كرّم النادي الأدبي الثقافي والجمعية العلمية السعودية للأدب العربي الأديب الأستاذ الدكتور عبدالمحسن بن فراج القحطاني، بحضور عدد من كبار المثقفين والأدباء يتقدمهم الدكتور عبدالعزيز خوجة. وبدأ حفل الافتتاح بالسلام الملكي ثم ألقى الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي، رئيس أدبي جدة كلمة اللجنة المنظمة، رحب من خلالها بالحضور وقال: في هذا المساء الذي يجتمع فيه نادي جدة والجمعية السعودية للأدب ليؤكدا أن ثمة شخصيات كانت ومازالت بمثابة رسل للفكر والأدب والرجولة بمعناها القيمي، يقدمون ويبذلون وبعطائهم يستحقون أن تصدح بأسمائهم منابر العلم والأدب، وأن تتردد أصداء طرحهم موقظة ربوات الثقافة؛ لتزدهر بجميل عبارات الثناء والذكر وبخمائل مفردات الوفاء والشكر. وقال “عويقل” وفي طليعة رسل العلم والفكر والأدب والثقافة أ.د. عبد المحسن القحطاني الذي بطرحه يرتقي الذوق وبفكره يسمو النقد، إذا تحدث فكأنما يدير على السمّار كؤوسًا من سُلاف الكلمات العميقة، وإذا حاور أو تحدّث أمطرنا بوابل من الجمل الأنيقة. وقال رئيس النادي أدركنا – في النادي والجمعية – المكانة الإدارية والثقافية والمعرفية والعلمية والعملية للدكتور عبد المحسن؛ فحضوره في المشهد الثقافي دائم، وطرحه مؤثرة فهو علم بارز ومعلم في تضاريس ثقافتنا لا تمر به الذاكرة ( مرّ الغريب مروّعا يتوثب) كما يقول القصيبي .. ويتعلق بالمعاني السامية ويتعمق بالطرح الحكيم تعلق الثمار بخواصر الأغصان… وهو عدٌّ رهو يفد إليه ويرد عليه ويصدر عنه رِعاء الأدب وشاووا الثقافة. وقال “عويقل”: لا نملك في هذا المساء الذي لا يتجاوز كونه تعبيرًا رمزيًّا لمكانة هذا الرمز إلا أن نطلب منه أن يقبلها منا “ناديًا وجمعية” ولا أملك – شخصيًّا – إلا أن نقول: إن ما قدمه “القحطاني” للنادي بخاصة وللأدب والثقافة بعامة يتجاوز كونه قطرات ندى تبل صدى هذه المؤسسة، بل كان غيثًا مسجمًا في زمن صوحت بل تصحرت أو كادت مؤسسات الأدب الغنَّاء، فكان إداريّ مرحلة وأديب حقبة يمتاح من “شعراء جيل” خبرهم عن قرب، ورمز مرحلة، فما قدّمه ويقدّمه هو كم من أضاميم العطاء الذي يوجب علينا الوفاء… وكنز في أضابير المعرفة، وجرابٌ من الحكمة والرجولة والسمو والخلق يحتسي منه كلّ مريد. وقال: في هذا المساء لم نكن على موعد للوفاء بل كنا على موعد مع التعبير عنه لأستاذنا عبدالمحسن القحطاني، الذي قرأته علميًا في معشوقتي موسيقى الشعر فهو العروضي المتقن، والعصامي العزوم الذي ألهمته الصحراء كيف يطوّع المدنية للقيم والكرم، ويوظف المعطيات للعلم والقلم. وقال “عويقل”: عرفت القحطاني زميلاً في القسم بادرني باعتراف الشجاع النقي الواضح الذي يربأ عن أن يكون ختولا حينما قال لي في أول يوم أباشر عملي في جامعة الملك عبد العزيز “أنا من عارضت انتقالك للقسم… أقولها لك قبل أن تُنقل إليك عني من غيري ولكنني وجدت غير ما قرأت من سيرتك …” ولهذه قصة يصعب سردها … لكنّ صراحته وصدقه رسم لي معالم الرجولة التي تملأ جرين هذا الأستاذ القدير ذاك هو قبل النادي أما بعد النادي فزدت اقترابًا منه… كيف لا وأنا أتحرك كل يوم وأخال مواطيء قدميه وعرق جبينه يتصبب حين أنجز هذا المبنى متابعة واهتماما وحرصًا… ثم داو التواصل بيننا فلم يعرض صفحًا عن علاقة جمعتنا أوزمالة عرّفتنا ببعض، بل لم يعرض عن المؤسسة التي أرسى