بوتين يعلن الأحكام العرفية في المناطق الأوكرانية المحتلة

  • 10/20/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ببدء تطبيق الأحكام العرفية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومقاطعتي زاباروجيا وخيرسون الخميس، وهي المناطق التي تسيطر عليها روسيا بأوكرانيا، تدخل الحرب الروسية الأوكرانية منعطفا جديدا. موسكو - أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء فرض الأحكام العرفية في أربع مناطق أوكرانية ضمّتها موسكو مؤخرا، فيما بدأت السلطات الموالية للكرملين في خيرسون الانسحاب من المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا التي تحرز قواتها تقدّما. ويسمح المرسوم الذي أصدره بوتين لفرض الأحكام العرفية في المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو بتعزيز صلاحيات السلطات المحلية في المناطق الحدودية الروسية، ويأتي في أعقاب سلسلة هزائم عسكرية ميدانية. وقال بوتين "نحن نعمل على حل المهمات المعقّدة جدا واسعة النطاق لضمان الأمن وحماية مستقبل روسيا". ويمنح المرسوم صلاحيات أوسع نطاقا للحد من حركة النقل إلى ومن وفي المناطق ويتيح إجلاء سكان هذه المناطق إلى "مناطق آمنة". وفي الأثناء، بدأت السلطات الموالية للكرملين الانسحاب من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا الأربعاء فيما أحرزت قوات كييف تقدما على الأراضي الخاضعة لسيطرة الروس منذ الأيام الأولى للحرب، في خطوة وصفتها كييف بأنها "محاولة روسية لتخويف سكان المدينة". وأفاد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف الأربعاء بأن "نحو خمسة ملايين من سكان المناطق الأوكرانية التي ضمتها موسكو، موجودون حاليا في روسيا". وكانت خيرسون أول مدينة كبرى تسقط في أيدي قوات موسكو بعد الغزو الروسي في نهاية فبراير، وستكون استعادتها بمثابة تقدم كبير في الهجوم الأوكراني المضاد المستمر. فلاديمير بوتين: نعمل على ضمان الأمن وحماية مستقبل روسيا فلاديمير بوتين: نعمل على ضمان الأمن وحماية مستقبل روسيا وقال فلاديمير سالدو رئيس سلطات الاحتلال الروسي مباشرة على قناة "روسيا 24" التلفزيونية "اعتبارا من اليوم (الأربعاء) تنقل كل هيئات السلطة الموجودة في المدينة والإدارتان المدنية والعسكرية وكل الوزارات نحو الضفة الشرقية لنهر دنيبر" الذي يحد خيرسون. لكن كبير الموظفين في الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك وصف التدابير بأنها "استعراض دعائي"، متّهما الروس بـ"محاولة تخويف أهالي خيرسون". وكتب على تلغرام أن القوات الأوكرانية "لا تفتح النار على مدن أوكرانية". ومن جانبه، قال النائب المحلي عن خيرسون سيرغي خلان في مؤتمر صحافي إن "الإجلاء المعلن هو بمثابة ترحيل. الهدف منه إشاعة نوع من الذعر في خيرسون لتغذية الدعاية الروسية". لكن استعادة كييف لمساحات من أراضيها في الشرق وأجزاء من الجنوب أعقبتها ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيّرة دمرت أجزاء كبيرة من شبكة الكهرباء في أوكرانيا قبل الشتاء. وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت "صواريخ روسية عدة” فوق المدينة. وتقع خيرسون على الضفة الغربية لنهر دنيبر، في الجانب نفسه الذي كانت القوات الأوكرانية تتقدم فيه عبر هجوم مضاد بدأ في أغسطس. وأوضخ سالدو أن الانسحاب والإجلاء المنظم للمدنيين من المدينة، كانا إجراءً احترازيا متعهدا بأن تواصل القوات الروسية "القتال حتى الموت" ضد أوكرانيا. وقال مسؤولون موالون لروسيا إن المدنيين لن يُسمح لهم بالمغادرة إلا باتجاه روسيا أو الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا. واستهدفت القوات الأوكرانية جسورا عبر النهر لتعطيل خطوط الإمداد، لذلك تتم عمليات الإجلاء بالعبارات، على ما قال مسؤولون روس. وعرضت قناة "روسيا 