هل تتحوّل أوكرانيا إلى ساحة مواجهة بين إسرائيل وإيران

  • 10/21/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كييف – هل بدأت الحرب في روسيا تتخذ منحى مختلفاً لتصبح ساحة مواجهة بين إسرائيل وإيران أيضاً بطريقة غير مباشرة؟ هل بدأت قواعد اللعبة التي سادت منذ بدء الأزمة تتغير بالنسبة لإسرائيل مع ورود تقارير عن شراء روسيا طائرات دون طيار وصواريخ من إيران؟ يضع شراء روسيا طائرات إيرانية بدون طيار، إسرائيل أمام معضلة قد تقودها لاتخاذ القرار بتزويد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة ما سيؤثر على علاقاتها مع روسيا. ومنذ بداية الأزمة الروسية-الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، أرسلت إسرائيل مساعدات إنسانية لأوكرانيا ودعمتها سياسيا بإدانة العمليات العسكرية الروسية. وفي محاولة منها لتفادي أزمة مع روسيا، رفضت إسرائيل طلبات متكررة من أوكرانيا بتزويدها بالأسلحة الثقيلة بما فيها أنظمة الدفاع الجوي والمعدات العسكرية في وقت امتنعت فيه عن الموافقة بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا. وتنفي إيران تزويد روسيا بأسلحة "للاستخدام في حرب أوكرانيا"، فيما تصر كل من كييف وحلفائها الغربيين على اتهام موسكو، باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية الصنع في استهداف مناطق أوكرانية في الآونة الأخيرة. وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد عن "قلق عميق" بشأن العلاقات العسكرية الإيرانية مع روسيا خلال مكالمة هاتفية الخميس مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا. وجاء في بيان صادر عن مكتب لابيد أنه تم خلال المكالمة التي جرت مساءً "إطلاعه على آخر تطورات الحرب في أوكرانيا وأكد أن إسرائيل تقف إلى جانب الشعب الأوكراني". وأضاف البيان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد "قلقه العميق حيال العلاقات العسكرية بين إيران وروسيا". وبحسب مسؤول إسرائيلي تحدث لوكالة فرانس برس وطلب عدم كشف هويته، يشير تصريح لابيد إلى نقل مفترض لطائرات مسيّرة إيرانية إلى روسيا. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا يوم الخميس إنه تحدث إلى لابيد وناقش بالتفصيل طلب كييف لأنظمة دفاع جوي وصاروخي وتكنولوجيا. وكتب على تويتر "أبلغته بالمعاناة التي لا توصف والخسائر في الأرواح والدمار الناجم عن الصواريخ الروسية والطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع". ورغم إدانتها للغزو الروسي، قالت إسرائيل إنها لن تزود أوكرانيا بالأسلحة. واقتصرت مساعدتها لكييف على الإغاثة الإنسانية، مشيرة إلى رغبتها في استمرار التعاون مع موسكو بشأن جارتها سوريا التي مزقتها الحرب، وضمان رفاهية يهود روسيا. وعرضت إسرائيل في الآونة الأخيرة مساعدة الأوكرانيين في تطوير أجهزة إنذار من الضربات الجوية للمدنيين. وأطلقت روسيا عشرات الطائرات بدون طيار من طراز "كاميكازي" على أوكرانيا لضرب البنية التحتية للطاقة. وتقول أوكرانيا إنها طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136. وتنفي طهران إمداد موسكو بالطائرات المسيرة ونفى الكرملين يوم الثلاثاء أن تكون القوات الروسية قد استخدمت طائرات مسيرة إيرانية في مهاجمة أوكرانيا. وتقول واشنطن إن النفي الإيراني كاذب. