يكثف المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا، عبدالله باتيلي، لقاءاته مع مختلف الأطراف الليبية. وكان عنوان لقاءات باتيلي بالمسئولين الليبيين هو “كيفية الوصول إلى توافق حول خارطة طريق تقود إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية”. تأتي تلك اللقاءات قبل جلسة مرتقبة لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، الجمعة، من المتوقع أن يتم خلالها التمديد للبعثة الأممية التي تنهي عملها في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري. وفي هذا السياق، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة بنغازي، الدكتور حسين الشارف، إن الملف الليبي هو شائك ومعقد، لأن القرار ليس لليبيين أنفسهم ولا للساسة المنتهية ولايتهم، بل في أيدي الدول الكبرى، وتقودها الولايات المتحدة، ورأى أنه حتى اليوم لا يوجد اتفاق دولي بشأن ليبيا. وأوضح أن دور المبعوث الأممي الجديد، باتيلي، سيكون شكلي ولن يقدم جديد إلى الليبيين من أجل تحقيق تطلعاتهم، خاصة فيما يتعلق بالانتخابات، متابعاً أن “مصير الفشل” هو ما يلوح حاليا أمام باتيلي لأنه لن يكون أفضل من سابقيه في إدارة هذا الملف. وتابع أن باتيلي التقى بعدد من المسؤولين وقام بتكرار نفس خطوات سابقيه من الاجتماع بالسياسيين “الفشلة” الذين انتهت ولايتهم وليست لديهم مشروعية، مؤكداً أن كافة الأجسام السياسية في ليبيا حاليا فاقدة للشرعية. وأشار إلى أن الموجوين بالسلطة في ليبيا لا يريدون تركها، ويجب على باتيلي الاستماع إلى الشعب الليبي ومكوناته لبناء التصورات والمقترحات. واستطرد الشارف أن المجتمع الدولي ليس صادقاً مع الليبيين ولا يريد حلاً للأزمة، خاصة الولايات المتحدة فيما أوضح المتحدث باسم المبادرة الوطنية الليبية، محمد شوبار، أن المبعوث الأممي بدأ مهمته باجتماعات مع الأجسام التي يتعامل معها المجتمع الدولي، وهي نقطة جيدة، ورأى أنه شخصية سياسية بارعة في مثل هذه المفاوضات. ورأى أن هناك فرصة لنجاح جهود المبعوث الأممي الجديد، خاصة في ظل وجود دعم أممي ودولي كبير، بالإضافة إلى أن هناك اتفاق حول مسألة تحقيق الاستقرار في ليبيا وهو ما اتضح في بيان اجتماع برلين الأخير. وأضاف هناك اتفاق حول مسألة تحقيق الاستقرار في ليبيا لعدة أسباب، أولها الوضع الأمني الذي يؤرق كل دول المنطقة، وكذلك مسألة البحث عن مصادر للطاقة بديلة عن الروسية- خاصة لدول الاتحاد الأوروبي.
مشاركة :