24" التلفزيونية مشاهد لأشخاص ينتظرون ركوب العبارات لعبور النهر. وقال مسؤولون محليون إنهم يخططون لإجلاء ما يصل إلى 60 ألف مدني من خيرسون في غضون ستة أيام تقريبا. وقال قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفيكين الثلاثاء إن الجيش الروسي سيضمن "عمليات إجلاء آمنة للسكان". وفي تصريح للتلفزيون الرسمي الروسي الثلاثاء اتّهم سوروفيكين أوكرانيا باستهداف بنى تحتية مدنية في المنطقة "ما يعرّض بشكل مباشر حياة السكان للخطر". واستعادت أوكرانيا السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي المحتلة في شرق البلاد خلال الأسابيع الأخيرة. وكان تقدمها على الجبهة الجنوبية أبطأ بكثير لكنه اكتسب زخما في الأيام الأخيرة. كذلك، كان هناك بعض التقدم الروسي. علامات التحدي لبوتين واضحة علامات التحدي لبوتين واضحة وأعلنت القوات الروسية الثلاثاء أنها استعادت أراض من القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف في شرق البلاد. وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو استيلاء موسكو على قرية في تلك المنطقة منذ دفعها إلى الخروج منها الشهر الماضي. وتعمل موسكو على تدعيم دفاعاتها في المناطق الخاضعة لسيطرتها. ومن جانب آخر، قالت مجموعة فاغنر الروسية إنها تعمل على بناء خط دفاع محصن في منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا. وقال مؤسس المجموعة يفغيني بريغوجين المقرب من الكرملين "بدأت مجموعة فاغنر شبه العسكرية بناء خط دفاعي محصن في منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا". ونشر رجل الأعمال المقرب من الكرملين على حسابات شركته "كونكورد" على وسائل التواصل الاجتماعي "إنه دفاع متعدد المستويات والطبقات". وفي السياق نفسه، تواصل القوات الروسية احتلال محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جهة مختلفة من نهر دنيبر. أندريه يرماك: التدابير لا تخرج عن نطاق الاستعراض الدعائي ومحاولة لتخويف أهالي خيرسون أندريه يرماك: التدابير لا تخرج عن نطاق الاستعراض الدعائي ومحاولة لتخويف أهالي خيرسون وأكد رئيس مجموعة "إنيرغوأتوم" الأوكرانية بيترو كوتين أن "حوالي خمسين موظفا في محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا منذ مارس، ما زالوا أسرى لدى الروس". وفي غضون ذلك، سارعت أوكرانيا إلى إعادة بناء منشآت الطاقة المتضررة في كل أنحاء البلاد بعد سلسلة من الضربات الروسية. وحذّرت الحكومة من خطر انقطاع التيار الكهربائي، مشيرة إلى أن 30 في المئة من محطات الكهرباء في أوكرانيا قد دمّرت. وقصفت طائرات مسيّرة كييف الاثنين ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في ما وصفته الرئاسة بأنه هجوم يائس للروس بعد سلسلة من الخسائر في ساحة المعركة. والثلاثاء تعرّضت منشأة للطاقة في المدينة لضربات، ما أوقع قتيلين. وتتّهم كييف وحلفاؤها الغربيون موسكو باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع لتنفيذ الضربات، وهي خطوة وصفها الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنها دليل على فشل روسيا. لكن الكرملين أكد الثلاثاء أن “لا معلومات لديه” حول استخدام الجيش الروسي طائرات مسيرة إيرانية الصنع في أوكرانيا. وأكد سلاح الجو الأوكراني الأربعاء أنه دمر 223 طائرة مسيرة إيرانية الصنع منذ منتصف سبتمبر، فيما نفت طهران مرارا في الأيام الأخيرة تزويد روسيا بأسلحة وطائرات مسيرة لغزوها أوكرانيا. وقالت نبيلة مصرالي المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التكتل جمع “أدلة كافية” تشير إلى أن إيران تزوّد روسيا بطائرات مسيّرة فتاكة ويسعى إلى فرض عقوبات على طهران. ومنح البرلمان الأوروبي الأربعاء جائزة سخاروف للدفاع عن حرية الرأي للشعب الأوكراني "الشجاع" الذي يواجه الغزو الروسي.

مشاركة :