عندما نذكر دار كارتييه Cartier للمجوهرات الفرنسية العريقة، تخطر على بالنا صورة حيوان الفهد. وفي الحقيقة، لم يرتبط الفهد بكارتييه فور تأسيسها في العام 1847، بل بدأت قصة الدار معه في العام 1914. في هذا الموضوع، سنتحدّث عن فهد كارتييه وسنسلّط الضوء على تطوّره عبر الزمن منذ العام 1914 إلى اليوم. كما ذكرنا في المقدّمة، بدأت قصة دار كارتييه وحيوان الفهد في العام 1914 وذلك عندما كلّف لويس كارتييه Louis Cartier الفنان جورج باربييه George Barbier برسم لوحة لسيدة مع فهد. وكان لويس كارتييه ينوي استخدام هذه اللوحة كدعوة لمعرض في متجر الدار في شارع لا بي La Paix الكائن في العاصمة الفرنسية، باريس. لبّى باربييه طلب كارتييه ورسم امرأة ترتدي عقداً طويلاً يتألّف من حبات متراصة من اللؤلؤ الأبيض. وعند قدميْها، صوّر الفنان فهداً أسود اللون. في العام نفسه، كشف مصمم دار كارتييه للمجوهرات، تشارلز جاكو Charles Jacqueau، النقاب عن ساعة مستوحاة من جلد الفهد المرقط. واستخدم جاكو في تصميمه الألماس والجزع الأسود، في خطوة زادت تصميمه فخامة وإبداعاً. في العام 1917، جسدت دار كارتييه للمجوهرات تصميم الفهد بشكل واضح للمرة الأولى، وذلك بفضل تصميم لفهد يقف بين شجرتيْن من السرو على علبة مجوهرات تحمل توقيع الدار. وآنذاك، استخدمت الدار الجزع والألماس والزمرد أيضاً وكانت هذه العلبة هدية من لويس كارتييه لحبيبته جان توسان Jeanne Toussaint التي اعتاد أن يلقبها بـLa Panthère، أي الفهد، نظراً إلى طبعها المتمرّد وحبّها لنقش جلد الفهد. ساهمت توسان، المعروفة بحسها الإبداعي في تطوّر فهد كارتييه إذ أوكلت إليها الدار في أوائل العام 1918 مهمة إدارة قسم الأكسسوارات. وبدعم من المصمم بيتر لومارشان Peter Lemarchand الذي انضم إلى دار كارتييه للمجوهرات في العام 1927، جعلت توسان من فهد كارتييه أيقونة. ففي العام 1935، أطلقت مجموعة مجوهرات من الذهب الأصفر، وقد تضمنت هذه المجموعة أوّل خاتم بانثر Panther. وكما تريْن، فإنّ تصميم الخاتم يُظهر فهديْن متقابليْن. في العام 1948، كلّف دوق وندسور إدوارد الثامن دار كارتييه صناعة بروش ثلاثي الأبعاد للفهد الشهير لإهدائه لزوجته دوقة وندسور. وفي العام التالي، اشترى الزوجان بروشاً آخر لتصميم الفهد الشهير. وهكذا أصبح فهد كارتييه علامة للفخامة، فسرعان ما بلغ الاهتمام بهذا التصميم الكثير من الشخصيات المرموقة والبارزة. ظلّت دار كارتييه للمجوهرات تصنع الفهد الشهير يدوياً وصولاً إلى منتصف السبعينات، وذلك سواء أكانت الفهود مصنوعةً من الذهب أم البلاتين. وبعدها، انتقلت الدار إلى تقنية أخرى، تقضي بنحت التصميم بالشمع قبل الانتقال إلى صناعة قالب معدني ومن ثم ترصيعه بالأحجار الكريمة. وفي تسعينيات القرن الماضي، أدخلت الدار صورة صغير الفهد أو الجرو. وإذا كان الفهد البالغ يرمز إلى الاستقلالية، فإنّ صغير الفهد، أو الجرو، يُعتبر أكثر أنوثة ونعومة. وفي السنوات العشرة الأخيرة الماضية، شهد فهد كارتييه تطوراً كبيراً، بحيث أصبح تستخدم الدار تقنيات ومواد جديدة لتعكس صورة متجددة للفهد وحركاته الشيقة.
مشاركة :