حضرها جمهورٌ حاشدٌ امتلأت به ساحة البيت.. قصائد تستحضر صور الرحيل والغربة في بيت الشعر بالشارقة

  • 10/19/2022
  • 08:06
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن نشاط منتدى الثلاثاء، نظَّم “بيت الشعر” بدائرة الثقافة في الشارقة يوم الثلاثاء 18/ أكتوبر/2022 أمسية شعرية حافلة برؤى الجمال والإبداع المتميز، احتفت بالشعراء: منيار العيسى من سوريا، شيماء حسن من مصر، وعبدالله أبوبكر من الأردن، وذلك بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي ، وقدمها الإعلامي د. نبيل صافية، الذي حيا الحاضرين، وأشاد بروعة التنظيم والأسماء المشاركة، كما أثنى على نشاطات البيت واحتفائه الدائم بالشعر وأهله. وامتلأت ساحة البيت بحضور حاشد حريصٍ على مواكبة فعاليات البيت بكل محبة وتوق. وتنوعت المواضيع التي تناولها الشعراء في قصائدهم، بين أدب الغربة، وتشظياته، والتحاور مع الذات وما حولها، وتقلبات الحياة وخساراتها، والاحتفاء بالأمومة كقيمة سامية، إضافة للحب و تجلياته وأحواله، والذي ظل يتصدر دوما مواضيع الشعراء، ويسمو بقصائدهم. وذلك في لغة شعرية عالية، وحلل بلاغية زاهية الصور والمعاني لاقت استحسان الحضور وحازت تصفيقهم واحتفاءهم. افتتح القراءات الشاعر منيار العيسى الذي سافر في عوالم اللغة، مقتنصاً دهشة صورها وبلاغة معانيها، ومن تلك الغصون الوارفة غنى لها بمشاعر تفيض عذوبة وألقا، ومما قرأ: هناك، خلف حنيني، تسبحُ اللغةلا أستطيعُ فهذا الشوق ينفلتُ مني ويجعلني طفلاً ومشكلتيأن الحروفَ أمامي الآن تأتأةُ أنسابُ من شفتي نهراً وبي عطشٌزيدي انسكابي هياماً بعدُ يا شفةُ أحتاجُ عاشقةً من ماء ضحكتهاتُروى الحقولُ التي في القلب يابسةُ كما اتخذ منيار أغنيات بلاده مهربا من نشاز العالم الذي يقاومه بالحب والغناء، يقول:وعمّا قريبْ سأكسرُ هذا النشازَبإيقاع أغنيةٍ من بلاديوعمّا قريبْ سأصعدُ فوق البناءِوأشربُ كأساً من الحبِّسوفَ أغني نشيداً طويلاًولن أتأثرَ بالعرَقِ المتدلي على جبهتيفجَبينيَ (نعناعةٌ) والحياةُ تسيرُ ببطءٍ عليه كقطر الندى ثم واصل مقلبا في ” دفاتره: مستذكرا ملامح الرحيل نحو الغربة التي تسرق يسمة الأمهات، واصفا لحظة وصوله محملا بحقائب الذكريات، ثم ختم بقصيدة وجدانية حث فيها محبوبته على تذكره من خلال رؤيته في كل ما حولها من أحداث وأشياء في محاولة للبقاء معها والإبقاء عليها. تلته الشاعرة شيماء حسن التي افتتحت قراءتها بقصيدة تحتفي بتجربة الأمومة الأولى، وتصف شعورها تجاه طفلها ” مجد”، الذي ترى فيه عمرها الذي لم تعشه من قبله، تقول: لا لست أشعر مثل أم أنجبتطفلا فجاء حنينها تلقائي هو كل عمر لم أعِشه وجاءنيمتفردا في عشقه استثنائي الشمس في عينيه كل كواكبيما دام في هذا الجبين سمائي ما دام لي وطن بكل براءةيغفو على صدري ففيه شفائي فالحمد لله الذي بالمجد جمّلنيوأرجعني إلى شيمائي ثم قرأت نصّاً مخاطبة فيه من أيقظ الأشواق بقلبها، وجاء حضوره مؤكدا على رؤيتها لجمال الحياة، قائلة: أيقظتَ كل الشوقِ حين أتيتنيوأنا أمزقُ دفتر الأشواقِ باغتّني.. بحديقة تواقةٍتُروى بماء العشق ُمن أحداقي وملأت كأسكَ… واستعرت مقولتيما كانت الدنيا بلا عشاقِ فالصبر معجزة نصادق عهدهاوجهان يلتقيان بعد فراقِ الليل يلهو كالمشاكس حولنابمحبة المشتاق للمشتاقِ ثم صورت في نص ” قيود من ذهب”، الذي يشي عنوانه بما يواجه العشاق من قيود، وصراع نفسي يضعهم أمام خيارات ينتصر فيها الحب غالبا. واختتم الأمسية الشاعر عبدالله ابوبكر الذي افتتح قراءته بعبارات منسوجة من الضوء، تباهى من خلالها بلغته الشعرية التي احتفى بها، فقلدته أجمل الأوسمة، يقول من قصيدة “الشاعر”: ألقى على ظهر الرؤى أحلامهُومضى يعدّ بكفهِ أقلامَهُ وينيرُ شمعتَه بنارٍ تقتفيأثر الخيالِ ليستهلّ كلامهُ بالشعرِ، يقطفُ من خيوط الشمسِ مايهبُ العبارةَ ضوءَها وهيامهُ هو حارسُ اللغةِ التي أهدتهُ إكــــليل النهارِ وقلّدتهُ وسامهُ في دفتر المغنى يخاتل صوتهُويسوق في سقف الحنينِ غَمامَهُ ثم قرأ قصيدة جسدت فكرة الشعر في أمه، شجرة البيت وارفة الظلال، التي قاسمته القصيدة، وأبصر نهار المعاني على آفاقها المشمسة، يقول: تلك أمي التي ..علّمتني الكلامَوصارت تقاسِمُني فكرةَ الشّعرِ…تحملُ فوق عيوني المعاني لأبصرَهاثم تُخْبِرُني.. أن أقودَ النهارَ أماميوأحملَهُ في الورقْ ثم لخص سيرته الذاتية في مقاطع تحاور فيها ذاته نفسها حول ما جنته من الحياة ممثلا في: الكلمات/ النساء/ الصلاة /البلاد/ السؤال، و تطرح إجابات تعبر عن رضا الشاعر عن ذاته التي شكلت الكلمات عائلتها، والنساء مرآتها، والصلاة طريقها للسماء.وختم بتعداد خساراته التي رآها ” تتمدّدُ أمامه كخيطٍ طويلٍ من النملِ لا يتقطّع”.ولاقت قصائد الشعراء تفاعلا كبيرا من المستمعين المستمتعين ببهاء القصيد. وفي الختام كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء ومقدم الأمسية.

مشاركة :