زعمت دراسة حديثة أن ذوبان الجليد الذي تسببه درجات الحرارة المرتفعة، يمكن أن يحمل في طياته وباء قاتلاً. وعكف العلماء في هذه الدراسة على معرفة كيفية تأثير تغير المناخ على مخاطر "الامتداد والانتشار" وهو انتقال فيروس إلى نوع آخر، من خلال فحص عينات من بحيرة هازن في القطب الشمالي. ووجدوا أن فرصة انتشار مثل هذا الحدث تزداد مع ذوبان الأنهار الجليدية، حيث يمكن للمياه الذائبة أن تنقل مسببات الأمراض إلى مضيفين جدد. ويمكن للفيروسات القاتلة التي تجمدت في الأنهار الجليدية لمئات السنين أن تستيقظ من جديد مع ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الجليد وتدفقه إلى مواقع جديدة، حسب "روسيا اليوم". وتحتاج الفيروسات إلى مضيفين مثل البشر أو الحيوانات أو النباتات أو الفطريات لتتكاثر وتنتشر، وفي بعض الأحيان يمكنها القفز إلى مضيف جديد يفتقر إلى المناعة، كما رأينا خلال جائحة "كوفيد". ويحذر الخبراء من أن ارتفاع درجة حرارة المناخ يمكن أن يؤدي إلى اتصال الفيروسات في القطب الشمالي ببيئات ومضيفين جدد، ما يزيد من خطر هذا "الانتشار الفيروسي. قاد الدراسة الجديدة باحثون في قسم الأحياء بجامعة أوتاوا في كندا، ونشرت في Proceedings of the Royal Society B. ويقول الباحثون في ورقتهم البحثية: "تزداد مخاطر الانتشار مع الجريان السطحي من جراء ذوبان الأنهار الجليدية. وإذا أدى تغير المناخ أيضا إلى تحويل مجموعة أنواع النواقل الفيروسية والخزانات المحتملة شمالا، فقد يصبح القطب الشمالي المرتفع أرضا خصبة للأوبئة الناشئة". وتقول الدراسة إن السنوات الماضية شهدت انتشار العديد من الفيروسات مثل الإنفلونزا أ، والإيبولا، وSARS-CoV-2، إلى البشر وتسببت في "أمراض خطيرة. وتشير الدلائل الآن إلى أن فيروس SARS-CoV-2 نشأ في خفافيش حدوة الحصان، على الرغم من احتمال أن يكون الفيروس انتقل إلى البشر من خلال البنغولين، وهو حيوان ثديي متقشر غالباً ما يتم الخلط بينه وبين الزواحف. وبالمثل، يُعتقد أن التفشي المميت لفيروس الإيبولا في غرب إفريقيا بين عامي 2013 و2016 نابع من الخفافيش. وركز الباحثون دراستهم على رواسب التربة والبحيرات من بحيرة هازن، أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم في القطب الشمالي. وأخذ الفريق عينات من التربة التي أصبحت مجرى لمياه الأنهار الجليدية الذائبة في الصيف، وكذلك قاع البحيرة نفسه، الأمر الذي تطلب إزالة الجليد أو الحفر فيه حتى عمق أكثر من ستة أقدام. واستخدموا الحبال وعربة ثلجية لرفع رواسب البحيرة من خلال ما يقرب من 980 قدما (300 متر) من الماء، ثم تم ترتيب عينات من الحمض النووي والحمض النووي الريبي، والمخططات الجينية. وقال قائد الدراسة ستيفان أريس بروسو، الأستاذ المشارك في جامعة أوتاوا: "مكننا ذلك من معرفة الفيروسات الموجودة في بيئة معينة، والمضيفين المحتملين الموجودين هناك أيضا". ولكن لمعرفة مدى احتمالية انتقالها إلى المضيفين، احتاج الفريق إلى فحص ما يعادل كل فيروس وكل شجرة عائلة مضيف. وتشير سلاسل الأنساب المماثلة إلى أن الفيروس تطور مع مضيفه، لكن الاختلافات تشير إلى انتشاره، وإذا قفز الفيروس إلى المضيف مرة واحدة، فمن المرجح أن يفعل ذلك مرة أخرى. ووجد التحليل اختلافات واضحة بين الفيروسات والعوائل في قاع البحيرة، والتي ترتبط ارتباطا مباشرا بخطر الانتشار. ويشدد الخبراء على أنهم لا يتوقعون لا انتشارا فعليا ولا وباء، وأن احتمالية حدوث مثل هذا الحدث "تظل منخفضة جدا". كما حذروا من أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتوضيح مدى الاختلاف الكبير بين الفيروسات والمضيفين لخلق مخاطر انتشار خطيرة. ويريد الفريق الآن المزيد من أعمال البحث والمراقبة في منطقة القطب الشمالي "للتخفيف من تأثير التداعيات" على البشر والأنواع الأخرى. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :