حادث غريب وقعت تفاصيله بين ضفتي البحر المتوسط ضمن موجات “الهجرة غير الشرعية” المتدفقة من السواحل الإفريقية الجنوبية صوب السواحل الأوروبية الشمالية. الحادث يتمثل في وصول طفلة تونسية (4 سنوات) على قارب للمهاجرين غير الشرعيين، إلى شواطئ جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، دون أن يتواجد والداها، أو أحدهما، أو أي من ذويها برفقتها. مفاجأة في اللحظات الأخيرة قرر والدا الطفلة، وهما بائعان متجولان من منطقة السواحل الشرقية لتونس، أن يخوضا المغامرة، ويعبرا المتوسط صوب إيطاليا بحثا عن حياة أفضل للأسرة المكونة من الزوجين وابن (7 سنوات) وطفلة (4 سنوات). دبر الوالدان مبلغ يقدر بـ 7500 يورو، دفعاها للعصابة المسؤولة عن تهريب المهاجرين عبر البحر، نظير عبور العائلة كاملة، إلا أن الأب قام بوضع الطفلة على الزورق البالغ طوله 13 مترا، وعاد ليتدبر أمر باقي أفراد الأسرة، لكن المهربين، قرروا عدم انتظار البقية، وتحركوا بالزورق، خشية أن يتم رصدهم من حرس الحدود، وتركوا خلفهم ذوي الطفلة الصغيرة على شاطئ المهدية. الطفلة، قضت على الزورق 25 ساعة، بين يومي الأحد والإثنين 16 و 17 أكتوبر تشرين الأول، رفقة 70 فردا آخرين من المهاجرين غير الشرعيين الذين تكدسوا على متن الزورق الصغير. وخلال تلك الفترة، تعاطف مع الطفلة المعزولة عن عائلتها مهاجر غير شرعي، وقرر أن يتولى رعايتها. إجراءات قانونية كتب النائب التونسي السابق، مجدي الكرباعي، على صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: “السلطات التونسية اعتقلت والد ووالدة المهاجرة الصغيرة البالغة من العمر 4 سنوات والتي وصلت إلى لامبيدوزا”. وقال المتحدث الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي حسام الدين الجبابلي في تصريحات صحافية إن “النيابة العمومية فتحت تحقيقا وقرّرت الاحتفاظ بالأب والأم” بتهمة “تكوين وفاق من أجل عبور الحدود البحرية خلسة”. الجابلي أضاف في تصريحات تلفزيونية للقناة التونسية التاسعة: “تم الاحتفاظ بالزوجين. هما لا يتعاونان للوصول إلى من استفاد ومن نظم ومن نفذ العملية”. ورجح أن توجه تهمة “الاتجار بالبشر للوالدين”. أما على الجانب الآخر من المتوسط، حيث تتواجد الطفلة، فقد أكدت جيوفانا دي بينيديتو المتحدثة باسم منظمة “أنقذوا الأطفال” أن مسؤولي المنظمة احتضنوا الطفلة وقدموا لها الرعاية اللازمة. ودعت إلى “التفعيل الفوري للإجراءات من أجل تمكين عائلتها من الانضمام إليها.
مشاركة :