محمد بن حلوان الشراري - محافظة القريات عرفت الشاعر علي المفضي من خلال صفحة (مدارات شعبية) في جريدة الجزيرة، حيث كانت تروي ذائقتنا بأعذب الشعر، ولأني من الشعراء الذين يتوقون لمتابعة الصفحة باستمرار، فقد كان لي معه تواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وكان يشجعني ويدعمني بالنشر أحياناً. وقد أعجبتني صفاته الحميدة وتواضعه الجم، ولين جانبه مع كل من يتصل به، وحب الخير لكل الناس، وقد لمست ذلك في قصائده، يقول: لو في يديّ مفتاح باب السعادة وإلا مفاتيح الهنا لو بعض يوم والله لا أبعد عن زماني سواده وأنه فلا يبقى من الناس محروم يعد -رحمه الله- من أبرز الشعراء الشعبيين في الخليج، بمفرداته التي لا تنطق إلا بالجزالة، فقد قدّم في عقود ماضية الشعر الذي أطرب محبيه ولا أدل على ذلك من قصيدته التي بعنوان (فتنة الجيل) يقول: جتني على ميعادها فتنة الجيل كن القمر مستوطن في نحرها تمشي وكن الريح,, في هجعة الليل تبحث عن أسرار السواد,, بشعرها وقد تربع في قلوب محبيه جراء هذه القصيدة، وكانت عربون معرفة بينه وبين الجمهور فكان له حضور بهيج في الأغنية الخليجية والأمسيات الشعرية. صدر له -رحمه الله - ديوانه الأول «أسرار» عام 1414هـ بالإضافة لديوانين مقروئين آخرين وديوان صوتي، وكتاب مخطوط جمع فيه مقالاته وقد صرّح بقرب صدورهن؛ لكنه توفي ولم يظهرن للنور. أما في المجال الإعلام المرئي والمسموع فقد ساهم في تقديم برنامج (الخيمة الشعبية) عبر الإذاعة السعودية، وبرنامج (رحلة في وجدان شاعر) عبر قناة الساحة الفضائية وقام فيه بالإبحار في وجدان الشعراء من خلال ما يتحدثون به عن سيرتهم الشخصية ومسيرتهم الشعرية أو ما يجودون به من سير الشعراء الراحلين. وقدم من خلال برنامج (القصر) فقرة استضاف فيها مجموعة من الشعراء والرواة استحضر فيها ذاكرتهم عن قصص الآباء والأجداد في كل يوم (اثنين) و(خميس) من كل أسبوع، وعلى ذلك المنوال كان برنامج عزف الكلمات. كما أنه من كتّاب المقال الجيدين، بكتاباته الثرية في مجلتي المختلف، وفواصل، بالإضافة لصفحتي الشعر في الجزيرة والمسائية، وساهم مساهمة فعّالة في إصدار مجلة (الغدير) في الثمانينات الميلادية، كأول مجلة شعبية متخصصة. وبعد تلك المسيرة الحافلة بسيل من العطاء ترجل الفارس عن جواده وانتقل إلى رحمة الله في يوم السبت 14-12-1442هـ وقد لف الساحة الشعرية الحزن من نبأ وفاته المفاجأة للجميع. رحم الله الشاعر علي المفضي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. وقفة بقلم الراحل: نعيش أغراب بين الناس وان متنا نموت أغراب وتنسانا العيون اللي لجل سلوانها ضعنا غلط لكن وش الحيلة طبيعة والطبع غلاب نتوب وننقض التوبة ونور الصدق يتبعنا