جزءاً من دعائمها، وعمل على تشييد مبانيها، وهي لن تعرض عمن وفّى لها، ولمثقفيها جهدًا…. بل ربما أصدقُكم القول: إنه يعرف من دقائق حياتي الاجتماعية وأعرف عن حياته مالا يعرفه غيرنا عنّا…وها نحن اليوم نحتفي ونحتفل به في نادي جدة الأدبي وبمشاركة “الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي”؛ إيمانًا منا أن عبدالمحسن القحطاني من الأيفاع الخلصاء لوجه الثقافة والأدب ووفاء لما قدّمه لنادي جدة الأدبي من عمل ظل لأكثر من أربعة عقود بين عضو في مجلس إدارته ورئيس له. بعد ذلك ألقى الدكتور عبدالله الزهراني رئيس الجمعية العلميةالسعودية للأدب العربي قائلاً: إذا ما ذكر الأدباء سيذكر القحطاني متصدرًا، شخصية صنعت تاريخًا من الإبداع وسيبقى منهلاً للإنسانية والفكر، وقدم تحية إجلال لكل من حضر . بعد ذلك عرض فيلم وثائقي عن المحتفى به، بعدها القى الدكتور عادل الزهراني قصيدة في المحتفى به. ثم القى الدكتور عبد العزيز السبيل أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية: كلمة وقف على محطاته الأكاديمية في جامعة الملك عبد العزيز والنجاحات التي حققها المحتفى به. بعد ذلك قدمت عدد من الهدايا والدروع التذكارية من عدد من محبي د . عبد المحسن القحطاني، وهدية من نادي جدة الأدبي عبارة عن لوحة تذكارية، وهدية من الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي، ودرع من قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز، وتكريم من جامعة الأعمال والتكنولوجيا، وهدية من مؤسسة حسن شربتلي، وهدية من محمد الجلواح، وهدية من جمعية الثقافة والفنون بجدة، وهدية من اللجنة الثقافية بمحافظة خليص، ودرع من مجلس أوراف، وهدية من رئيس نادي نجران الأدبي، وهدية من فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكة المكرمة قدمها مدير الفرع الأستاذ عبدالخالق الزهراني. بعد ذلك القى الدكتور عبد المحسن القحطاني كلمة شكر نادي جدة الأدبي والجمعية العلمية السعودية للأدب العربي وكل من حضر لتكريمه وأعذر من لم يتمكن من الحضور وعبر عن سعادته الغامرة وقدم هذا التكريم لتلاميذه . بعدها أقيمت ندوة جمعت كل من د. محمد الربيع ود. حسن النعمي ود. ظافر العمري وحسين بافقيه وأدارها الدكتور أحمد قران الزهراني، وقال في البداية د. محمد الربيع : صداقتي مع د. عبد المحسن القحطاني تمتد لنصف قرن تزاملنا في مرحلة الماجستير والدكتوراة بجامعة الأزهر فكان نعم الأخ والصديق، مشيدًا بمكانته وتميزه العلمي، وأشاد بجهوده في تحقيق التراث وجهده في نادي جدة الأدبي وإنشاء المقر الحالي للنادي واستمرار اهتمامه بالشأن الثقافي من خلال أسبوعيته وأشاد بفصاحته وثقافته . وأبان د. ظافر العمري فضل د. عبد المحسن القحطاني عليه عند حديثه عن علاقته به وكيف أنه دفعه للأمام ليضعه على منبر النادي مشيدًا بثقافته وبمؤلفاته، وعرج حسين بافقيه على علاقته به وعلى مكانته العلمية وتمكنه من علم العروض والذي أعطاه الشيء الكثير. وشكر د. حسن النعمي نادي جدة الأدبي والجمعية العلمية السعودية للأدب العربي على تكريم د. عبدالمحسن القحطاني، ووقف على علاقته به بدءًا من رحاب جامعة الملك عبد العزيز وصولاً لنادي جدة الأدبي. واختتمت الأمسية بمداخلات د .عبد الله المعطاني ود. عبد الله عسيلان و مشعل الحارثي وقصيدة للدكتور يوسف العارف.
مشاركة :