«الشبط» ينذر باشتداد البرودة في «عمق الشتاء»

  • 1/11/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تستمر أجواء البرد في الساحل الشرقي اليوم، ومتوقع المزيد من انخفاض درجات الحرارة ليلا في حاضرة الدمام حتى مطلع الاسبوع المقبل، في حين تشهد معظم مناطق المملكة طقسا باردا الى شديد البرودة في الأطراف الشمالية، وتظهر بوادر هطول امطار منتصف هذا الاسبوع ان شاء الله، وبحسب متابعين للأحوال الجوية، فإن هذه الايام تمثل عمق فصل الشتاء. ويتضح في المقارنة للسجلات المناخية قبل سنوات (1970-2008) ان الايام المحددة بين 15 ديسمبر حتى 15 فبراير، تعد أبرد فترات السنة، حيث سجلت أقل درجة حرارة ليلا تحت الصفر خلال تلك الفترة، وطبقا لهذه الرؤية، فإن الاختلاف وارد حاليا دون امكانية العودة الى تلك المستويات، نظرا للمتغيرات المناخية على مستوى الكرة الارضية، فهناك نسبة من الاحتراز في الغلاف الجوي نتيجة عوامل متعددة في العقدين الماضيين، ويتوقع خبراء الطقس ان تشمل الامطار مساحات واسعة في المناطق يومي الثلاثاء والاربعاء، كما يتضح في الخرائط وصور الاقمار الاصطناعية: اقتراب تشكيلات السحب من المنطقة الشرقية، وتنشأ الحالة الماطرة المرتقبة بسبب تواجد كتلة هوائية باردة نسبيا من الشمال، وتقابلها مع تيارات هوائية رطبة في طبقات الجو المتوسطة والعالية قادمة من الجنوب عبر حوض البحر الأحمر، ثم يعود الطقس الى الاستقرار يوم الخميس، وتكون الرياح نشطة غالبا في اليومين القادمين تثير الاتربة والغبار شرق ووسط المملكة. وفي سياق متصل، يشير الباحث المختص بالفلك والطقس خالد الزعاق الى ان اليوم الاثنين هو أول موسم (الشبط) ومدته ستة وعشرين يوماً، وله نجمان هما (النعايم والبلدة)، وتعد فترة هذا النوء امتداداً للشتاء الفعلي، وبانتهائه يبدأ البرد بالتراجع، وللشبط علامات يُستدل بها، منها تحرك الرياح ذات الطابع المتذبذب، واحمرار وجه السماء في حال وجود السحب، وانبعاث البرودة من وجه السماء، والشبط يسمى في الخليج برد البطين، لأنهم يعتبرون المربعانية بداية البرد، أما (البطين) فهو معنى يشير الى شدة البرد، أي وسط الشيء، وفي بدايته متوقع اجواء باردة في الاماكن المكشوفة، لا سيما في ساعات الليل الاخيرة والصباح الباكر، وتكثر فيه هبوب الرياح المفاجئة، ويبدأ النهار يأخذ من الليل بشكل واضح، ويتوافق منتصف الشبط بما يعرف بـ (برد الأزيرق)، وسمي بهذا لأن الأجسام تزرق من شدة البرد، وغالباً ما تكون السماء صافية، بسبب تعرض المنطقة للمرتفعات الجوية، وفي تشبيهات قصصية من تراث يتعلق بالأنواء رواية تقول إن شباط ولد المربعانية الشقي، ولهذا يتعلق بالنوافذ والأبواب، حيث يقال: ان شباط مقرقع البيبان، والسبب هو كثرة الرياح غير المستقرة، وفي السياق الاسطوري لهذا المعنى، فإن المربعانية تُوصي ولدها شباط عندما خرجت، فتقول له: (يا وليدي أنا طلعت ما ضريت عليك باللي أكله دويف وناره ليف، ولا تقرب اللي أكله تمر وناره سمر). ومن شقاوة ولد المربعانية (شباط) يقوم بالتعلق على رباط الخيمة، ولهذا يقال شباط محلل الرباط والفارق بين برد المربعانية وبرد الشبط هو: برد المربعانية داخل الأبنية وبرد الشبط خارجها، ايضا في الشبط تتكأكأ البرودة ويكون هجومها مفاجئا، ولهذا قالوا: (البرد وجه ذيب ما تدري منين يجيك)، تشبيه تحذير في طبيعة مفاجأة الهجمة، وكذلك هذا الموسم الذي يدعو للاحتياط فهو لا يؤمن برده، في المناكفة بين البرودة والدفء في السيطرة على الاجواء، الذي يرجع الى هبوب الرياح غير المستقرة.

مشاركة :