صحيفة المرصد - متابعات : نشرت عضو مجلس إدارة جمعية الثقافة السعودية الكاتبة كوثر الأربش، مقالاً اليوم الإثنين، حول اعتداءات إيران على المملكة العربية السعودية، ومحاولتها نشر الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب السعودي. وانتقدت الأربش في مقال بعنوان "رسالة لكل شيعي عاقل" نشرتها صحيفة الجزيرة السعودية، الداعمين لإيران، مؤكدة أنها لا تشكل وطناً بديلاً لداعميها، ولن تقدم ما تقدمه المملكة من حماية وأمن واستقرار وإنسانية وبيئة خالية من العنصرية. وقالت الأربش "إيران ليست عُش آل محمد، ليست جنة الزهراء، كما تقولون في المجالس المغلقة، في غروبات واتس آب، وراء الجدران، بقلوب خائفة، لئلا يطالكم التخوين، أنا كنت أفعل ذلك قبل أعوام طويلة، كنت أظن بأنها عُش آل محمد، بأنها جنة الزهراء وبأن الحسن والحسين يكنون لها أعمق درجات الحب والولاء، بعد أن وضعوا في تربتها آخر وصاياهم الثمينة". وتابعت: "المتطرفون يغلقون عقولنا لإخراسنا، أعني يريدون أن يقولوا كلاماً بدلاً عنا، إنهم لا ينتظرون موافقتنا، بل يغتالون حريتنا بأقصى درجات البشاعة والعنف، لو فكرنا فقط بالرفض، أو استخدام أفواهنا التي جعلوها عاطلة كي نطرح أسئلتنا المقلقة، فمتي يأتي اليوم الذي يمكننا أن نصرخ بقوة بثبات: كفاكم". وأضافت "نريد أن نطلق كلامنا الذي قتلتموه لأعوام بسبب خرافاتكم المضحكة والمخيفة، كفاكم نريد أن تعرفوا بأن هذه الأرض، هي أرض أجدادنا التي نحب، نريد أن نخبركم بأننا خرجنا منها وإليها نعود، لا مصافحة لكم أو لغيركم الذي يتحين الفرص لسلب أماننا وأرضنا وعقولنا، تحويلنا لمجرد اتباع، يمشون إلى كربلاء حفاة!". وأوضحت الكاتبة: "ماذا قدمت لنا إيران؟ أو بالأحرى ماذا نريد نحن من إيران؟، إذا كان ما يريده الشيعي العربي زيارة أضرحة الأئمة، فهل ساعدته؟ هل مهدت الطريق؟ هل تحاشت أياً ما من شأنه أن يعوق تأدية الشيعة لشعائرهم الدينية؟ هل وضعت شيعة العرب في حساباتها حينما وقفت عدواً استراتيجياً للمملكة وللحكام العرب؟ بالتأكيد لا، أعيدها لك أيها الشيعي العاقل مرة أخرى: قطعاً لا، عندما اشتعلت الحرب مع العراق، والضلوع في المحاولة الفاشلة لاغتيال أمير الكويت، عندما استغلت حادثة رافعة الحرم، وتدافع الحجاج في منى، لإدانة المملكة وتهديدها، هل فكرت بنا؟ جميعنا نذكر خروج الإيرانيين قبل مدة قريبة في مظاهرة لرفض دخول أي عربي، واليوم، حينما انقض الهمج على سفارتنا في طهران وقنصليتنا في مشهد، هل غفل الإيرانيون عن ردة فعل محتملة لبلادنا؟ هل شكّل شيعة السعودية والخليج رقماً في حساباتهم؟ بل كيف من الممكن أن يعود عليهم هذا الفعل الهمجي بالنفع؟ العقلاء يعرفون الجواب سلفاً، لكن المتطرفون لا يعرفون، بل يتغافلون، ليخدعوا البسطاء، نعلم أننا مجرد حصان للامتطاء في نظرهم، نرصف لهم الطريق للاستيلاء على المنطقة ثم ينحرونه بخبث وهم مبتسمون أثناء الوصول، لا فرق بينها أبداً عن الدول الاستعمارية في أهدافها، لكنها فقط أكثر دهاء، إنها، على رقعة الشطرنج، تضحي بالجنود، بالدم الرخيص، الذي وللأسف هو نحن، اختطفت الوضع البحرين، دخل درع الجزيرة منهياً للأزمة، لتختبئ خلف الكلام المزيف وشعارات الحسين لأن تلك الشعارات تخدم مصالحهم فقط لا لشيء آخر، حرضت أفرادًا سمتهم حزب الله الحجاز، ليقتلوا الأبرياء من الجنسيات المختلفة، زجّت باللبنانيين في خصومات ومعارك أثقلت كاهل لبنان، والمنطقة، زجّت بهم لاجتياز حدود سوريا والمشاركة في حرب ليست حربهم، وحين تساقط القتلى، اختفت خلف الكلام، كلام بلا لون ولا رائحة، كلام لا يعيد الموتى ولا يجفف دموع الثواكل". وتابعت "في إيران حقوق الإنسان قصيدة رثاء، عتمة سجونها تحجب كتاب الرأي والمعارضين، شوارعها شهدت أعنف قمع لمظاهرات سلمية، الأحواز العرب والأكراد الأتراك يعانون عدم تساوي الحقوق والتهميش كأقليات، وسائل التواصل والقنوات الفضائية والصحف العالمية محجوبة، فقراؤها يوفرون أموالهم القليلة لدفع الضرائب، أو الخُمس إن صح التعبير، الموسيقى والفن والسينما كلها مؤدلجة، وما أتعس الفن حين يصبح في خدمة الأيديولوجيا، إنه يتحول لمريض يحاول أن يقنع الأصحاء بدواء ينقذهم. إنها في المركز الثاني على مستوى العالم في عدد الإعدامات، أعيدها لك أيها الشيعي العاقل، أعيدها لك أيها المتطرف: إيران في المركز الثاني على مستوى العالم في عدد الإعدامات عالمياً". وختم الكاتبة مقالها بالقول "أعلم جيداً أنكم منهكون، مطالبون في أحيان كثيرة بإثبات وطنيتكم من المتطرفين في كلا الجانبين، أعني الجانب الأول الذي يتهمكم في ولائكم لهذه الأرض، والجانب الثاني الذي أن أعلنتم رفضكم علانية لإيران وتدخلاتها فإنكم ستعيشون في خطر وتهديد، لكن قولوا لهؤلاء بكل قوة واتزان: إيران ليست بديلاً، لن تقدم لنا ما تقدمه مملكتنا من حماية، من أمن واستقرار، من إنسانية، من بعث أولادنا دون عنصرية عرقية أو مذهبية للخارج للدراسة في أرقى الجامعات، من محاكمات عادلة ليست كمحاكمة إيران لريحانة الجميلة، لريحانة التي حاول جندي سافل اغتصابها وحين قتلته حماية لشرفها قال لها القاضي هذا لا يستحق القتل فأجابت ريحانة بكل قوة: لأنك بلا شرف، حقوقنا ما زالت قائمة دون تمييز، الكثير منا يخرجون خارج الوطن ثم يعودون بسلام دون مشانق وتحقيقات، دون مساس للإنسانية، وأننا شيعة وسنة سندفع الضريبة إن صدقنا هؤلاء الطامعون، وأن المسألة مسألة وطن، مسألة وطن وليست مذهب أو طائفة".
مشاركة :