تابعت كغيري من الملايين الاحتفال الخاص بتوزيع جائزة الكرة الذهبية «Ballon d’or 2022»، الذي تنظمه مجلة فرانس فوتبول «France Football» الفرنسية بمسرح شاتلييه بالعاصمة باريس سنويا، حيث توج النجم الفرنسي كريم بنزيما، نجم ريال مدريد ومنتخب فرنسا، بالجائزة للمرة الأولى في تاريخه، ليصبح خامس فرنسي يحقق هذه الجائزة بعد ريمون كوبا، وميشال بلاتيني، وجان بيار بابان، وزيدان. لا يوجد ما يشوب استحقاق كريم بنزيما للكرة الذهبية عن جدارة، لكن، أصدقكم القول وليس مبالغة، أن أكثر ما أحزنني هو الترتيب من بعد بنزيما من جهة، والذي كان مريبا، ومن جهة أخرى استمرار الظلم الذي تعرض له الفرعون المصري محمد صلاح بتصنيفه في المركز «الخامس» وللمرة الثانية بعد أن حقق نفس الترتيب عام 2019، وذلك ليس تعاطفا أو تقليلا من الآخرين. ورغم ذلك اعتبر البعض حصول صلاح على المركز الخامس للمرة الثانية إنجاز كبيرا خصوصا وأنه تفوق على نجوم من حجم مبابي ومودريتش وهالاند ونيمار ورونالدو، إلا إنني أرى أن صلاح كان يستحق التواجد في المرتبة الثالثة على أقل تقدير، إضافة إلى أحقيته بالجائزة في المواسم الماضية. لذا من المحزن ألا يفوز صلاح بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم طوال السنوات الست الماضية رغم ما قدمه «Mo Salah» من إبداع في عالم كرة القدم سواء مع نادية ليفربول أو مع المنتخب المصري وتحديدا عام 2018 حينما صعد بالمنتخب المصري لنهائيات كأس العالم بروسيا بعد غياب 28 عاما، علاوة على وصوله مع ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين والفوز بها مرة. وسبب الحزن أن صلاح حقق على المستوى الفردي أعلى المعدلات والأرقام مع ليفربول طوال تلك السنوات وبات الفرعون المصري محطما لمعظم الأرقام القياسية التي ظلت جامدة لعقود طويلة في الدوري الإنجليزي بل في دوري الأبطال، ولعل آخرها تسجيله لأسرع «هاتريك» في تاريخ دوري أبطال أوروبا في 6 دقائق و12 ثانية فقط. وبلغة الأرقام يعد «مو صلاح» أبرز اللاعبين العرب والأفارقة خلال العقد الأخير، حيث حصد العديد من الجوائز، أبرزها جائزة أفضل لاعب في إنجلترا 2018، وجائزة هدف الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2017-2018، وجائزة أفضل لاعب أفريقي لعامي 2017-2018، وجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لعام 2018، وجائزة «بوشكاش» لأجمل هدف في العالم عام 2018، وجائزة الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي الممتاز أعوام 2018 و2019 و2022، وتتويجه بجائزة الأكثر صناعة للأهداف، بجانب فوزه بجائزة لاعب العام في إنجلترا لعام 2022 المقدمة من رابطة كتاب كرة القدم، كما اختير من قبل مجلة تايم الأمريكية في عام 2019 ضمن أكثر 100 شخصية تأثيرا في العالم، إضافة إلى جائزة لوريوس العالمية للإلهام الرياضي عام 2021، ولم يتبق سوى جائزة الكرة الذهبية التي أصبحت مستعصية على النجم المصري بسبب تجاهل جائزة «البالون دور» لصلاح، رغم الإنجازات الفردية والجماعية التي يحققها، وعدم إنصافه كما فعلت سابقا مع نجوم كبار. خاتمة الرؤى، يتضح من خلال الأرقام تعرض محمد صلاح للظلم في اختيارات الكرة الذهبية حيث كان يستحق الكرة الذهبية عام 2018 بصفة خاصة، ومركزا ما بين الثاني والثالث على أقل تقدير في هذا العام بصفة عامة. الحديث هنا هو مجرد وجهة نظر شخصية، لكنها في الواقع وجهة نظر الكثير بعد الحالة التي خلقها النجم المصري في السنوات الأخيرة، حيث ربما يكون هو الأكثر تأثيرا على الإطلاق على مستوى قدرته على تغيير مصير المباراة ومنح فريقه ليفربول نقاطها، وأكثر مثال على ذلك تسجيله لهدف فوز فريقه على غريمه «مانشستر سيتي» الأحد قبل الماضي ليصبح أكثر لاعب تسجيلا في شباك «السيتي». حياة تستمر.. ورؤى لا تغيب
مشاركة :