طهران - قال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي اليوم الأربعاء إنه يجب على إيران والسعودية إعادة فتح سفارتيهما لتسهيل التقارب بين البلدين، وذلك وسط تحركات من طهران والرياض لإحياء العلاقات الثنائية. وتشير هذه الدعوة في طياتها إلى ضوء أخضر من خامنئي لإعادة فتح السفارة الإيرانية في الرياض مقابل خطوة من السعودية بإعادة فتح سفارتها في طهران. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن علي أكبر ولايتي قوله "نحن جيران للسعودية ويجب أن نتعايش. يجب معاودة فتح سفارتي البلدين من أجل حل مشاكلنا بطريقة أفضل". وفي العام الماضي بدأت طهران والرياض محادثات مباشرة في محاولة لتحسين العلاقات. واستضافت بغداد خمس جولات من المحادثات حتى الآن، كان آخرها في أبريل/نيسان. وفي ختام تلك الجولة، قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي تنقل بين طهران وجدة لإعطاء دفعة للوساطة العراقية بين إيران والسعودية، إنه مقتنع بأن "التفاهم بات قريبا" بين القوتين اللتين تتهم كل منهما الأخرى بزعزعة استقرار الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن تعطي دعوة كبير مستشاري خامنئي بإعادة فتح السفارتين الإيرانية في الرياض والسعودية في طهران، دفعة لجهود المصالحة. وحاليا لا مؤشرات في الأفق على موعد محدد لجولة سادسة في ظل التطورات الأخيرة في العراق الذي يقود جهود الوساطة، حيث ينشغل العراقيون في تشكيل حكومة جديدة برئاسة محمد شياع السوداني الذي رشحته قوى الإطار التنسيقي الموالية لإيران. ومن المرجح أن يكون للسوداني دور فعال في مواصلة دور الوسيط خلفا للكاظمي الذي تتهمه القوى الشيعية بالقرب من الولايات المتحدة. ويحتاج العراق لإعادة الزخم لمبادرة الوساطة إلى استقرار سياسي وهو أمر رهين بتشكيل الحكومة وتجاوز الخلافات السياسية. ويعتقد أن دعوة علي أكبر ولاياتي بإعادة فتح السفارتين الإيرانية والسعودية مرتبطة بتولي السوداني القريب من إيران رئاسة الحكومة العراقية الجديدة التي يجري مشاورات بشأن تشكيلها. وقطعت السعودية السنية وإيران الشيعية العلاقات عام 2016 بعد أن هاجم محتجون في الجمهورية الإسلامية سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد اثر إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب. وأجرت القوتان المتنافستان مفاوضات تم الإعلان عنها لأول مرة في أبريل/نيسان 2021، في تطور جاء حينها في خضم متغيرات جيوسياسية من بينها فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد عبر في ابريل/نيسان من العام الماضي في مقابلة مطولة مع قناة 'السعودية' الرسمية عن رغبة بلاده في إقامة علاقات "مميزة" مع جارتها إيران، مضيفا حينها "في الأخير إيران دولة جارة وكل ما نطمح أن يكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران". وتابع "لا نريد أن يكون وضع إيران صعبا، بالعكس، نريد لإيران أن تنمو وأن يكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار"، مضيفا أن "إشكاليتنا هي في التصرفات السلبية التي تقوم بها طهران سواء من برنامجها النووي أو دعمها لميليشيات خارجية عن القانون في بعض دول المنطقة أو برنامج صواريخها البالستية". وتعثر الحوار في مارس/اذار، حيث ذكرت حينها صحف إيرانية أنه تم تعليق المفاوضات بعد إعلان الرياض إعدام 81 شخصا على خلفية جرائم مرتبطة بـ"الإرهاب" بينهم أشخاص على صلة بالمتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران في حربهم ضد القوات الحكومية المدعومة من المملكة. ومطلع الشهر ذاته، دافع الأمير محمد عن سياسة "تعايش" مع إيران ولقي تصريحه ترحيبا من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي رأى فيه "استعدادا" من الرياض لإعادة العلاقات مع بلاده. لكن الأزمة السياسية في العراق الذي يتوسط بين السعودية وإيران لتهدئة التوتر واستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ العام 2016، أرخت بظلال ثقيلة على جهود الوساطة بين طهران والرياض، بينما دفعت بغداد قبل تصاعد الخلاف بين التيار الصدري وخصومه من قوى الإطار التنسيقي، إلى عقد لقاء مباشر بين وزيري خارجية البلدين السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبداللهيان. وفي أغسطس/اب الماضي قال سفير إيران لدى الكويت محمد إيراني في تصريحات منشورة أكدتها السفارة الكويتية، إن عقد جولة سادسة من المحادثات بين السعودية وإيران في بغداد سيتم عندما تكون الظروف مواتية في العراق. وذكر حينها لصحيفة 'الرأي' أنه كان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات في يوليو/تموز الماضي، لكنها تأجلت بسبب "التطورات الأخيرة في العراق" الذي يواجه أزمة سياسية حالت دون تشكيل الحكومة. وقال إيراني "هناك اتفاق على استئناف المباحثات بجولة سادسة، لكن علينا انتظار دعوة عراقية بعد الأحداث الجارية في العراق"، مضيفا أن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لعقد اجتماع مباشر بين وزيري خارجية السعودية وإيران.
مشاركة :