طريقة جديدة تغني مرضى السكري عن الأنسولين

  • 10/20/2022
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

استغنى أكثر من نصف مرضى السكري من النوع الأول، الأكثر تضررًا، المشاركين في دراسة جديدة، عن الأنسولين لمدة سنوات عدة بعد أن خضعوا لطريقة جديدة لزرع جُزَيرات البنكرياس أو جُزَيْرَات لانغرهانس (Islets of Langerhans).‏ وجُزَيرات البنكرياس هي "عبارة عن مجموعات صغيرة من خلايا البنكرياس تظهر على هيئة بقع صغيرة مختلفة في الشكل والوظيفة عما حولها من خلايا البنكرياس. ولذلك، تم تسميتها بالجزر. وأول من وجد هذه الخلايا هو عالم التشريح والأمراض الألماني بول لانغرهانس، Paul Langerhans، عام 1869"، وفقا لموسوعة "ويكيبيديا" على الإنترنت. وقد سميت هذه الخلايا باسم مكتشفها. أعلن عن هذه الطريقة الجديدة لعلاج مرض السكري في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Diabetes Care حول نتائج المرحلة الثانية من ثلاث تجارب سريرية طويلة المدى. بالإضافة إلى اكتشاف أن العديد من المرضى لم يحتاجوا إلى الأنسولين للحفاظ على نسبة السكر في الدم لمدة تصل إلى ثماني سنوات، أفاد المؤلفون، بقيادة مايكل ريكلز البروفيسور المتخصص في مرض السكري والأمراض الأيضية في مدرسة "بيرلمان" للطب في جامعة بنسلفانيا الأميركية، أيضًا أن النهج الجديد استلزم عمليات زرع أقل تعقيدا من المعتاد وكان آمنًا للغاية. قال ريكلز "هذه البيانات مهمة في إظهار أن زرع خلايا جُزَيرات البنكرياس له فعالية على المدى الطويل، بما في ذلك بين أولئك الذين خضعوا لعمليات زرع الكلى"، مضيفا "نعم، تحسن معظم مرضى السكري من النوع الأول المشاركون في التجارب بشكل كبير". حلل الباحثون نتائج مجموعتين من المرضى: مجموعة تلقت زراعة خلايا البنكرياس فقط (وعددهم 48 مريضا) ومجموعة ثانية تلقت خلايا جُزَيرات البنكرياس بعد زرع الكلى (24 مريضا). من بين أولئك الذين تمت متابعتهم للوصول إلى نقطة النهاية "طويلة المدى" (حتى ثماني سنوات للمجموعة الأولى التي تلقت خلايا البنكرياس فقط، وسبع سنوات لأولئك الذين أجروا أيضًا عمليات زرع كلى)، كان لدى أكثر من نصفهم طعوم خلايا بكرياسية على قيد الحياة. بالإضافة إلى ذلك، من بين 75 في المائة ممن تمكنوا في البداية من التوقف عن العلاج بالأنسولين، حافظ أكثر من نصفهم على الاستغناء التام عن الأنسولين، مما يعني أنهم لم يحتاجوا إلى حقن أنسولين إضافية طوال سنوات المتابعة. توجد خلايا الجُزَيرات في البنكرياس، وهي ضرورية لإبقاء نسبة السكر في الدم تحت السيطرة، عن طريق إنتاج هرمون الأنسولين. لكن تلك الخلايا لدى المصابين بداء السكري من النوع الأول تتعرض للتدمير من قبل جهاز المناعة. وبالتالي، لا تكون قادرة على إنتاج الأنسولين. يعتبر زرع الخلايا الجُزَيرية شكلا من أشكال العلاج الموجود في أماكن من العالم. يقوم هذا العلاج على أخذ خلايا عاملة من بنكرياس متبرع متوفى وزرعها، عبر قسطرة صغيرة، للمرضى الذين لم تعد خلايا جُزَيرات البنكرياس تعمل لديهم. تعمل مجموعة متخصصة من المؤسسات منذ عام 2004 في الولايات المتحدة للتوصل إلى طرق محسّنة وموحدة لعزل الخلايا الجُزَيرية في البنكرياس وزرعها، وذلك لإثبات سلامتها وفعاليتها كعلاج خلوي جديد لمرض السكري من النوع الأول. وقد اشتمل نهجهم على استخدام العلاجات المضادة للالتهابات ومضادات التخثر وعلاجات الأنسولين المكثفة المبكرة لمنع تلف الخلايا المزروعة أو إجهادها قبل إمدادات دم جديدة من الكبد، مما يجعل عملية زراعة الخلايا والبقاء على قيد الحياة أكثر كفاءة. طُبق هذا النهج الجديد على 72 مريضًا تطوعوا، وجميعهم يعانون من مرض السكري من النوع الأول و"ضعف الوعي بنقص السكر في الدم"، مما يعني أنهم تعرضوا لحوادث انخفاض حاد في نسبة السكر في الدم دون أن يكونوا على علم بذلك، مما قد يؤدي إلى نوبة أو فقدان الوعي. كما خضعت مجموعة في السابق لعملية زرع كلى نتيجة لمرض السكري. بشكل أساسي، كان هؤلاء المرضى من بين أكثر الأشخاص تضررًا من المرض. وأوضح ريكلز "هؤلاء هم المرضى الأكثر تضرراً. من المهم أن نلاحظ أنه لم تسجل أي أحداث عكسية مرتبطة بزراعة هذه الخلايا البكرياسية. كما ظلت وظيفة الكلى مستقرة أثناء المتابعة طويلة الأمد في كلا المجموعتين، بل إنها في الواقع تتحسن لدى أولئك الذين خضعوا لعمليات زرع الكلى. بشكل عام، هذا الإجراء أقل خطورة بكثير ويؤدي لمضاعفات أقل بكثير مما قد يحتاجه العديد من هؤلاء المرضى، وهو زرع البنكرياس، والذي يتضمن جراحة كبرى في البطن". يخطط ريكلز وزملاؤه لتقديم بياناتهم كجزء من طلب الترخيص البيولوجي إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لجعل تقنية زرع خلايا جُزَيرات البنكرياس علاجًا معتمدًا للمرضى كما حدث لأولئك المشاركين في هذه التجارب".

مشاركة :