تشارك الإمارات دول العالم اليوم في إحياء اليوم العالمي لشلل الأطفال، الذي يصادف 24 أكتوبر من كل عام، في ظل جهود نوعية تبذلها الدولة وأهمية قصوى توليها للقضاء على مرض شلل الأطفال، وأعلنت سعيها المستمر بدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لبناء شراكات إقليمية ودولية فاعلة لمواجهة مختلف التحديات الإنسانية التي تواجه البشرية وفي مقدمتها تخليص البشرية من شلل الأطفال. ومن خلال الجهود على أرض الواقع في باكستان والتزامها تجاه المبادرة العالمية لشلل الأطفال والتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتحصين (جافي)، تعمل الإمارات على القضاء على شلل الأطفال من كل بلدة وقرية ودولة حول العالم، وتعهد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، شخصياً بتقديم أكثر من 327 مليون دولار لدعم الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال. وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية ودعم القطاع الصحي وتعزيز برامجه الوقائية بجمهورية باكستان الإسلامية، نفذ المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان خلال ثماني سنوات خلال الفترة من عام 2014 ولغاية نهاية شهر سبتمبر عام 2021، حملة لإعطاء 583.2 مليون جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، شملت أكثر من 102 مليون طفل باكستاني. وقد أسفرت جهود التطعيم ضد المرض والتي أسهمت فيها الإمارات بشكل فاعل عن تحقيق تقدم هائل في مكافحة شلل الأطفال، وأصبح العالم الآن أقرب من أي وقت مضى إلى القضاء عليه. ووفق التقرير السنوي للمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الأخير، فقد استمر سريان فيروس شلل الأطفال البري من النمط (1) في عام 2021 في كلا البلدين اللذين يتوطن فيهما، حيث أبلغ عن 4 حالات في أفغانستان وحالة واحدة في باكستان، وعلى الرغم من أن هذا العدد هو أقل عدد سجل على الإطلاق في سنة واحدة لحالات فيروس شلل، وهو ما يتيح فرصة تاريخية للأطفال لوقف انتقال العدوى، فإن اكتشاف فيروس شلل الأطفال من النمط (1) في العينات البشرية والبيئية عبر البري الممر الوبائي المركزي - الذي يضم جنوب مقاطعة خيبر بختونخوا في باكستان والمنطقة الجنوبية الشرقية من أفغانستان- لا يزال يمثل معضلة، ويشكل خطراً كبيراً على الجهود الرامية إلى وقف سراية فيروس شلل الأطفال. خبرات وموارد وقد تمكّنت حملة الإمارات لاستئصال شلل الأطفال من تقديم التطعيمات في مناطق من باكستان كان يعتقد سابقاً أنه يتعذر الوصول إليها، إذ تستفيد الحملة من خبرات الإمارات ومواردها الفريدة على أرض الواقع للوصول إلى المواقع البعيدة، ومنذ إطلاق الحملة، انخفضت حالات شلل الأطفال المرتبط بشلل الأطفال بشكل كبير، مما أدى إلى تحرير جيل من عبء الإعاقة مدى الحياة. وبجانب جهود التطعيم واللقاحات قام المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان بالتعاون مع حملة الإمارات لمكافحة شلل الأطفال، حيث تدرك أن المجتمعات المعرضة لخطر شلل الأطفال هي عرضة أيضاً للفقر المدقع وضعف الوصول إلى خدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية الأساسية والبنية التحتية والغذاء الصحي. يتبع البرنامج نهجاً متسقاً في القضاء على الفقر من خلال تقديم المساعدات الغذائية وبناء محطات معالجة المياه وتبني مشاريع البنية التحتية لربط هذه المجتمعات بالخدمات والأسواق الأساسية، حيث شيد المشروع 64 محطة لمعالجة تنقية المياة، وتمهيد 898 كيلومتراً من الطرق في وادي سوات إلى جانب بناء 43 مدرسة ابتدائية وثانوية. ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية فبعد توقف حملات التلقيح في عام 2020 بسبب جائحة (كوفيد19)، استؤنفت حملات التلقيح ضد شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان في يوليو 2020 واستمرت طوال عام 2021، وبحلول نوفمبر 2021، ولأول مرة منذ ثلاث سنوات، تمكنت فرق التلقيح في أفغانستان من الوصول إلى 2.6 مليون طفل من أصل 3.5 ملايين طفل تعذر الوصول إليهم من قبل، وأسفر هذا عن تلقيح ما مجموعه 8.5 ملايين طفل في جميع أنحاء أفغانستان. وكانت جمعية الصحة العالمية في عام 1988 قد اعتمدت قراراً بشأن استئصال شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم بمناسبة إطلاق المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بقيادة الحكومات الوطنية والمنظمة ومنظمة الروتاري الدولية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وانضمت إليها لاحقاً مؤسسة بيل وميليندا غيتس وتحالف غافي للقاحات، وانخفضت منذ ذلك الحين معدلات الإصابة بشلل الأطفال في أرجاء العالم كافة بنسبة 99%، ويوشك العالم الآن على استئصال مرض بشري على الصعيد العالمي للمرة الثانية فقط في التاريخ بعد استئصال الجدري في عام 1980. كما انخفضت حالات الإصابة بشلل الأطفال البري بنسبة تزيد على 99% منذ عام 1988، أي من نحو 350 ألف حالة في أكثر من 125 بلداً ينتشر فيها المرض في حينها إلى 4 حالات أبلغ عنها في عام 2021. استراتيجية وترسم استراتيجية استئصال شلل الأطفال للفترة 2022 - 2026 خريطة طريق لتأمين إقامة عالم خال من جميع فيروسات شلل الأطفال دائماً وأبداً، ويتواصل بذل الجهود بشأن الانتقال في مجال شلل الأطفال والمرحلة اللاحقة للإشهاد على استئصاله لضمان الاستمرار في الاستفادة من البنية التحتية المقامة لاستئصال شلل الأطفال في الجهود المبذولة في مجال الصحة العامة على نطاق أوسع بعد فترة طويلة من زوال المرض. يشار إلى أن شلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يحدث شللاً تاماً في غضون ساعات من الزمن، وينتقل الفيروس من شخص لآخر بصورة رئيسية عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة (مثل المياه أو الأطعمة الملوثة) ويتكاثر في الأمعاء، وتتمثل أعراض المرض الأولية في الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف. وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال (يصيب الساقين عادة)، ويلاقي ما يتراوح بين 5 و 10% من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :