هل يفلح الجبال في استعادة موقعه بين مدربي الدوري، ويلتقط طرفا من أطراف النجاح التي حاكها قبل سنوات مع الفتح؟. سؤال يفرض نفسه، وقد نال الظهور المخيب لمارد الجنوب هذا الموسم من هيبته التي وضعته في موقع لم يكن يتمناه، بل ولم يخيل لكثيرين ممن آمنوا بقدراته في صناعة النجاح مهما تواضعت الأدوات.. فتحي الجبال ابن تونس الخضراء حمل مشعل المثابرين في ماراثون الكبار وانبرى لمنافستهم، مرتكزا على عزيمة تقهر المستحيل، فوثب من على حواجز البدايات وخرج من غياهب مسابقات الظل ليرسخ قدمه على منصة الأبطال في مشهد دراماتيكي سريالي كسر حواجز الدهشة وخطف الإعجاب بلقبين كبيرين، ما كانت لتكون لولا مزيج الخبرة الفنية والقدرات النفسية التي أجاد استغلالها بتوظيفها لكسر رهبة المواجهات وتقليص بون الفوارق مع الفرق الكبيرة.. لم يسجل الجبال في محطة نجران ما يستحق الذكر، فالأرقام لا تنصفه وقد تركه في المركز الثالث عشر بـ8 نقاط، بفوز وحيد على صاحب المركز الأخير هجر، وقد خسر جميع مبارياته أمام الكبار دون أن يحقق أي فوز خارج أرضه، وهي أرقام أثقلت كاهل الفريق والمدرب اللذين انفصلا برغبة في إعادة توهجهما الذي كانا عليه. في الشباب سيكون حال الجبال مختلفا، فالأدوات أفضل نوعية والدعم أفضل حالا والطموحات أكثر اختلافا، ولربما يجد نفسه بين مخالب النقاد على نحو غير مسبوق من منطلق أنه بطل ومرشح دائم للمنافسة على الألقاب، وهي المرة الأولى التي يتولى فيها المدرب التونسي فريقا وطموحه تحقيق الألقاب، غير أن البناء الذي يرغبه الشبابيون والتجديد في عناصر الفريق، سيعزز من حظوظه في المرحلة المقبلة لمسح صفحة نجران المحبطة.
مشاركة :