 قال ستيوارت رولز، الشريك المؤسّس للعلامة الأرستقراطية "رولز رويس": "إنّ السيارة الكهربائية هادئة ونظيفة بالكامل. فهي لا تُصدر أي روائح أو اهتزازات، ولا شك أنّها ستُصبح وسيلة نقل رائعة حالما يجري التوصل إلى تثبيت محطات لشحنها". وبعد مرور أكثر من 120 سنة، حان الوقت لتُحقّق رولز رويس هذه الرؤية المتميّزة للأب المؤسِّس من خلال طراز سبكتر، أول سيارة كهربائية تحمل شعار السيدة الطائرة الذي طالته أنامل التحسين والتعديل ليُصبح أكثر انسيابية، في إشارة أخرى لأهمية سبكتر لدى "رولز رويس"، التي يرى فيها تورستن مولر أوتفوش، الرئيس التنفيذي للشركة، أنّها بداية فصل جديد مفعم بالجرأة لرولز رويس، وأنها أروع سيارة أنتجتها الشركة على الإطلاق. شعار جديد لمرحلة جديدة قبل الحديث عن التغيرات التي طالت شعار السيدة الطائرة، ربما يكون الأفضل الحديث عن السيارة التي ستمضي برولز رويس إلى المستقبل، فـ "رولز رويس سبيكتر" هي سيارة كوبيه ببابين وأربعة مقاعد ضخمة الحجم، وهي الخليفة الروحي لطراز فانتوم كوبيه طيب الذكر. تتميز بحزام مرتفع للغاية مع مساحات زجاجية ذات تصميم ناعم، وزجاج خلفي منحدر بسرعة نحو الخلف، لإعطاء مظهر جانبي يوحي بالسرعة، والانسياب والأناقة بطبيعة الحال. أصبحت شبكة التهوية الأمامية المميزة من رولز رويس مع سبيكتر مخصصة لتوفير الحضور الفاخر على الطريق، أكثر منها ضرورة عملية، كون مجموعة نقل الحركة الكهربائية لا تحتاج إلى نفس ما تحتاج إليه محركات الاحتراق الداخلي للتبريد، علمًا بأنّ الشبكة محاطة بمصابيح أمامية منقسمة، وهي لمسة تصميم مستوحاة من فانتوم كوبيه. انسيابية متفوقة تتمتع رولز رويس سبيكتر بأقل معامل سحب مقارنةً بأي رولز رويس جرى إنتاجها حتى الآن، لمساعدتها على الانسياب في الهواء. وفي سياق الإنسيابية المعزّزة هذا، جرى تعديل شعار رولز رويس، أي تمثال السيدة الطائرة الشهير، ليُصبح أكثر انخفاضًا، إذ يبلغ ارتفاع التمثال الجديد 17 ملليمترًا أقل من قبل. بدلاً من الانحناء في اتجاه الريح مع وضع القدمين معًا، فإنّ الشعار الجديد له قدم واحدة للأمام، ويتقدم بقوة للأمام بعيون مركّزة على الأفق، علمًا بأنّ تفاصيله البالغة من العمر 111 عامًا جرى نحتها، مع وضع قوانين الانسيابية الهوائية في الحسبان. مستوحاة من كائنات من عالم آخر قد يتساءل البعض لماذا اختارت رولز رويس اسم نقابة الجريمة العالمية الشهيرة من سلسلة أفلام جيمس بوند كتسمية لسيارتها الجديدة؟ ولكن بالطبع، تستخدم العلامة الملكية البريطانية تعريفًا مختلفًا عن اختصار كلمة سبيكتر في الفيلم الشهير. في هذا السياق يقول الرئيس التنفيذي للشركة: "إنّ سبيكتر هي تسمية تُطلق على كائنات من عالم آخر، كائنات مرادفة للقوة العظيمة والظهور المميز، مخلوقات من عالم بديل تجعل وجودها محسوسًا من خلال الظهور الآسر، وهذه التسمية تتطابق تمامًا مع رولز رويس غير العادية في طبيعتها، التي يعلن عنها اليوم، سيارة تجعل وجودها محسوسًا قبل أن تختفي في عالم لا يمكن الوصول إليه للجميع باستثناء القلة منهم". وبالعودة إلى الزجاج المنحني بسرعة في الخلف، يُعد هذا التصميم الميزة الأكثر دراماتيكية في جسم سبيكتر، إذ إنّه مستوحى من أشهر السيارات والقوارب في التاريخ. ثُبّتت المصابيح الخلفية المتناسقة مع تصميم السقف الخلفي في أكبر لوحة جسم أحادية أُنتجت على الإطلاق لسيارة من سيارات رولز رويس، وهي تمتد من دعامة الزجاج الأمامي إلى صندوق الأمتعة. أما المصابيح الخلفية العمودية والمتألقة فمصمّمة بلا لون لتُناسب مختلف الألوان التي قد يختارها العملاء خلال عملية تخصيص السيارة. أول سيارة كوبيه مؤلّفة من بابين تتلاءم دقة المصابيح وحجمها المصغّر بشكل مثالي مع انسيابية جسم السيارة، بدءًا من الجوانب الضخمة وصولاً إلى الجزء الخلفي المنحني، ما يمنح مشهدًا جانبيًّا مدببًا. وتتطلّب هذه القياسات المميزة في رولز رويس سبيكتر تعزيز استراتيجية العجلات لدى العلامة، إذ تُعد سبيكتر أول سيارة كوبيه مؤلّفة من بابين ومخصّصة للإنتاج يجري تجهيزها بعجلات قياس 23 بوصة منذ 100 سنة تقريبًا. عالم الفخامة في الداخل، جرى تزويد سبيكتر بأكثر مزايا برنامج بيسبوك (التصميم بحسب الطلب) تقدُّمًا من الناحية التكنولوجية حتى الآن، عبر استقاء الإلهام من غموض سماء الليل. وللمرة الأولى في سلسلة سيارات مخصّصة للإنتاج من رولز رويس، تتوفّر سبيكتر بأبواب مرصّعة بالنجوم تضمّ 4796 نجمًا مضاءً بشكلٍ ناعم. كما يمكن طلب أبواب السيارة بكسوة كاناديل الخشبية التي سُمِّيت تيمّنًا بخليج صغير في جنوب فرنسا، اعتاد السير هنري رويس تمضية فصل الشتاء فيه، مع فرق التصميم والهندسة. 