تساءلت صحيفة «هافنجتون بوست» في تقرير نشر أمس على موقعها الإلكتروني بالإنجليزية: أي نوع من الدبلوماسية تلك التي تنتهجها حكومة روحاني؟..وهل أصبح الاعتداء على البعثات الدبلوماسية تكتيكًا متأصلًا ورمزيًا في المؤسسة السياسية الإيرانية للتعبير بشكل غير مباشر عن النزاع الإيراني مع الدول الأخرى وإظهار عدم الاحترام لها؟. تجيب الصحيفة من خلال تقريرها على هذا التساؤل بالقول إن بداية الحكاية كانت مع السفارة المصرية، ثم الأمريكية، فالدانمركية، وتلاها السفارة البريطانية التي تم نهبها من قبل الباسيج، ليأتي بعد ذلك الدور على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، حيث تم اقتحام مبنى السفارة من قبل حشود من الإيرانيين قاموا بتحطيم الأثاث والنوافذ وإشعال النيران في المبنى بعد نهبه. واستطرد التقرير: إن هذا النوع من الاعتداء على السفارات والدبلوماسيين الأجانب له عدة أبعاد، إذ يبدو الأمر في منتهى الوضوح بأن تلك الممارسات تشكل رد فعل منهجيًا على تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، حيث تشير مصادر الإعلام الإيرانية دائمًا إلى أن ما يقوم بهذه الاعتداءات هم بعض الشباب المتحمس و»أتباع الإمام»، بدلًا من وصفهم بالمعتدين، مضيفًا بأن من المثير للاهتمام ما هو معروف عن القوات الإيرانية بسرعة التحرك والتعرف على المحتجين، لكنها دائمًا تأتي متأخرة عندما يتعلق الأمر بالهجمات على البعثات الدبلوماسية الأجنبية فيما تأتي في الحال إذا كانت الاحتجاجات ضد الدولة. كما تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الاعتداء على السفارة السعودية جاء مباشرة بعد الخطاب التحريضي والاستفزازي للقائد الأعلى على موقعه في وسائط الإعلام الاجتماعية وشبكة الإنترنت، وبعد دعوته التحريضية العالم الإسلامي للاحتجاج ضد السعودية. وتابع التقرير بالقول إن القضية الأساس التي تتطلب المعالجة هي تصعيد إيران للظاهرة الطائفية في المنطقة، وتدخلاتها العسكرية المتزايدة في العديد من بلدانها، الأمر الذي يتطلب من الدول العربية ردًا مناسبًا، حتى لا تؤدي التطورات اللاحقة إلى تفاقم الصراعات الإقليمية وتحولها إلى حرائق تأكل الأخضر واليابس. وأضاف التقرير: إن غض الولايات المتحدة والغرب الطرف عن تزايد وتيرة التدخلات العسكرية الإيرانية في المنطقة شجع طهران على التمادي بشكل غير مسبوق. كما أوضح التقرير أن الحرس الثوري الإيراني وفرعه النخبوي (فيلق القدس) ازداد نفوذه بشكل ملحوظ في العديد من الدول العربية من خلال التدخل على الأرض، والمساعدات العسكرية، والوكلاء الشيعة. كما أن دعم طهران للمليشيات العسكرية (كحزب الله وجماعة الحوثي) ازدادت في الآونة الأخيرة أضعافًا مضاعفة، وحيث أصبحت إيران بمفردها تشكل الداعم الأكبر للجماعات الإرهابية حول العالم (بنسبة 25%)، وحيث توجد غالبية هذه الجماعات في منطقة الشرق الأوسط. ورغم ما تتظاهر به حكومة روحاني من اعتدال، إلا أن التقارير الموثقة تثبت أن الدعم الإيراني للجماعات والتنظيمات الإرهابية لم يقل بأي حال من الأحوال عن الدعم الذي كانت تقدمه الحكومة السابقة. واستطرد التقرير بالقول إنه حتى الآن لم تتخذ طهران أي إجراء جاد ضد قادة تنظيم القاعدة المقيمين في طهران.
مشاركة :