تواصلت الاشتباكات في مناطق متفرقة من اليمن بين ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح من جهة، وقوات الشرعية من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المدعومة بالتحالف العربي، الذي واصلت مقاتلاته قصف مواقع الميليشيات لردعها عن اعتداءاتها، حيث تمكنت قوات الشرعية من السيطرة على أجزاء من جبل هيلان الاستراتيجي في محافظة مأرب، وجبل العرقوب في البيضاء، كما سيطرت على مناطق جديدة بمحافظة صنعاء، وقطعت طريق الإمداد الرئيس الذي يربط العاصمة بمحافظة الجوف. وفي التفاصيل، قال الناطق باسم المقاومة الشعبية في صنعاء عبدالله الشندقي، إن المقاومة باتت تسيطر على أجزاء واسعة من جبل هيلان المطل على مديرية صرواح، وإنها وضعت أقدامها على تراب محافظة صنعاء. يأتي ذلك في وقت قتل وجرح عشرات من ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، خلال الاشتباكات المتواصلة في مديرية نهم بمحافظة صنعاء. وذكر الشندقي أن الغارات الأخيرة لقوات التحالف على معسكر خشم البكرة الواقع على أطراف العاصمة من الجهة الشرقية، أوقعت العشرات بين قتيل وجريح في صفوف الانقلابيين، مشيراً إلى أن الحديث يدور حول 18 قتيلاً في صفوف الانقلابيين. وأشار الشندقي في تصريح لـالإمارات اليوم، إلى أنه تم قطع طريق الإمداد الرئيس الذي يربط العاصمة بمحافظة الجوف شرق اليمن، بشكل كامل، وأصبحت الطريق التي تمر عبر العاصمة ما بين فرضة نهم مفرق الجوف، مقطوعة وتحت سيطرة المقاومة الشعبية. وأكد الشندقي تقدمهم باتجاه العاصمة من جبهة نهم عقب سيطرتهم على قرية نملة وجبل وكران، ما يرفع عدد المناطق التي تم السيطرة عليها خلال اليومين الماضيين إلى ست مناطق، منها منطقتا آل حميد وآل خريص الاستراتيجيتين، مشيراً إلى أن لديهم أكثر من 100 أسير من المتمردين تم اعتقالهم أخيراً. وأوضح الشندقي في تصريحه لـالإمارات اليوم أنهم في المجلس الأعلى للمقاومة في صنعاء يتقدمون باتجاه تحرير العاصمة، وفقاً لخطط مدرسة وعبر مراحل تم الاتفاق عليها مع قوات الشرعية والتحالف، وهي تمر عبر إطارها المرسوم حتى اللحظة. وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية أن المقاومة تمكنت من بسط سيطرتها على منطقة وادي الخانق بمديرية نهم، كما انتشر رجال الجيش والمقاومة في مختلف الجبال والتلال بالمنطقة التي تمثل محور ارتكاز للحوثيين وقوات صالح. وفي نهم شمال شرق صنعاء، تمكنت المقاومة من السيطرة على مواقع الميليشيات في وادي رثم والمرتفعات الجبلية المطلة عليه. وفي بني حشيش شرق العاصمة، قال سكان إن غارتين استهدفتا معسكر الجميمة بعد أيام من غارات مماثلة استهدفت المعسكر، فيما استهدفت الغارات معسكر خشم البكرة في المنطقة ذاتها وأوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتمردين، الذين كانوا يحتمون بأحد الجروف بالمنطقة. وقالت مصادر محلية إن الطيران الحربي ضرب بسلسلة غارات جوية معسكرات ومواقع مفترضة للحوثيين في جبل الطويل، ومنطقة صرف بمديرية بني حشيش، كما شن غارتين على وادي الذراني بمنطقة المحاقرة بمديرية سنحان مسقط رأس الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. وفي الشمال الشرقي من صنعاء، حشد الجيش الوطني والمقاومة قواتهما في محافظة الجوف سعياً لاستكمال السيطرة عليها. وفي الجوف، تفقد المحافظ اللواء حسين العجي العواضي، الوحدات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية السادسة والمشاركة في عملية التحرير التي تجري حالياً لتطهيرها من ميليشيات الحوثي والمخلوع، وذلك رداً على مزاعم ميليشيات الانقلاب باقترابها من