محمد اسماعيل - القاهرة - أديس أبابا - (بي بي سي) أعلنت إثيوبيا عن تقدم جديد لقواتها في إقليم تيجراي، إذ استولت على بلدة شاير الإستراتيجية، بالإضافة إلى بلدتين أخريين. ووعدت أديس أبابا بتوخي "أقصى درجات الحذر" لحماية المدنيين من أي ضرر. تأتي هذه الأنباء في وقت يتزايد فيه قلق الدبلوماسيين بشأن تأثير المعارك الدائرة على المواطنين. وتمثل خسارة شاير ضربة كبيرة للمتمردين نظرا لوجود مطار فيها، وكونها تعد نقطة اتصال مع العاصمة الإقليمية. وتقول القوات الفيدرالية الإثيوبية إنها استولت أيضا على بلدتي ألاماتا وكوريم. ويعد ذلك أحدث تصعيد في الصراع الدائر مع الحكومة الإثيوبية، التي تدعمها قوات من إريتريا. وشاير واحدة من أكبر البلدات في تيجراي، ويبلغ تعداد سكانها نحو 100 ألف نسمة. ويقول مراسلون في ميكيلي، عاصمة المنطقة، إن الأنباء أذكت مزيجا من الغضب والصدمة. ويتابع السكان الأنباء عبر الأثير ويتبادلون المعلومات المتاحة في الشوارع، بينما يقوم آخرون بإعداد الطعام لدعم قوات الدفاع في تيجراي، وأيضا تخزينها لأنفسهم كإجراء احترازي. وقالت امرأة "لن نتنازل عن الدفاع عن أنفسنا أمام من يأتون لإذلالنا". وأضافت أخرى تخشى على شقيقتها التي تعيش في شاير: "إنهم (القوات الفيدرالية) سيقتلونها". وقالت الحكومة الإثيوبية يوم الاثنين إنها تعتزم الاستيلاء على جميع المطارات في تيجراي، لكن لم يصدر أي تعليق رسمي يوم الثلاثاء بشأن التطورات في شاير، ولا بشأن أنباء تفيد بأن القوات الحكومية تقدمت أيضا في بلدات في جنوبي تيجراي. ويغادر الآلاف من السكان شاير بالفعل، على الرغم من تأكيد جبهة تحرير شعب تيجراي أن فقدان السيطرة على البلدة لصالح القوات الفيدرالية تطور مؤقت فقط. وكان العديد من الأشخاص المغادرين قد أُجبروا في السابق على الفرار من منازلهم في مناطق أخرى من تيجراي، وقد جاءوا إلى شاير حيث كانوا يعيشون في مخيمات مؤقتة في المدارس والحرم الجامعي. وتقول جبهة تحرير شعب تيجراي إنها تخوض "صراع حياة أو موت"، وتدعو جميع مواطني تيجراي إلى مواصلة القتال، بيد أنها سعت أيضا إلى التقليل من أهمية التطورات قائلة إن "مغادرة المناطق أثناء الحرب أمر طبيعي". وخلفت الحرب كارثة إنسانية. وتقول الأمم المتحدة إن 5.4 مليون شخص في الوقت الراهن، أي نحو ثلاثة أرباع سكان تيجراي، يحتاجون إلى نوع من المساعدات الغذائية لأن القتال حال دون توفير الإمدادات. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الاثنين إن الوضع في تيجراي "يخرج عن نطاق السيطرة" ولابد من انتهاء أعمال القتال على الفور، ودعا الاتحاد الأفريقي إلى الشيء نفسه. بيد أن العنف لا يظهر أي بادرة على انتهاء الصراع، كما أن محاولات بدء مفاوضات السلام، رغم ترحيب الجانبين، لم تؤت ثمارها بعد. وحذر دبلوماسيون من إراقة دماء مدنيين إذا طُرد المزيد من قوات جبهة تحرير شعب تيجراي من البلدات والمدن الأخرى. كما توجد على بعد أقل من 100 كيلومتر من شاير مدينتان رئيسيتان أخريان، أكسوم وأدوا. ويمكن للحكومة الفيدرالية الزحف على أكسوم وأدوا، بدافع ما حققته من مكاسب، وهي خطوة قد تتيح لها بعد ذلك الوصول إلى الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى ميكيلي. وكان رئيس الوزراء، آبي أحمد، قد زعم في أغسطس/آب، أن طائرات تحمل أسلحة كانت تهبط ليلا في شاير، لدعم قوات تيجراي على الأرجح، دون أن يحدد آبي من أين تأتي. واتهم مكتب الاتصال الحكومي في بيان يوم الاثنين قوات تيجراي بالتواطؤ مع جهات أجنبية "معادية"، لم يحدد اسمها، في انتهاك المجال الجوي الإثيوبي كمبرر لقرار السيطرة على المطارات. وبدأ القتال في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عندما سعت القوات الإثيوبية إلى انتزاع السيطرة على المنطقة من جبهة تحرير شعب تيجراي.
مشاركة :