أكد برتران بزانسنو، السفير الفرنسي لدى السعودية، أن باريس تقف بقوة بجانب الرياض، وتدين الاعتداء الإيراني على السفارة السعودية وقنصليتها، مشيرا إلى أن هذا السلوك، مخالفة صريحة لاتفاقية فيينا الأمر الذي جلب لإيران الشجب والإدانة على نطاق واسع، عبّرت عنه خارجية بلاده. وأضاف بزانسنو في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من الأهمية بمكان التسريع في إصلاح هذا التصرف الإيراني، والعودة للعمل الحواري والدبلوماسي، من أجل المساهمة في صناعة الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن هناك موقفا عربيا وخليجيا واسعا، تبلور من خلال مؤتمري الخارجية في الرياض والقاهرة، بهدف إصدار موقف عربي مشترك واحد. ويعتقد بزانسنو أن القرار العربي، يبعث برسالة قوية بأن بلاد الحرمين الشريفين أرض جميع العرب والمسلمين، وأن المساس بها انتهاك لأمن العالمين العربي والإسلامي، ما يعني ضرورة مراجعة طهران لسياستها العدوانية، والإسراع نحو كل ما من شأنه إصلاح العلاقات وعودتها مرة أخرى للإسهام في صناعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من اضطراب لازمها منذ فترة ليست بالقصيرة. ويرى السفير الفرنسي أن السعودية دولة محورية مهمة في منطقة الشرق الأوسط، وعلاقاتها مفيدة سياسيا واقتصاديا، مبينا أنها لا تزال تلعب دورا كبيرا في مكافحة الإرهاب، وأن مجهودات المملكة تنعكس إيجابا على بسط الأمن والسلام الدوليين، فضلا عن مساعيها الرامية إلى إيجاد حلول سياسية في كل من سوريا واليمن. وعلى مستوى العلاقات السعودية - الفرنسية، أوضح بزانسنو أن البلدين اختارا الانتقال بهذه العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي في المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والعسكرية الاقتصادية والسياسية كافة، مشيرا إلى أن هناك عددا من الاتفاقات التي وقعت بين الرياض وباريس في أكثر من مجال، مبينا أن تنفيذها يسير بصورة طيبة. ولفت بزانسنو إلى أن لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، سيزور السعودية الأسبوع المقبل، لعقد لقاءات مع المسؤولين في المملكة ونظيره عادل الجبير، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، بجانب تناولها للقضايا الإقليمية والدولية الملحّة. ويتطلع السفير الفرنسي إلى أن يشهد العام الجديد مزيدا من تعميق التعاون بين باريس والرياض في مختلف المجالات، لا سيما المجالات الدفاعية والعسكرية والتدريب ونقل التقنية، بالإضافة إلى إطلاق مشروعات استثمارية نوعية ذات قيمة مضافة للبلدين. ونوه السفير الفرنسي بأن مباحثات وزير خارجية بلاده في الرياض، ستعمّق تعزيز الحلف السعودي - الفرنسي لمواجهة التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، والمضي قدما بالعلاقات الاستراتيجية بين الرياض وباريس، بالإضافة إلى طرح الرؤى المشتركة حول الأزمات السياسية في منطقة الشرق الأوسط. وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة إطلاق المزيد من برامج العمل الثنائي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، بما في ذلك التعاون في قطاعات الأمن والدفاع والاستثمار والتجارة، والصحة والرعاية الطبية، بالإضافة إلى قطاعات النقل والمال والأعمال وغيرها من القطاعات.
مشاركة :