عاصمة المحافظة، وأن المحافظ قد فر منها. وتعد الجوف البوابة الشرقية لمحافظة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين بشمال اليمن، وإذا سيطرت عليها قوات الشرعية كلياً فإن ذلك يعني تقدمها باتجاه صعدة. وقالت مصادر محلية يمنية إن المعارك في الجوف تدور حالياً في منطقة العقبة الجبلية الاستراتيجية بين مدينة الحزم - عاصمة الجوف - ومديرية المتون الحدودية. وفي حين واصلت قوات الشرعية والمقاومة في محافظة الجوف عمليات تطهير مديرية الغيل المتاخمة لمحافظتي صعدة وعمران حيث معاقل المتمردين، نفذت ميليشيا الانقلاب عمليات تفجير لخصومهم في المنطقة، انتقاماً منهم إثر تقدم الشرعية في المحافظة. وذكر مصدر قبلي في المنطقة أن ميليشيا المتمردين أقدمت على تفجير منازل آل المحابيب بمديرية الغيل عقب تفجيرهم الأحد لمنازل آل عوفان بالمنطقة نفسها. من جهة أخرى، تمكنت قوات الشرعية في الجوف من التقدم في عدد من التباب الجبلية وفي وادي هراب أسفل جبل العقبة، وقتل أكثر من 13 من المتمردين، وأفاد مصدر عسكري بأن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنا من التقدم مسافات كبيرة في منطقة العقبة من الجهة الغربية. وأكد المصدر أن ميليشيا الحوثي لاذت بالفرار من مواقع عدة في وادي وجبال العقبة، مخلفة عدداً من الجثث والعتاد والأسلحة. وفي محافظة البيضاء وسط البلاد، استهدفت المقاومة الشعبية طقماً عسكرياً لميليشيات الحوثي، ما أدى إلى مقتل وجرح عناصره. وفي السياق ذاته تمكنت المقاومة من استعادة جبل العرقوب الواقع في منطقة العقلة بمديرية الصومعة عقب مواجهات عنيفة أوقعت قتلى وجرحى من الميليشيا الانقلابية. وفي لحج جنوب البلاد، أجرت قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني عمليات تمشيط واسعة للمواقع التي كانت تسيطر عليها ميليشيا الحوثي شمال بلدة كرش. وقال سكان محليون إن مسلحي الحوثي قصفوا وبشكل عشوائي التجمعات السكانية في كرش، ما أدى إلى نزوح الكثير من الأهالي باتجاه بعض الجبال القريبة. وفي حجة شمال غرب البلاد، قصفت طائرات الأباتشي لقوات التحالف مواقع ميليشيا الحوثي وقوات صالح في مدينة حرض. وقال مصدر عسكري إن طائرات الأباتشي مشطت عدداً من المواقع الأمامية للحوثيين في منطقة الدغاسة بحرض، وأسفر القصف عن قتلى وجرحى من الميليشيا. وقد شهدت مدينة ميدي، التي لاتزال بعض أجزائها تحت سيطرة الانقلابيين بعد أن حرر الجيش الوطني ميناء ميدي والكورنيش والقلعة وأجزاء واسعة، اشتباكات متقطعة في محاولة للجيش الوطني استكمال تطهيرها من جيوب الميليشيا. وفي محافظة صعدة، قصفت طائرات التحالف مواقع الميليشيات في مديريتي منبه والظاهر، كما استهدفت مقاتلات التحالف معسكراً تدريبياً للميليشيات في منطقة براع بمحافظة الحديدة في حين قصفت طائرات الأباتشي آليات عسكرية تابعة للحوثيين في منطقة المخا غرب محافظة تعز. وفي محافظة تعز جنوب اليمن، تمكنت قوات الشرعية من تنفيذ كمين محكم في منطقة مقبنة غرب المدينة، موقعة أربعة قتلى وعدداً من الجرحى في صفوف المتمردين. وتوقعت مصادر في المقاومة الشعبية بتعز، أن تبدأ معركة تحرير المدينة التي تم الترتيب لها من قبل قوات الشرعية والمقاومة بالتنسيق مع التحالف العربي، في غضون أسابيع. وأكدت المصادر أن جميع الجبهات في المدينة وفي ضواحيها لديها تعليمات وخطط وبرامج تم تزويدها بها من قبل المجلس الجديد الذي تم تشكيله برئاسة قائد المقاومة الشعبية بالمحافظة الشيخ حمود المخلافي، ورئيس أركان حرب المجلس العميد صادق سرحان، لبدء الهجوم في ساعة الصفر على المتمردين في جميع الجبهات.
مشاركة :