تبذل دولة الإمارات كل ما تستطيع من جهد لترسيخ السلام العالمي، إيماناً منها بوحدة مصير الجنس البشري، وبأن التحديات الهائلة التي تواجه العالَم خلال المرحلة الحالية لن يمكن التغلّب عليها إلا من خلال تضافر جهود المجتمع الدولي. ويُعدُّ إيمان دولة الإمارات بالضرورة الحاسمة لتكريس الاستقرار والسلام على الصعيد العالمي، نهجاً ثابتاً في السياسة الخارجية للدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وقد ترسّخ هذا النهج في ظلّ عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث انخرطت الدولة في العديد من الجهود الساعية لتحقيق هذا الهدف، وأَطلقت العديد من المبادرات والجهود البارزة في هذا الإطار. وتؤكد قيادتُنا الرشيدةُ ممثلةً بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الأهميةَ الاستثنائية لنشر قيم السلام والتعايش والتآخي على الصعيد العالمي، سبيلًا أَوحدَ للقضاء على الصراعات القائمة بين الدول وداخل عدد من المجتمعات في مناطق مختلفة من العالم. وقد أكّد سموّه في أكثر من مناسبة ضرورةَ حلّ الصراعات القائمة بشكل جذري، حتى توجَّه الموارد والجهود لمصلحة بناء عالم يوفّر مستقبلًا أفضل للأجيال المقبلة. وفي سياق ما توليه دولة الإمارات من اهتمام بوضع حدّ للحرب الروسية الأوكرانية، والحيلولة دون تفاقمها على نحو يُنذر بالمزيد من التداعيات السلبية لهذه الحرب التي تشكّل تهديداً كبيراً للنظام الدولي وللعلاقات الإقليمية في منطقة حيوية للغاية من العالم.. في هذا السياق، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، خلال اتصال هاتفي أجراه سموّه، مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، أن الإمارات ستبذل كل ما بوسعها من جهد لمنع تفاقم الأزمة الأوكرانية، والمساعدة على تهيئة الأجواء للتهدئة والتفاوض لمصلحة جميع الأطراف، مشدداً سموّه على أن التبعات الخطيرة للأزمة لا تتوقّف عند روسيا وأوكرانيا فقط، بل إنها تمتدّ إلى أنحاء العالم كافة. وجاءت تصريحات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بعد الزيارة التي أدّاها سموّه لروسيا قبل نحو أسبوع، حيث أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها بمناسبة تلك الزيارة، استعدادَ الدولة التام لدعم الجهود الهادفة إلى إيجاد حلّ سلمي للأزمة الأوكرانية، وأوضحت أن الزيارةَ جاءت في إطار سعي الإمارات المستمر للإسهام في تحقيق أمن المنطقة والعالم واستقرارهما، ولتعزيز التعاون المثمر والبنّاء مع القوى الإقليمية والدولية، والتواصل مع كلّ الأطراف المعنية بالأزمة في أوكرانيا للمساعدة على التوصّل إلى حلول سياسية فاعلة. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :