اكتشف فريق بحثي من جامعة ألاباما الأميركية، ثقباً أسود جديداً، وصف بأنه «ثقب وحشي»، حيث تبلغ كتلته نحو 12 ضعف كتلة الشمس. وأعلن الباحثون بقيادة سوكانيا تشاكرابارتي، أستاذة الفيزياء بجامعة ألاباما، عن هذا الاكتشاف أمس في دراسة نشرت بمجلة الفيزياء الأميركية، وقالوا إن الثقب الأسود الجديد، أقرب إلى الشمس من أي ثقب أسود آخر، حيث يوجد على مسافة 1550 سنة ضوئية منها، مما يجعله عملياً في الفناء الخلفي للأرض. ولا يمكن لأي ضوء الهروب من الثقب الأسود، لذلك لا يمكن رؤيته بنفس الطريقة التي تُرى بها النجوم المرئية المصاحبة لها، وللعثور على هذا الاكتشاف الجديد، قامت تشاكرابارتي وفريق من العلماء، بتحليل بيانات ما يقرب من 200 ألف نجم ثنائي تم جمعها بواسطة مسبار (غايا) الفضائي، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والذي تم إطلاقة في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2013. وتقول في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ألاباما، بالتزامن مع نشر الدراسة: «لقد بحثنا عن الأشياء التي تم الإبلاغ عن أنها تحتوي على كتل مصاحبة كبيرة، ولكن سطوعها يمكن أن يُعزى إلى نجم واحد مرئي، وهكذا، كان لدينا سبب وجيه للاعتقاد بأن لها رفيقاً مظلماً». وقام الباحثون بمتابعة النجوم المثيرة للاهتمام بقياسات طيفية من تلسكوبات مختلفة، بما في ذلك باحث الكواكب الآلي بمرصد «ليك» على قمة جبل هاميلتون بكاليفورنيا، وتلسكوب ماجلان العملاق في تشيلي، ومرصد كيك في هاواي بأميركا. وتقول تشاكرابارتي: «من خلال القياسات الطيفية التي أجريت في هذه الأماكن، أمكن للباحثين تحديد سحب الثقب الأسود على النجم المرئي الشبيه بالشمس، والتي تعطي سرعة في خط البصر بسبب ما يعرف بـ(انزياح دوبلر)». وخط البصر، يعني أن انتقال الأمواج الكهرومغناطيسية يتم على شكل خطوط مستقيمة، وانزياح دوبلر هو التغير في تردد الموجة بالنسبة للمراقب، مثل كيفية تغير نغمة صوت صفارات الإنذار مع مرور سيارة الطوارئ. وتقول: «من خلال تحليل سرعات خط الرؤية للنجم المرئي، أمكننا استنتاج مدى ضخامة الثقب الأسود الذي يرافقه، لتؤكد القياسات الطيفية، أن هذا النظام الثنائي يتكون من نجم مرئي يدور حول جسم ضخم جداً».
مشاركة :