دمشق وحماس تطويان صفحة عقد من القطيعة

  • 10/19/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق - دشنت حركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية حماس اليوم الأربعاء ودمشق صفحة جديدة في العلاقات بعد أكثر من عقد من القطيعة، بما يمهد لطي صفحة الخلاف الذي نشأ على خلفية دعم الحركة في 2011 للاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد في تناغم حينها مع موقف تركيا الداعمة للمعارضة السورية. وتأتي هذه التطورات نتيجة للتطورات الجيوسياسية الناشئة في المنطقة على إثر التقارب التركي الإسرائيلي واتفاقيات تطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية وعلى ضوء بحث حركة حماس عن إعادة تموقع في ما يعرف بـ"محور المقاومة" بقيادة إيران، لكسر عزلتها في محيطها الإقليمي. وأعلنت حماس من دمشق الأربعاء استئناف علاقتها مع السلطات السورية، وفق ما أكّد أحد مسؤوليها بعد أن استقبل الرئيس بشار الأسد وفدا مصغرا من الحركة بقيادة رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في الحركة خليل الحية. وقال الحية عقب لقائه بالأسد في عداد وفد ضمّ عددا من مسؤولي الفصائل الفلسطينية "نعتقد أنه يوم مجيد ويوم مهم، نستأنف فيه حضورنا إلى سوريا العزيزة ونستأنف فيه العمل المشترك مع سوريا"، مضيفا خلال مؤتمر صحافي "نعتبره لقاء تاريخيا وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك". وكانت حماس تُعد من أوثق الحلفاء الفلسطينيين للأسد. وجعلت من دمشق مقرا لها في الخارج طيلة سنوات، قبل أن تنتقد قمع السلطات للاحتجاجات التي عمّت البلاد بدءا من منتصف مارس/اذار 2011. وتوترت العلاقات تدريجيا بين الطرفين إلى أن غادر قياديو الحركة وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي السابق في الخارج خالد مشعل دمشق في فبراير/شباط 2012. وأغلقت الحركة كافة مكاتبها وأوقفت أنشطتها فيها. وقال الحية من دمشق التي وصلها الأربعاء "أي فعل فردي هنا أو هناك هو فعل خاطئ لا تقره قيادة الحركة ولم تقره" مؤكدا "إننا متفقون مع سيادة الرئيس على أن نتجاوز الماضي ونذهب إلى المستقبل". وأضاف "نستعيد علاقتنا مع سوريا العزيزة بقناعة وبإجماع قيادي وبتفهّم من محبي حركة حماس"، مؤكدا ردا على سؤال صحافي، عدم تحفظ أي من حلفائهم أو داعميهم الإقليميين، خصوصا تركيا وقطر، على هذه الخطوة. وأشار إلى وجود عدة عوامل هي التي شجعت على التقارب الآن، من بينها تطوير إسرائيل لعلاقات مع دول عربية، مضيفا أن القضية الفلسطينية تحتاج لمن يدعمها. وجاءت زيارة حماس إلى دمشق بعد توقيع الفصائل الفلسطينية الخميس اتفاق مصالحة في الجزائر تلتزم بموجبه إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام. كما أتت بعد إعلان قيادتها الشهر الماضي رغبتها باستئناف العلاقات مع دمشق، على ضوء "التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا"، ما اعتبره محللون إشارة إلى تطبيع عدد من الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل. وعلى مدى سنوات، اعتبر مسؤولون سوريون في تصريحاتهم مغادرة حماس "ضربة قاصمة" للعلاقة مع سوريا، وبعضهم وصفها بـ"الخيانة". وسبق زيارة دمشق، وفق ما قال مسؤول في الحركة في وقت سابق، لقاءات مع مسؤولين سوريين، بوساطة من حزب الله اللبناني وداعمته إيران. وحافظت الحركة على علاقة جيدة مع حزب الله. ورغم خلافه معها حول موقفها من دمشق، لطالما اعتبرها جزءا من "محور المقاومة" الذي يضم أيضا دمشق وطهران وفصائل عراقية. وأعلنت حركة حماس في العام 2017 فكّ ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين، المحظورة في سوريا منذ ثمانينات القرن الماضي والتي تعد من أبرز مكونات المعارضة السورية إثر اندلاع النزاع. ومن شأن تطبيع العلاقات مع الأسد أن يعيد حماس لما يطلق عليه "محور المقاومة" ضد إسرائيل والذي يضم إيران وحزب الله اللبناني الحليفين للأسد المنتمي للطائفة العلوية الشيعية. وقد استعادت حماس بالفعل علاقاتها مع إيران، حيث أشادت قيادات في الحركة بالجمهورية الإسلامية لمساهماتها في إمداد غزة بالصواريخ ذات المدى الأبعد، التي استخدمت في قتال إسرائيل. إلا أنها تمهلت في المصالحة مع سوريا خشية مواجهة رد فعل عنيف من مموليها، وغالبيتهم من السنّة، وداعمين آخرين، بالنظر