حذر وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض اليوم (الأربعاء) من انتشار متسارع لمرض الكوليرا في لبنان، ودعا المنظمات الدولية إلى زيادة دعمها لاحتواء المرض. وقال الأبيض في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الصحة إن "هناك انتشارا متسارعا للوباء والغالبية العظمى من المرضى من بين النازحين السوريين، ولكننا بدأنا نلحظ زيادة في الحالات عند المواطنين اللبنانيين". ودعا المنظمات الدولية التي تعمل مع النازحين "إلى تحمل مسؤولياتهم لتأمين المياه النظيفة والمستلزمات واللقاحات وتنظيف الحفر الصحية، لأن مخيمات النازحين السوريين هي المكان الأساسي الذي ينتشر فيه الوباء". ويستضيف لبنان بحسب تقديرات رسمية نحو 1.5 مليون لاجئ سوري يقيم معظمهم في نحو 1400 مخيم عشوائي في الأرياف اللبنانية. وأعلن الأبيض عن تسجيل وزارة الصحة 80 إصابة جديدة في الساعات الـ 48 الماضية، مما رفع العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 169 ، كما تم تسجيل حالتي وفاة ليرتفع العدد التراكمي للوفيات إلى خمس حالات. وأوضح أن هناك 33 حالة موجودة في المستشفيات بينها 6 حالات في العناية المركزة. وعزا انتشار عدوى الكوليرا إلى استعمال المياه الملوثة في بعض مخيمات النازحين السوريين أوالبيوت وفي ري الخضار، إضافة إلى المخالطة. وقال إن "تأمين المياه النظيفة مهم بالنسبة لمنع انتشار الكوليرا، ونقوم بجهود لذلك"، مشيرا إلى أن "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" أمنت كمية من الديزل تستعمل في محطات ضخ المياه بشرق وشمال البلاد لنتخلص من أي مياه يمكن أن تكون ملوثة". وأوضح أنه "من المهم تأمين طاقة كهربائية لمحطات ضخ المياه، لتأمين المياه النظيفة". ويعاني لبنان من عجز في توفير الوقود لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء، حيث تقتصر التغذية بالتيار على ساعة واحدة يوميا. وقال إن وزارة الصحة تعمل على تجهيز مستشفى ميداني في بلدة عرسال بشرق البلاد وهناك 8 مستشفيات أخرى بدأت باستقبال المرضى في شكل يضع العبء الأكبر على المستشفيات الحكومية. وأشار الأبيض إلى أن لبنان طلب كميات من لقاح الكوليرا وإنه حصل على وعد بتأمين كميات منه في وقت قريب، علما أن هناك نقصا عالميا في اللقاحات المتوافرة، بسبب وجود أكثر من بؤرة كوليرا في العالم. وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت في الخامس من أكتوبر الجاري عن تسجيل أول حالة إصابة بالكوليرا في البلاد منذ نحو 30 عاما، وقالت إنها لنازح سوري يقطن في مخيم للنازحين في شمال البلاد.
مشاركة :