ما هي حمية آكل اللحوم وهل هي جيدة؟

  • 10/23/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على مدى السنوات الماضية، ظهرت العديد من الحميات الغذائية الهادفة إلى تخفيف الوزن بعد أن أظهرت الحقائق العلمية خطورة السمنة وزيادة الوزن ودورها في أمراض القلب والشرايين. من بين هذه الحميات، حمية "آكل اللحوم" (Carnivore Diet). هذه خمس أسئلة تساعدك الإجابة عنها على التعرف على هذه الحمية، ما لها وما عليها. 1- ماهي حمية آكل اللحوم؟ تدعو بعض الحميات إلى تناول نسبة عالية من البروتين وتقليل الكربوهيدرات. لكن حمية آكل اللحوم تأخذ هذا الاتجاه إلى أقصى الحدود. تعرف هذه الحمية أيضا باسم "نظام اللحوم فقط" أو "النظام الغذائي الخالي من الكربوهيدرات". يشير الاسم إلى أن الحمية تتضمن فقط تناول اللحوم والمنتجات الحيوانية، كاللحوم الحمراء والدجاج وغيرها من الدواجن والبيض والأسماك والمأكولات البحرية. يمكن تضمين بعض منتجات الألبان منخفضة اللاكتوز، مثل الجبن والزبادي. عادة ما تستبعد جميع الأطعمة النباتية. لذلك، لا توجد في هذه الحمية فواكه أو خضراوات أو بقوليات أو حبوب أو مكسرات أو بذور. 2- هل هناك فوائد غذائية لهذه الحمية؟ قد يكون من الممكن نظرياً الحصول على جميع الفيتامينات والمعادن الأساسية من المنتجات الحيوانية. على سبيل المثال، تعد اللحوم الحمراء الخالية من الدهون مصدراً جيداً للحديد والزنك وفيتامين «ب 12»، بينما تعد الأسماك الزيتية مصدراً جيداً للأحماض الدهنية الأساسية، مثل «أوميغا 3». لكن ما لم يكن نظامك الغذائي مخططاً جيداً، فإن تناول لحوم الحيوانات فقط قد يؤدي إلى عدم أخذ كميات كافية من بعض الفيتامينات والمعادن. هذا هو الحال بشكل خاص مع فيتامين «ج» وحمض الفوليك، حيث مصادرها الرئيسية هي الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة. الأهم من ذلك، أن الألياف الغذائية غائبة بشكل ملحوظ عن نظام آكل اللحوم. هذه مشكلة لأن اتباع نظام غذائي منخفض الألياف يمكن أن يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض. 3- هل هذه الحمية مضر بصحتك؟ معظم الأدلة على فوائد هذا النظام الغذائي غير مؤكدة، وتقوم على التجارب الشخصية، لا الأدلة العلمية. حددت مقالة حديثة الفوائد الصحية المبلغ عنها ذاتياً والرضا العالي بين البالغين الذين اتبعوا نظام آكل اللحوم لمدة ستة أشهر أو أكثر. ومع ذلك، نظراً لأن الدراسة تضمنت سؤال الأشخاص عن مدى إعجابهم بنظام غذائي اختاروه بأنفسهم، لا يمكننا استنتاج الكثير من نتائجها. عندما يتعلق الأمر بالأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين بشكل عام، فإننا نعلم أهمية تحديد كمية ونوعية البروتين. يفيد بحث بأن الحفاظ على نظام غذائي غني بالبروتين على مدى فترة طويلة من الزمن (ستة أشهر أو أكثر) يمكن أن يضعف قدرة الكبد والأمعاء والكلى على إزالة سموم الأمونيا، وهي النفايات التي تنتجها أجسامنا أثناء هضم البروتين. على سبيل المثال، نظرت تجربة عشوائية مضبوطة لمدة 12 شهراً في كيفية تأثير البروتين على وظائف الكلى. أبلغت التجربة عن زيادة في تصفية الكرياتينين (أحد منتجات هضم البروتين) لدى البالغين الذين يتبعون حمية أتكينز (المعتمدة على البروتينيات الحيوانية). قد يشير هذا إلى أنه بعد فترة من الزمن، أصبحت الكلى أقل قدرة على التخلص من المنتجات الثانوية الضارة المحتملة من البروتين الزائد، مما يؤدي إلى إصابة الكلى. كما تفيد الأدلة المستمدة، من دراسات المراقبة الكبيرة وطويلة الأجل، بأن الوجبات الغذائية الغنية باللحوم الحمراء واللحوم المصنعة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والعديد من السرطانات. في حين أن شخصاً ما قد يكون قادراً على الحفاظ على نظام آكل اللحوم لأشهر، أو حتى سنوات، دون أي مضاعفات صحية، فإن هذا بالتأكيد لن يكون هو الحال بالنسبة للجميع. 4- متى تكون كمية اللحوم كثيرة؟ بالنسبة للبالغين، يُعرَّف النظام الغذائي الغني بالبروتين عموماً على أنه يستهلك جرامين أو أكثر من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم يومياً. لذلك، بالنسبة للذكور بوزن 80 كجم، سيكون هذا 160 جراماً من البروتين يومياً، وهو ما يعادل تقريباً ست قطع من لحم الضأن متوسطة الحجم يومياً (أي حوالي 550 جراماً من اللحم). توصي الإرشادات الغذائية في بعض الدول بأن يأكل الشخص البالغ 455 جراماً كحد أقصى من اللحوم الحمراء الخالية من الدهون المطبوخة في الأسبوع (أو 65 جراماً في اليوم، أي ما يعادل قطعة لحم ضأن صغيرة). بالنسبة لصحة القلب على وجه التحديد، توصي بعض المؤسسات المتخصصة بتناول أقل من 350 جراماً من اللحوم الحمراء المطبوخة غير المصنعة أسبوعياً (أي 50 جراماً في اليوم). 5- ما هو الحكم النهائي؟ تشير أقوى الأدلة إلى أن تناول نظام غذائي غني بالأطعمة النباتية الكاملة، مثل الفاكهة والخضراوات، مع كمية معتدلة من اللحوم الحمراء الخالية من الدهون وغير المصنعة والدواجن والأسماك مفيد لصحتنا. لهذا السبب، أصبحت حمية البحر الأبيض المتوسط ​مشتهرة في كل مكان بكونها نظاما غذائيا صحيا. إذا كنت تفكر في تجربة نظام غذائي عالي البروتين، فمن المستحسن استشارة أخصائي صحي أولاً، مثل اختصاصي تغذية ممارس معتمد.

مشاركة :