إلى أن معظم ضحايا عنف النظام في سوريا كانوا من السنّة. وقال المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف إن خطوة حماس التصالحية تجاه سوريا تهدف إلى خلق أرضية جديدة للحركة، مضيفا "أعتقد أن معظم المناطق التي تتواجد فيها الحركة، بما في ذلك تركيا، بدأت تضيق عليها وبالتالي فإنها تسعى لإيجاد أرضية أخرى يمكنها مواصلة العمل منها". دمشق / غزة – فيما أكدت صحيفة سورية رسمية أنّ دمشق سوف تستقبل الأربعاء الجناح المقاوم وليس الإخواني من زعماء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قال المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف إن خطوة حماس التصالحية تجاه سوريا تهدف إلى خلق أرضية جديدة للفصيل الإسلامي. وتهدف الحركة الفلسطينية من زيارتها للعاصمة السورية لإعادة بناء العلاقات بعدما نأت بنفسها عن الرئيس بشار الأسد لسنوات بسبب حملته العنيفة على الاحتجاجات. ويرى مراقبون، أنّه لم يعد أمام حركة حماس منفذ لاستعادة البعض من قوتها المادية والعسكرية سوى إقامة تقارب جديد مع النظام السوري بعد قطيعة دامت لسنوات، همّها في ذلك أن تستعيد متانة العلاقات مع إيران وتكتسب نفوذا في مواجهة الدول العربية التي باتت تضيّق عليها الخناق، في مقابل تقديم شرعية لنظام الأسد بمنحه صك النظام المدافع عن القضية الفلسطينية، وذلك على الرغم من رفض العديد من القيادات الشعبية لحماس. وقد يساعد تطبيع العلاقات مع حكومة الأسد، وفق مراقبين، في إعادة ضم حماس إلى ما يسمى "محور المقاومة" ضد إسرائيل والذي يضم أيضا إيران وجماعة حزب الله الشيعية المسلحة القوية في لبنان. وأعلن زعماء حماس تأييدهم لانتفاضة الشوارع عام 2011 ضد حكم أسرة الأسد وأخلوا مقرهم في سوريا في دمشق عام 2012 في خطوة أغضبت حليفهم المشترك إيران. وعادت علاقات حماس مع إيران في وقت لاحق وأشاد مسؤولون في حماس بالجمهورية الإسلامية لمساعدتها في بناء ترسانة غزة من الصواريخ بعيدة المدى، والتي استخدموها في قتال إسرائيل. وقال الصواف لرويترز "أعتقد أن معظم المناطق التي لحماس تواجد فيها بدأت تضيق، بما في ذلك تركيا، ولذلك فإن الحركة أرادت أن توجد لنفسها أرضا جديدة تستطيع العمل من خلالها". وقال مسؤولان في حماس لرويترز في يونيو حزيران إن الحركة قررت إعادة العلاقات مع سوريا. ومضت حماس في العملية ببطء خشية مواجهة رد فعل عنيف من مموليها الذين غالبيتهم من السنة وداعمين آخرين في ضوء أن معظم ضحايا حملة الأسد في سوريا كانوا من السنة. وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الفوائد تستحق النقد الموجه إلى حماس من جانب السنة قال الصواف "في النهاية الأمر يتعلق بالمصالح الفلسطينية التي لربما اعتقدت حماس أنه لا يمكن أن تتحقق إذا ما استمرت المقاطعة". وقال حازم قاسم المتحدث باسم حماس لرويترز إن الوفد المسافر إلى سوريا سيرأسه خليل الحية رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حماس" ضمن وفد قيادي من الفصائل". من جهته، وفي تصريح لصحيفة الوطن السورية، أعلن مسؤول العلاقات الدولية في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ماهر الطاهر، أنّ وفد الفصائل الفلسطينية الذي ستستقبله القيادة السورية سيضم وفداً من التيار المقاوم في «حماس» على الرغم من الموقف الذي أصدرته الحركة في بداية الأحداث في سورية وتسبب بتوتر العلاقة بين الجانبين ومغادرة رموز الحركة السياسيين سورية في العام 2012. وقال الطاهر: إن «سورية دائماً كانت مع المقاومة وبالتالي تستقبل فصائل المقاومة، وسورية دائماً كان صدرها واسعاً ويهمها بشكل أساسي أن يستمر الكفاح الفلسطيني وأن يتصاعد، وفي هذا السياق تستقبل القيادة السورية الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركة حماس». من جهته وصف د.بسام أبوعبدالله، في مقال له نشرته الوطن، أنّ ما ارتكبته بعض قيادات حماس خلال الحرب الفاشية- العدوانية على سورية هو خيانة، وطعنة في الظهر لن تُنسى، وخاصة أن الإخوانية فازت في مقاربة ما جرى في سورية على المقاومة وقضية فلسطين، ودخلت قيادات حمساوية، وأوساط إعلامية تابعة لها، في جوقة الحرب الإعلامية الشرسة على القيادة السورية، والجيش العربي السوري، والشعب السوري، بالتنسيق مع ما كانت تطرحه قطر وتركيا، وغيرها من الأنظمة.

مشاركة :