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عبر تويتر إن هذه المزاعم "لا أساس لها". والأربعاء أيضا، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن إسرائيل لن تزود أوكرانيا بالسلاح، بعد تحذير موسكو من إمداد كييف بأسلحة إسرائيلية. وقال غانتس "سياستنا تجاه أوكرانيا لن تتغير. سنواصل دعم الغرب والوقوف بجانبه ولن نقدم أنظمة أسلحة". ودعت أوكرانيا إسرائيل سابقا إلى دعمها ضد روسيا التي تقيم معها الدولة العبرية علاقات وثيقة. وحصرت السلطات الإسرائيلية حتى الآن تعاونها مع أوكرانيا في المساعدات الإنسانية وشحنات معدات غير فتاكة من أجل الحفاظ على العلاقات مع موسكو. كما باتت إسرائيل ملاذا لمنتقدي الكرملين، وانتقل إليها أيضا مشاهير روس منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير. وقالت الولايات المتحدة الخميس إنها تعتقد أنه تم نشر أفراد عسكريين إيرانيين في شبه جزيرة القرم لمساعدة القوات الروسية في تشغيل طائرات مُسيرة إيرانية الصنع لشن هجمات في أوكرانيا، مع فرض الغرب عقوبات على طهران ردا على ذلك. واستخدمت الطائرات المسيرة لتدمير محطات الكهرباء الأوكرانية ومرافق أخرى خلال هجمات تهدف على ما يبدو للتعطيل وإضعاف الروح المعنوية مع اقتراب الشتاء. وتعرض أوكرانيون اليوم الخميس لانقطاعات مجدولة للكهرباء للمرة الأولى منذ بدء الحرب مع سعي السلطات لبدء إصلاح الأضرار. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في إفادة صحفية "يوجه عسكريون روس متمركزون في القرم مركبات جوية بدون طيار إيرانية ويستخدمونها لشن ضربات في أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك الغارات في كييف"، في إشارة للطائرات المسيرة. وأضاف "تقييمنا هو أن هناك أفرادا عسكريين إيرانيين على الأرض في القرم ويساعدون روسيا في هذه العمليات". ولم ترد أي من وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين حتى الآن على طلب للتعليق. ونفت طهران أن الطائرات المسيرة إيرانية الصنع. وأعلن متحدث باسم البيت الأبيض أن واشنطن تبحث فرض عقوبات جديدة على طهران بسبب الطائرات المسيرة وتدرس حلول الدفاع الجوي من أجل أوكرانيا. يثير تصريح البيت الأبيض مزيدا من الاتهامات ضد إيران التي استهدفها حلفاء أوكرانيا في الغرب بعقوبات الخميس لتسليمها روسيا مسيّرات انتحارية، وهو اتهام ينفيه البلدان. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي "تقديراتنا أن عناصر عسكريين إيرانيين كانوا على الأرض في القرم وساعدوا روسيا في هذه العمليات"، في إشارة إلى هجمات بمسيّرات انتحارية على مدن وبنى تحتية أوكرانية في الأيام الأخيرة. وأعلن الاتحاد الأوروبي أن أعضاء التكتل اتفقوا على إجراءات جديدة ضد إيران ردا على إمدادها لروسيا بطائرات مسيرة، كما فرضت بريطانيا عقوبات على عسكريين إيرانيين بارزين وشركة قالت إنها متورطة في إمداد روسيا بطائرات مسيرة إيرانية. وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي "دعم إيران لحرب بوتين الوحشية وغير الشرعية على أوكرانيا أمر مستهجن بشدة". وركز حلفاء أوكرانيا الغربيون جهودهم الخميس على شحنات الأسلحة المفترضة التي قدمتها إيران إلى روسيا، وتبنوا حزمة عقوبات ضد طهران. وتبنت لندن الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي في اليوم نفسه بإعلانها فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف ثلاثة جنرالات وشركة أسلحة "مسؤولين عن تزويد روسيا طائرات مسيرة انتحارية" لقصف أوكرانيا. وأقرت قبلها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عقوبات على شركة "شاهد لصناعات الطيران" الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري النافذ، والمسؤولين العسكريين الثلاثة بمن فيهم الجنرال محمد حسين باقري قائد أركان القوات المسلحة الإيرانية. ورحبت كييف بالاستجابة "السريعة" من الاتحاد الأوروبي. لكن روسيا وصفت مرة أخرى اتهامها باستخدام طائرات إيرانية بدون طيار بأنها "افتراضات خيالية". وكان زيلينسكي قد أعلن الأربعاء أن جيشه دمر خلال شهر 233 من هذه الطائرات المسيّرة الإيرانية.

مشاركة :