تفشي الكوليرا بين اللاجئين السوريين في مخيمات لبنان

  • 10/21/2022
  • 17:15
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعاني اللاجئون السوريون من تفشي الكوليرا بمخيمات النزوح في لبنان، الذي يرزح بالفعل تحت وطأة انهيار اقتصادي يقوض القدرة على الحصول على المياه النظيفة ويثقل كاهل المستشفيات. رصد لبنان أول إصابة بالكوليرا أول أكتوبر، كمرض بكتيري منذ 30 عاما. وسجل حتى الآن ما لا يقل عن 220 إصابة وخمس وفيات. جاءت لبنان ضمن سلسلة من تفشي المرض بدأت بأفغانستان في يونيو، ثم امتدت إلى باكستان وإيران والعراق وسوريا وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وفي سوريا نفسها، تم تسجيل أكثر من 13 ألف حالة، و60 وفاة وفقا لمكتب منظمة أطباء بلا حدود في سوريا. وينتقل مرض الكوليرا من خلال المياه أو الطعام أو مياه الصرف الصحي الملوثة. ويمكن أن يسبب إسهالا وجفافا شديدين، مما قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يحدث تدخل علاجي. وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، إن معظم حالات الكوليرا هي بالمخيمات، التي يسكنها نحو مليون سوري لجأوا إليها على مدار العقد الماضي هربا من الصراع في وطنهم. وأشار إلى أن جزءا من المشكلة سببه الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ ثلاث سنوات. فالمياه في خطوط الأنابيب العامة بلبنان، ليس فقط الموجودة في المخيمات، غير صالحة للشرب بدون معالجة. وفي ظل استنزاف الموارد المالية للدولة بسبب الركود، فإنه لا يوجد وقود كافٍ لتشغيل محطات تنقية المياه التابعة للحكومة. وقال الأبيض إن المياه الراكدة تتلوث بسهولة بينما تواجه الأسر نقصا في الإمدادات. ويعتمد اللاجئون السوريون في لبنان على وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، التي تقوم بنقل المياه في الشاحنات بانتظام للخزانات، فضلا عن القيام بإفراغ حاويات الصرف الصحي. إلا أن سكان مخيم إدريس في قب الياس يقولون إن مثل تلك الخدمات أصبحت أكثر ندرة، مما يثير مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة. وتقول أمل، وهي سيدة في المخيم، " قبل (ذلك) عندما كان الصرف الصحي يطوف، المياه الوسخة كانت تطوف بكل المخيم". وتضيف "إذ لا توجد كوليرا (حاليا في المخيم)، أكيد سيكون فيه بأسرع وقت". وتم رصد سبع حالات في قب إلياس، إلا أن وزارة الصحة لم تحدد عدد السوريين من بينهم ولا المخيمات التي ظهر فيها. وتقول منظمة الصحة العالمية إن مخيمات اللاجئين "بيئة مثالية معرضة للخطر"، نظرا لعدم توافر المياه النظيفة ولا الصرف الصحي. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في 14 أكتوبر إنها ستبدأ في توصيل المزيد من المياه للمخيمات، وإقامة نقاط لغسل اليدين بالماء المعالج بالكلور، وعقد جلسات توعية. كما قامت المنظمة بتأمين وقود طارئ لتشغيل محطات ضخ المياه في الشمال ووقف تدفق مياه الصرف إلى الساحل. لكنها قالت إنها بحاجة إلى 29 مليون دولار لتمويل أنشطة مكافحة الكوليرا لثلاثة أشهر. وباستثناء أمل، لم يكن أي من اللاجئين الذين تحدثت رويترز إليهم قد سمع بتفشي المرض. وقالت فاطمة حسين، وهي أم سورية، إنها لا تعرف ما هي الكوليرا. وأضافت "صرف صحي، ما بعرف شو بدي قلك، رح يطق عقلي"، وروت كيف فاض المرحاض في خيمتها عدة المرات. وقالت إنها عثرت على ابنتها الصغرى وهي تشرب من بئر، وعبرت عن خوفها من تصريف مياه الصرف الصحي في البئر. وأضافت "لو صار شي لبنتي ما بعرف شو بعمل". وقال معظم اللاجئين إنهم يشترون مياه الشرب المعبأة بأنفسهم. ولكن في ظل الارتفاع الهائل في الأسعار، قد يصبح باهظ التكلفة. وقال عبد الناصر أبو بكر ممثل منظمة الصحة في لبنان لرويترز: إن الكوليرا تشكل "خطرًا كبيرًا جدًا" على لبنان، ومن المرجح أن ينتقل المرض إلى دول أخرى. وأضاف أبو بكر "إنه يؤثر حاليا على المزيد من اللاجئين السوريين، لكن عاجلًا أم آجلًا سنشهد المزيد من الحالات بين اللبنانيين... لا أحد في مأمن إذ لم يكن الجميع في أمان".

مشاركة :