الرباط - دعا الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند الأربعاء من الرباط بلاده إلى تحسين العلاقات مع المغرب، معبرا عن أسفه لـ"حالات سوء التفاهم التي يمكن أن تحدث أو تستمر والقرارات التي يمكن أن لا يتم تفهمها"، مشددا على ضرورة "طرح المواضيع التي يمكن أن تجمعنا على الطاولة واستبعاد تلك التي يمكن أن تفرقنا". واعتبر أيضا أنه يجب إحياء الشراكة بين فرنسا وبلدان المغرب الكبير وخصوصا المملكة المغربية التي تشهد علاقاتها مع باريس فتورا في الفترة الأخيرة. وقال هولاند خلال مؤتمر حول مكافحة الرشوة بإفريقيا "في مواجهة التقلبات الكبيرة على الصعيد العالمي، يبدو ضروريا إحياء الشراكة التي تربط فرنسا ببلدان المغرب الكبير، وخصوصا المغرب". وشدد على أن علاقات بلاده مع المغرب يجب أن تتحسن بالعمل على تجاوز سوء الفهم وتخطي هذه المرحلة الصعبة، مضيفا في تصريح لموقع 'هسبريس' المغربي الإخباري على هامش مشاركته في ندوة دولية حول الفساد في الجامعة الدولية بالرباط اليوم الأربعاء، أن "فرنسا في حاجة إلى المنطقة المغاربية وفرنسا لديها علاقات قوية مع دول المنطقة مثل المغرب". وأوضح بحسب المصدر ذاته أنه "بخصوص مشكل التأشيرات وكل سوء الفهم وجب وضع كل شيء على الطاولة للنقاش والمضي قدما. بالرغم من أن كلمتي ليست رسمية فأنا لم أعد رئيسا، أعتقد أنه إذا توفرت هذه الإرادة سوف نجتاز هذه الفترة الصعبة". وتمر العلاقات المغربية الفرنسية بحالة من الفتور ناجمة خاصة عن قرار فرنسا في سبتمبر/ايلول الماضي تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للمغرب والجزائر إلى النصف، مبررة ذلك برفض البلدين استعادة مهاجرين غير نظاميين تريد باريس ترحيلهم. ووصفت الرباط حينها هذا القرار بأنه "غير مبرر". وحذر مثقفون في نقاشات أثيرت حوله مؤخرا، من أنه "يعاقب" الفئات الوسطى للمجتمع المغربي المرتبطة أكثر من غيرها بفرنسا. لكن مراقبين مغاربة ووسائل إعلام محلية يعزون الفتور في علاقات البلدين الجيدة تاريخيا، إلى عدم إعلان باريس موقفا أكثر تقاربا من الطرح المغربي في نزاع الصحراء المغربية، وذلك على غرار اعتراف واشنطن واسبانيا وعدد آخر من الدول الغربية والعربية والإفريقية بسيادة المغرب على صحرائه إضافة إلى التقارب في الآونة الأخيرة بين باريس والجزائر، الداعم الرئيسي لجبهة بوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء المغربية. ودعا وزير التجارة الخارجية الفرنسي أوليفيه بيشت الذي يزور المغرب أمس الثلاثاء، بدوره إلى "تجاوز التوترات لبناء مشاريع مشتركة" في علاقات البلدين وذلك خلال لقاء مع رعايا فرنسيين بسفارة بلاده في الرباط. وتعتبر فرنسا أهم شريك اقتصادي للمغرب وأول مستثمر أجنبي في المملكة. وكانت هلين لوغال السفيرة الفرنسية في الرباط قد غادرت منصبها قبل أسابيع ليبقى منصبها شاغرا والأمر ذاته بالنسبة لمنصب السفير المغربي في باريس الذي بقي شاغرا بعد تعيين محمد بنعشبون مديرا لصندوق محمد السادس للاستثمار. ويبقى موقف فرنسا من ملف الصحراء المغربية محددا لمسار العلاقات المغربية الفرنسية، فموقف باريس يبدو حتى الآن فاترا مقارنة بالموقف الإسباني أو غيره من المواقف الغربية الداعمة لمغربية الصحراء. وتقول مصادر محلية إن الزيارات بين البلدين توقفت منذ فترة في علامة على حالة التوتر وأنه لا يوجد اتصالات بين زعيمي البلدين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي امانويل ماكرون.
مشاركة :