انتشرت في الآونة الأخيرة تصرفات بقمة الهمجية والغرابة تجاه الفن! تعرضت فيها أعمال فنية عريقة لا تقدر بثمن للهجوم المفاجئ! وكان ذلك أثناء وجودها بالمعارض الفنية وسط الحراسة المشددة، ولكن لم يمنع ذلك تلك الفئة الجاهلة من التعرض لأشهر الأعمال الفنية الحديثة والتي تعود لأهم الفنانين العالميين أمثال: ليوناردو ديفينشي، بابلو بيكاسو وفان غوخ. إذاً ما السبب وراء تلك الجرائم الفنية؟ طالما كان الفن ومازال حتى الآن وسيلة قوية للتعبير وإيصال المشاعر والأفكار، لذا يبدو أنه من هذا المنطلق قامت مجموعة من الأشخاص الذين يصنفون كأعضاء في تحالف "Just Stop Oil" أو أوقفوا النفط فقط، الذي يهتم أعضاؤه في الحفاظ على البيئة ومكافحة تغيير المناخ في أوروبا. فقاموا هؤلاء نشطاء البيئة بالتعرض لأهم الأعمال الفنية ومحاولة تخريبها عن طريق رميها بالطعام معظم الأحيان وبخ الألوان عليها بل والأسوأ من ذلك هو طلاء الصمغ على أيديهم وإلصاقه مباشرة على اللوحات الفنية! كل هذه السلسة من الأعمال الرديئة ارتكبت لفتاً للنظر وفرضاً للرأي وإيصالاً للفكر، ظناً منهم أن ذلك التخريب سيوصل رسالة واضحة للمجتمع والدولة وكبار المسؤولين فيها. هذه هي الموضة الجديدة للتعبير عن غضبهم العارم حول ما يحدث في الكوكب الأرضي من كوارث بيئية وما يتسببه النفط والغاز من ضرر مناخي، وأن التوسع النفطي سيكون مدمر للطبيعة والبشر، ولن يتسنى للأجيال المقبلة العيش في بيئة صحية وآمنة إذا استمرت، حيث ستصبح 20 % من كتلة هذه اليابسة غير صالحة للسكن. قد تكون هناك وجهة نظر تدور حول الاهتمام ورعاية البيئة بشكل أفضل ولا أنكر أهمية ذلك.. ولكن لا بد من اختيار الطريقة الأمثل في التعبير وشرح القضايا التي تبنوها، فحتماً لن تحل تلك المسائل بالطرق التخريبية وأعمال الشغب، بل قد تزيد الوضع سوءًا ونفوراً لأنها لن تمنح للآخرين فرصة كافية لفهم القضايا وتلقي مضمون هذه الرسائل.. بل سيتوجه التركيز حول تلك التصرفات الصبيانية المتهورة. أرى أنه لا يمكن أن تحل مشكلة بخلق مشكلات أخرى.. ولو كان اتباعاً لمذهب (الغاية تبرر الوسيلة) فلم ولن يكون هناك أي تبرير مقبول تجاه التعرض لروائع الفنون وتخريبها بأي شكل من الأشكال! بعد رشق الموناليزا بقالب حلوى في متحف اللوفر بباريس ألصق نشطاء تغير المناخ أيديهم على جدار معرض لندن الوطني أمام لوحة أتباع الشمس لفان غوخ
مشاركة :