10 آلاف ساعة عمل جماعية تحافظ السيارة على الأجواء الليلية الساحرة مع الواجهة الأمامية المضاءة في سبيكتر، واستغرق تطوير الواجهة الأمامية المضاءة سنتين من العمل الدؤوب وأكثر من 10 آلاف ساعة عمل جماعية، وهي تضم لوحة اسم سبيكتر وتُحيط بها أكثر من 5500 نجمةً، وتقع العناصر المضاءة على اللوحة الأمامية من جهة الراكب، وتختفي تمامًا حين يكون محرّك السيارة غير عامل. وإلى جانب الأسطح الاستثنائية المضاءة، تضم سبيكتر هندسة رقمية فخمة مُعادًا تصميمها بالكامل تُدعى سبيريت SPIRIT ، وتُحاكي أسلوب رولز رويس الأصلي. ستتولى هندسة سبيريت إدارة وظائف السيارة، وهي مدمجة بسلاسة في تطبيق ويسبرز Whispers الخاص برولز رويس، ما يتيح للعملاء التفاعل مع سيارتهم عن بُعد، وتلقّي معلومات مباشرة برعاية خبراء الفخامة لدى العلامة. ولأول مرة على الإطلاق، أصبح بإمكان العملاء توسيع مهام تصميم السيارات بحسب الطلب، لتشمل الهندسة الرقمية التي تدعم سبيريت، فانطلاقًا من عشق عملاء رولز رويس للساعات المُصمّمة حسب الطلب، بات بالإمكان طلب الأقراص لتلائم لون المقصورة الداخلية للسيارة. أسلوب الخياطة البريطاني يبرز التصاميم وأسوةً بجميع سيارات رولز رويس، توفّر مقصورة سبيكتر الداخلية للعملاء إمكانية التعبير عن اهتماماتهم بطرق لا تُحصى، فقد استوحي تصميم المقعد الأمامي الجديد بالكامل من أسلوب الخياطة البريطاني، مع أجزاء مطوية يمكن طلبها بألوان متناغمة أو مطابقة للقاعدة الرئيسة، وتمّت مراعاة الدرزات والتطريزات والأطراف المعقدة المصمّمة بأسلوب "بيسبوك" في ابتكار التصميم، كما هي الحال دائمًا. تقنيات متطورة صقلتها التجارب القاسية واشتملت مرحلة اختبار سبيكتر على القيادة في ظروف متطرّفة، حيث بدأ تطوير السيارة على بُعد 55 كيلومترًا فقط من الدائرة القطبية الشمالية في أريبلوغ، السويد في ظل درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر، وستواصل مرحلة الاختبار في إفريقيا الجنوبية في ظل درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 55 درجة مئوية، غير أنّ 55 بالمئة من مجمل الاختبار تمّ على الطرقات التي ستسير عليها سبيكتر بعد تسليمها. وقد كان للريفييرا الفرنسية أهمية كبرى، فقد جرى وضع اللمسات الأخيرة على التطور المتكامل رقميًّا لنظام تعليق الهيكل المستوي الشهير في كوت دازور. يقوم نظام الهيكل المستوي بتنسيق مجموعة الأنظمة باستخدام معلومات ترد إليه بدقة لمدخلات السائق وحالة الطريق من أجل توفير تجربة البساط السحري المميّزة من رولز رويس. وبذلك يمكن للنظام فصل القضبان المضادة للدوران، ما يُتيح لكل عجلة التحرك بشكلٍ منفصل، ومن ثم يحدّ من تأرجح السيارة بفعل اصطدام جانب منها بسطح متعرّج على الطريق. وفي المقابل، وبمجرّد الكشف عن وجود منعطف قريب، يجري ربط العناصر من جديد، وتعود المخمدات إلى الوضعية القاسية التي تسمح بالسيطرة على جسم السيارة وتساعده على مقاومة التحدي الديناميكي للانعطاف، فيما يتحضّر نظام التوجيه الرباعي للعمل حرصًا على اجتياز المنعطف بسهولة وانسيابية بفضل نظام الهيكل المستوي. اجتياز 520 كيلومترًا بشحنة واحدة رغم أن العمل ما زال جاريًا على تحديد الأرقام النهائية للقوة والسرعة والنطاق، فيما تدخل مهمة تحسين مزايا سبيكتر مرحلتها الأخيرة قبل اكتمالها في الفصل الثاني من عام 2023، فإنّ البيانات الأوّلية تُظهر قدرة سبيكتر على اجتياز مسافة 520 كيلومترًا بشحنة واحدة، وتوفير عزم دوران يبلغ 900 نيوتن متر مقابل قوة تبلغ 577 حصانًا. ومن المتوقع أن تتسارع السيارة من 0 إلى 100 كيلومتر في الساعة في 4.5 ثانية.
مشاركة :