قالت القوات الجوية الأوكرانية إن البنية التحتية الحيوية في أنحاء أوكرانيا تعرضت للقصف مجددا بصواريخ روسية أمس، إذ أبلغت عدة مناطق عن ضربات استهدفت منشآت للطاقة وانقطاع التيار الكهربائي. في الوقت نفسه، حثت سلطات الاحتلال الروسي في مدينة خيرسون الأوكرانية المدنيين على المغادرة فورا متعللة بما وصفته بالوضع العسكري المتوتر مع تقدم القوات الأوكرانية. وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تطبيق تيليجرام عن الهجمات الروسية على البنية التحتية التي بدأت الليلة قبل الماضية، قائلا "شن الروس هجوما هائلا: 36 صاروخا، تم إسقاط معظمها". وأفادت قيادة القوات الجوية الأوكرانية في وقت سابق بإطلاق 33 صاروخا على أوكرانيا صباح أمس، تم إسقاط 18 منها. ومنذ العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، أطلقت روسيا سلسلة من الرشقات الصاروخية المدمرة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، وأصابت ما لا يقل عن نصف المحطات الحرارية وما يصل إلى 40 في المائة من النظام بأكمله. وبعد فترة وجيزة من فجر أمس، بدأ مسؤولون محليون في مناطق في أنحاء أوكرانيا الإبلاغ عن ضربات على منشآت الطاقة وانقطاع للتيار الكهربائي، وسارع مهندسون لإصلاح الشبكة. ونصحت السلطات السكان بتخزين المياه تحسبا لحدوث انقطاعات. وعانت أجزاء من كييف من انقطاع التيار الكهربائي الذي امتد حتى البارحة. وفي إحدى مناطق وسط العاصمة، أغلقت المتاجر وأطفئت إشارات المرور، ما جعل سائقي السيارات يحاولون عبور التقاطعات المزدحمة اعتمادا على أنفسهم. وأفاد شهود في مدينة ميكولايف الجنوبية بانقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات، ما أدى إلى تعطيل إشارات الهاتف المحمول في بعض الشبكات. وفي مدينة نيكوبول الجنوبية الشرقية، التي يتم قصفها على نحو متكرر من المواقع الروسية عبر نهر دنيبرو، قالت السلطات المحلية إن صفارات الإنذار سيتم إيقافها نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي، وإن سيارات الطوارئ التي تجوب أنحاء المدينة ستتولى بدلا منها إصدار التحذيرات من أي تهديد جوي محتمل. وقال المستشار الرئاسي كيريلو تيموشينكو إنه بدءا من بعد ظهر الأمس، انقطعت الكهرباء عن أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء أوكرانيا، منهم 672 ألفا في منطقة خميلنيتسكي في غرب البلاد. وبعد إطلاق الموجة الأولى من الصواريخ في وقت مبكر من صباح أمس، دوت صفارات الإنذار مرة أخرى في جميع أنحاء البلاد في الساعة الثامنة والربع بتوقيت جرينتش. وقال ميخايلو بودولياك مساعد الرئيس الأوكراني إن موسكو تريد خلق موجة جديدة من اللاجئين إلى أوروبا من خلال الضربات، بينما وصف وزير الخارجية دميترو كوليبا الضربات بأنها تشكل إبادة جماعية. وكتب كوليبا على تويتر "الضربات المتعمدة على البنية التحتية المدنية الحيوية في أوكرانيا جزء من الإبادة الجماعية الروسية للأوكرانيين". وأقرت موسكو باستهداف البنية التحتية للطاقة لكنها تنفي استهداف المدنيين. وقالت شركة تشغيل الشبكة الحكومية أوكرنيرجو إن الهجمات استهدفت البنية التحتية لنقل الطاقة في غرب أوكرانيا، وفرضت قيودا على إمدادات الطاقة في عشر مناطق في جميع أنحاء البلاد، منها العاصمة كييف. وكتبت أوكرنيرجو على تطبيق تيليجرام "حجم الضرر قد يوازي أو يتجاوز أضرار الهجمات بين 10 و12 أكتوبر"، في إشارة إلى الموجة الأولى من الضربات على نظام الطاقة الأوكراني الأسبوع قبل الماضي. في غضون ذلك، حذر بيترو بانتيليف نائب رئيس إدارة مدينة كييف من أن الضربات الروسية قد تؤدي إلى انقطاع الكهرباء والتدفئة عن العاصمة الأوكرانية لعدة أيام أو أسابيع. وصرح لموقع إيكونوميشنا برافدا الأوكراني "هذا الاحتمال قائم. علينا أن ندرك ذلك ونتذكره". وخلال الأيام الماضية، غادر آلاف المدنيين خيرسون عبر نهر دنيبرو بعد تحذيرات من هجوم أوكراني وشيك لاستعادة المدينة، لكن جرى تجديد التحذير أمس بشكل أكثر إلحاحا. وقالت سلطات الاحتلال الروسي في بيان عبر تيليجرام "نظرا للوضع المتوتر على الجبهة وزيادة خطر القصف المكثف للمدينة وخطر الهجمات الإرهابية، يجب على جميع المدنيين مغادرة المدينة على الفور والعبور إلى الضفة اليسرى (الشرقية) لنهر دنيبرو".
مشاركة :