عيون وآذان (رضا الناس صعب، رضا القراء أصعب)

  • 1/11/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بعد انقطاع أسابيع، أعود اليوم إلى القراء ورسائلهم المنشورة في بريد «الحياة» والمباشرة إليّ، وأقول مرة أخرى أنني لا أستطيع أن أرضي كل الناس ولكن أحاول. القارئ «نزار»، وهذا اسم حركي يعكس جبن صاحبه، يريدني أن أكتب عن سورية كل يوم. أكتب عن سورية عندما أجد فكرة جديدة أو سبباً منطقياً للكتابة، ومقالاتي منشورة وهناك عشرات منها عن سورية ومأساتها منذ 2011، ثم أجد قارئاً يرفض أن أكتب عن أي شيء غير السياسة مع أن نصف القراء يريد أن أتجاوزها وأكتب عن مواضيع تنسيه المصائب العربية. مع ذلك، كتبت عن كل قضية أثارها القارئ الخفي «نزار»، وكان أكثرها عن سورية تحديداً لأنني أعرفها منذ الطفولة، وأتابع السياسة فيها مُذ عملت في الصحافة وتعاملت مع الرئيس حافظ الأسد وابنه الدكتور بشار. وأعرف السوريين في المهجر، وفي بلدهم حتى سائق السيارة. لم يشفع لي عند القارئ أنني تجاوزت أسماء الأصدقاء فقد كنت في أحد متاجر لندن الكبرى وعانقني شخص من خلف وهو يقول «نجي لندن لنشوف صحابنا». تلفت فإذا هو الصديق العزيز تمام سلام، رئيس وزراء لبنان، ومعه زوجته الحسناء لمى. حكيت لزوجتي بعد ذلك ما حدث فقالت أنها وابنتنا رأتا على الغداء في مطعم رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي ومعه زوجته «جارة الرضا» مي دوماني والعائلة كلها، وتبادل الجميع السلام. بالمناسبة، فيما القارئ الخفي يشن «حرب طواحين» عليّ أنا أساعد أرامل سوريات. إلا أن هذا ليس للنشر، فإذا شاء القارئ يراسلني باسمه الصحيح وعنوانه أعطيه التفاصيل بالأسماء وأرقام الهواتف والمخيمات. أجمل كثيراً مما سبق تعليق قراء كثيرين على ما كتبت عن الأصدقاء والخيل، وتحديداً عن نجاح خيول الأمير فهد بن سلمان وشقيقه الأمير أحمد بن سلمان، رحمهما الله، في الفوز بأهم السباقات العالمية من إنكلترا إلى الولايات المتحدة. حاولت الاختصار، فالحصان «فرعون أميركي» كسب 8.288.800 دولار سنة 2015 وكسر الرقم الذي سجله الحصان «سمارتي جونز» سنة 2004 وكان نحو 7.5 مليون دولار. كنت أزور مع الأميرين فهد وأحمد أماكن تدريب خيلهما في جوار لندن، وأذكر أن الأمير فهد الذي توفي في صيف 2001 (وبعده شقيقه أحمد سنة 2002) ترك اصطبل خيل يضم 50 فرساً ونحو 40 حصاناً آخر من مختلف الأعمار. كانت أياماً جميلة لن تعود، فأترك القارئ مع حديث نبوي معروف هو «الخيل معقود في نواصيها الخير...» وكان هذا من الشعارات المرفوعة في ميدان سباق بيروت. القراء غير «نزار» أيدوا استمرار اهتمامي بالشأن الفلسطيني ودعوتي إلى التركيز على جرائم الاحتلال في فلسطين، فلا أختار من رسائلهم لأن بعضها نشره بريد «الحياة». قراء آخرون تحمسوا للشعر بعدما نشرت شيئاً من شعر الغزل، وقارئ يقول أنني أهملت أفضل بيت غزلي وهو: إن العيون التي في طرفها حور/ قتلننا ثم لم يحيينا قتلانا. أقول أنني اخترت شعراً أقل شهرة. قارئ آخر اختار: لو أن عزّة خاصمت شمس الضحى/ في الحسن عند موفّقٍ لقضى لها. في المقابل، القارئ جفين عبدالله صحَّح لي أخطاء وأرسلت إليه رسالة خاصة أشكره. مرة أخرى، لا أحد يستطيع أن يرضي كل الناس، ولكن أحاول أن أرضي القراء.

مشاركة :