القرية التراثية في "ليوا للتمور" .. صورة حية للصناعات المرتبطة بالنخلة

  • 10/20/2022
  • 13:49
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ليوا - الظفرة في 20 أكتوبر / وام / يقدم مهرجان ومزاد ليوا للتمور مراحل الاستفادة من شجرة النخيل وموسم حصاد التمر في قصة مشوقة ترويها "القرية التراثية" ويجسدها الآباء والأمهات المشاركون في المهرجان حتى تبقى القصة حاضرة في أذهان الأطفال وجيل الشباب الذين لم يعاصروا اعتماد الأسر بشكل أساسي على مخرجات الشجرة المباركة. وتبدأ القصة بقطاف التمور في موسم الحصاد ومن ثم يتم تنقيتها وغسلها وتنظيفها من المتعلقات والشوائب ثم إضافة بعض البهارات مثل الكمون والشمر لتأتي مرحلة التجفيف من خلال وضعها في الشمس بغية سهولة تشكيلها. وبعد عملية التعقيم يكون هناك اختياران أمام الأسرة أو ربة المنزل تحديداً إما "ضمد التمر" من أجل حفظه طويلا بدون عجن أو مرحلة "الجنز" وهي مرحلة العجن ومن ثم تخزينه في أوعية التمر التي يتم صنعها من خوص النخيل والتي تحفظ التمر لمدة طويلة ما بين عام إلى عامين. وحول طرق تقديم التمر للأهل والزوار فهناك 3 طرق شهيرة لدى الآباء والأجداد وهي تقديم التمر على شكل "الممروسة" أو "البثيثة" أو "الشعثة"، فأما "الممروسة" فتتكون من خليط التمر مع السمن والأرز بعد تحميصه ودقه بعناية، وأما "البثيثة" فتتكون من خليط بين التمر والدقيق المحمص والهيل والزعفران والقرفة المطحونة، لكن "الشعثة" فتتكون من خليط التمر مع اللبنة أو مشتقات اللبن مع استخدام السمن. ولا يقتصر الاستفادة من النخلة المباركة على التمر بل يتم الاستفادة أيضا من جريد النخل في صناعة "الدعن" وهو بناء جدار كبير يمكن أن يستخدم في بناء المساكن عن طريق تجميع جريد النخيل وربطه بشكل جماعي يتشارك فيه أبناء الفريج الواحد، وليكون أكثر صلابة واتحاد بين الجريد يتم ربطه بحبال مصنوعة من ليف النخيل. وقالت ليلى القبيسي من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، إن النخلة تمثل عنوان أهل الإمارات والخليج العربي قديما وحديثا ورفيقة دربهم، حيث تعتبر النخلة شاهدة على التطور الذي شهدته الدولة، ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتراثها، حيث دخلت في جوانب الحياة المختلفة عند الإنسان الإماراتي، فبنيت البيوت من سعفها، وتؤكل ثمارها، ودخلت في الزينة وصناعات مختلفة، فكان لها التأثير القوي في الماضي والحاضر. وأضافت أن القرية التراثية رسمت صورة حية لاستخدام مستخرجات شجرة النخيل في حياة آبائنا وأجدادنا حيث رسم المشاركون في القرية الصورة كاملة أمام الزوار لطرق الاستفادة من التمور وطريقة غسلها وتخزينها لسنوات إضافة إلى طرق تقديمها باستخدام مكونات طبيعية من البيئة المحلية. وأشارت إلى أن بعض العارضين في القرية التراثية استخدموا سعف وليف النخل في صناعات بسيطة لبناء البيوت وتصنيع الأسقف إضافة إلى الاستخدامات الأخرى في رحلات البر والبحر، موضحة أن الصورة كاملة تجعل جيل الأطفال والشباب الذين لم يعاصروا تلك الفترة معتزين بهويتهم وبأجدادهم الذي اعتمدوا بشكل أساسي على مكونات البيئة المحيطة بهم واستغلوها أفضل استغلال.

مشاركة :