دمشق / غزة – فيما أكدت صحيفة سورية رسمية أنّ دمشق سوف تستقبل الأربعاء الجناح المقاوم وليس الإخواني من زعماء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، قال المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف إن خطوة حماس التصالحية تجاه سوريا تهدف إلى خلق أرضية جديدة للفصيل الإسلامي. وتهدف الحركة الفلسطينية من زيارتها للعاصمة السورية لإعادة بناء العلاقات بعدما نأت بنفسها عن الرئيس بشار الأسد لسنوات بسبب حملته العنيفة على الاحتجاجات. ويرى مراقبون، أنّه لم يعد أمام حركة حماس منفذ لاستعادة البعض من قوتها المادية والعسكرية سوى إقامة تقارب جديد مع النظام السوري بعد قطيعة دامت لسنوات، همّها في ذلك أن تستعيد متانة العلاقات مع إيران وتكتسب نفوذا في مواجهة الدول العربية التي باتت تضيّق عليها الخناق، في مقابل تقديم شرعية لنظام الأسد بمنحه صك النظام المدافع عن القضية الفلسطينية، وذلك على الرغم من رفض العديد من القيادات الشعبية لحماس. وقد يساعد تطبيع العلاقات مع حكومة الأسد، وفق مراقبين، في إعادة ضم حماس إلى ما يسمى "محور المقاومة" ضد إسرائيل والذي يضم أيضا إيران وجماعة حزب الله الشيعية المسلحة القوية في لبنان. وأعلن زعماء حماس تأييدهم لانتفاضة الشوارع عام 2011 ضد حكم أسرة الأسد وأخلوا مقرهم في سوريا في دمشق عام 2012 في خطوة أغضبت حليفهم المشترك إيران. وعادت علاقات حماس مع إيران في وقت لاحق وأشاد مسؤولون في حماس بالجمهورية الإسلامية لمساعدتها في بناء ترسانة غزة من الصواريخ بعيدة المدى، والتي استخدموها في قتال إسرائيل. وقال الصواف لرويترز "أعتقد أن معظم المناطق التي لحماس تواجد فيها بدأت تضيق، بما في ذلك تركيا، ولذلك فإن الحركة أرادت أن توجد لنفسها أرضا جديدة تستطيع العمل من خلالها". وقال مسؤولان في حماس لرويترز في يونيو حزيران إن الحركة قررت إعادة العلاقات مع سوريا. ومضت حماس في العملية ببطء خشية مواجهة رد فعل عنيف من مموليها الذين غالبيتهم من السنة وداعمين آخرين في ضوء أن معظم ضحايا حملة الأسد في سوريا كانوا من السنة. وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الفوائد تستحق النقد الموجه إلى حماس من جانب السنة قال الصواف "في النهاية الأمر يتعلق بالمصالح الفلسطينية التي لربما اعتقدت حماس أنه لا يمكن أن تتحقق إذا ما استمرت المقاطعة". وقال حازم قاسم المتحدث باسم حماس لرويترز إن الوفد المسافر إلى سوريا سيرأسه خليل الحية رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حماس" ضمن وفد قيادي من الفصائل". من جهته، وفي تصريح لصحيفة الوطن السورية، أعلن مسؤول العلاقات الدولية في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ماهر الطاهر، أنّ وفد الفصائل الفلسطينية الذي ستستقبله القيادة السورية سيضم وفداً من التيار المقاوم في «حماس» على الرغم من الموقف الذي أصدرته الحركة في بداية الأحداث في سورية وتسبب بتوتر العلاقة بين الجانبين ومغادرة رموز الحركة السياسيين سورية في العام 2012. وقال الطاهر: إن «سورية دائماً كانت مع المقاومة وبالتالي تستقبل فصائل المقاومة، وسورية دائماً كان صدرها واسعاً ويهمها بشكل أساسي أن يستمر الكفاح الفلسطيني وأن يتصاعد، وفي هذا السياق تستقبل القيادة السورية الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركة حماس». من جهته وصف د.بسام أبوعبدالله، في مقال له نشرته الوطن، أنّ ما ارتكبته بعض قيادات حماس خلال الحرب الفاشية- العدوانية على سورية هو خيانة، وطعنة في الظهر لن تُنسى، وخاصة أن الإخوانية فازت في مقاربة ما جرى في سورية على المقاومة وقضية فلسطين، ودخلت قيادات حمساوية، وأوساط إعلامية تابعة لها، في جوقة الحرب الإعلامية الشرسة على القيادة السورية، والجيش العربي السوري، والشعب السوري، بالتنسيق مع ما كانت تطرحه قطر وتركيا، وغيرها من الأنظمة.
مشاركة :