تصاعد جـرائم الاحـتلال الصهيوني وشبح انهيار عملية السلام!

  • 10/23/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يتواصل‭ ‬سقوط‭ ‬شهداء‭ ‬جدد،‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬دخول‭ ‬لقوات‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬إلى‭ ‬البلدات‭ ‬والمدن‭ ‬في‭ ‬‮«‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الجريئة‭. ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬العام،‭ ‬وحتى‭ ‬منتصف‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري،‭ ‬استشهد‭ ‬110‭ ‬فلسطينيين،‭ ‬وقتل‭ ‬24‭ ‬إسرائيلياً،‭ ‬وتم‭ ‬اعتقال‭ ‬2000‭ ‬فلسطيني،‭ ‬وتسجيل‭ ‬1900‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬مقاومة‮»‬‭ ‬و2200‭ ‬خطة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عمليات‭.‬ لقد‭ ‬وعد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بأن‭ ‬تحقق‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭ ‬‮«‬السلام‭ ‬الشامل‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬تراجع‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬وانسحابها‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬مقابل‭ ‬‮«‬السلام‮»‬‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭.‬ ‭ ‬لكن‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬الصارخة‭ ‬ومقارفاتها‭ ‬فبنت‭ ‬جدار‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬وتوسعت‭ ‬بالاستعمار‭/ ‬‮«‬الاستيطان‮»‬،‭ ‬ويتواصل‭ ‬الاختفاء‭ ‬التدريجي‭ ‬للقدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬وزيادة‭ ‬الانتهاكات‭ ‬اليومية‭ ‬للمسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬واستسهال‭ ‬القتل‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬بأعذار‭ ‬واهية‭ ‬بل‭ ‬ومن‭ ‬دونها،‭ ‬وهدم‭ ‬المنازل،‭ ‬ومأسسة‭ ‬ممارسات‭ ‬التمييز‭ ‬والأبارتايد،‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭. ‬ ورغم‭ ‬أهمية‭ ‬كل‭ ‬الأسباب‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬اشتعال‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحالية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬لربما‭ ‬كانت‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬بينها،‭ ‬فالأقصى‭ ‬ليس‭ ‬قضية‭ ‬دينية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬بات‭ ‬اليوم‭ ‬رمزا‭ ‬للهوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهو‭ ‬الرمز‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬هوية‭ ‬غيبتها‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬بشكل‭ ‬شامل‭.‬ الاحتلال‭ ‬يتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكاملة‭ ‬والمباشرة‭ ‬عن‭ ‬جرائمه‭ ‬التي‭ ‬ترتقي‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬بممارساته‭ ‬الشبان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬الإيمان‭ ‬بأن‭ ‬الطريق‭ ‬الأنجع‭ ‬هو‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬السلاح،‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ممكنا‭ ‬تقبل‭ ‬المبررات‭ ‬لاعتداءاته‭ ‬المتواصلة،‭ ‬وأن‭ ‬المعنى‭ ‬الحقيقي‭ ‬الملازم‭ ‬والمرتبط‭ ‬بالاستقلال‭ ‬هو‭ ‬المقاومة‭ (‬المسلحة‭ ‬وغيرها‭) ‬وإدراك‭ ‬مفهوم‭ ‬معناها‭.‬ سنوات‭ ‬مديدة‭ ‬آمن‭ ‬فيها‭ ‬فلسطينيون‭ ‬وعرب‭ ‬كثيرون‭ ‬بالتسوية‭ ‬السياسية،‭ ‬رغم‭ ‬فشل‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬ولم‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬تحرير‭ ‬شبر‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭. ‬ فإسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تتعامل‭ ‬إلا‭ ‬بالقوة،‭ ‬لا‭ ‬تلتزم‭ ‬بعهود‭ ‬ولا‭ ‬مواثيق‭ ‬ولا‭ ‬قرارات‭ ‬دولية،‭ ‬وأرادت‭ ‬من‭ ‬‮«‬مسيرة‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬مسرحية‭ ‬عبثية‭ ‬يتوالى‭ ‬فيها‭ ‬تكريس‭ ‬الاحتلال‭. ‬ وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬جاء‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬ليعيد‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬العسكرية‭ ‬هي‭ ‬طريق‭ ‬التحرر،‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يبدأ‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬فمشروع‭ ‬المقاومة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬ولن‭ ‬يحصل‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المقاومة‭ (‬المسلحة‭ ‬وغيرها‭) ‬مع‭ ‬إنزال‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬بالعدو‭ ‬الصهيوني‭.‬ هذا‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬اليوم،‭ ‬فمقارفات‭ ‬وانتهاكات‭ ‬الاحتلال‭ ‬تتواصل‭ ‬وسط‭ ‬تصعيدها‭ ‬داخل‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة‭ ‬ومخططات‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬الأقصى،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتكريس‭ ‬الحلول‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمنية‭ ‬مع‭ ‬محاصرة‭ ‬و«عزل‮»‬‭ ‬المدن‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتطبيق‭ ‬مشاريع‭ ‬الضم‭ ‬كبديل‭ ‬عن‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭. ‬وحتى‭ ‬اللحظة،‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬الاحتلال‭ ‬‮«‬مؤمنا‮»‬‭ ‬بالحلول‭ ‬الأمنية،‭ ‬وهي‭ ‬حلول‭ ‬لم‭ ‬تمنح،‭ ‬سابقا،‭ ‬ولن‭ ‬تمنح‭ ‬مستقبلا،‭ ‬الأمن‭ ‬المنشود‭ ‬‮«‬لإسرائيل‮»‬‭. ‬ ولقد‭ ‬عبّر‭ ‬محلل‭ ‬الشؤون‭ ‬الأمنية‭ (‬يوسي‭ ‬ميلمان‭) ‬عن‭ ‬مخاوفه‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬باتت‭ ‬تغوص‭ ‬عميقاً‭ ‬في‭ ‬موجة‭ (‬‮«‬إرهاب‮»‬‭ ‬و«عنف‮»‬‭) ‬من‭ ‬نوع‭ ‬جديد‭. ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تتفكك،‭ ‬ومعها‭ ‬تضعف‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭. ‬وفي‭ ‬الخلفية،‭ ‬وهو‭ ‬الأهم،‭ ‬نشأت‭ ‬مجموعات‭ ‬مسلحة–‭ ‬السلاح‭ ‬موجود‭ ‬بوفرة،‭ ‬ومن‭ ‬السهل‭ ‬الحصول‭ ‬عليه‭- ‬لشباب‭ ‬لا‭ ‬يخضعون‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬التنظيمات‭ ‬أو‭ ‬القيادات‮»‬‭.‬ يفيدنا‭ ‬التاريخ‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬معتد‭ ‬أجنبي‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬هويتها‭ ‬واستقلالها،‭ ‬إيمانا‭ ‬بأن‭ ‬الحقوق‭ ‬تنتزع‭ ‬ولا‭ ‬تمنح،‭ ‬وأن‭ ‬المقاومة‭ (‬بأشكالها‭ ‬المتنوعة‭) ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬حالة‭ ‬طارئة‭ ‬آنية‭ ‬وإنما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قائمة‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬الأطراف‭ ‬الأخرى‭ ‬تريد‭ ‬محو‭ ‬الهوية‭ ‬السياسية‭ ‬والحضارية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والتي‭ ‬بنيت‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭.‬

مشاركة :