طهران – البلاد يستمر الحراك الاحتجاجي في طهران ضد نظام الملالي، بينما شهدت معظم المدارس، إضراباً عاماً للمعلمين، تضامناً مع التظاهرات التي عمت البلاد منذ منتصف الشهر الماضي، إثر مقتل الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها من قبل ما يعرف بـ”شرطة الأخلاق”، حيث امتنع آلاف المعلمين عن الدخول إلى الفصول الدراسية، تنديدا بعمليات الاعتقال والقتل التي وقعت في الأسابيع الماضية، والتي استهدفت بوجه خاص طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس، فيما شهدت جامعة شريف الصناعية في طهران، وقوع اشتباكات بين قوات الباسيج الإيرانية وعدد من الطلاب. وبالتزامن، أقدمت السلطات الإيرانية على اعتقال الأمين العام لقناة المعلمين في محافظة خوزستان، بيروز نامي، ومدرس اللغة الإنجليزية في قزوين إسماعيل خداياري، كما ألقت القبض على غلام رضا أصغري، وهو مدرس متقاعد في محافظة أردبيل، شمالي البلاد. وأكدت منظمة العفو الدولية، في وقت سابق، أن ما لا يقل عن 23 قاصرا قتلوا على أيدي قوات الأمن، خلال التظاهرات، بينما أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مقتل أكثر من 400 شخص في صفوف المتظاهرين، جلهم من الشباب. وأشعل مقتل مهسا نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد المتشددة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام. وشاركت النساء بقوة في تلك التظاهرات، كما انضم طلاب الجامعات والمدارس أيضاً، بالإضافة إلى مشاهير الغناء والرياضة والتمثيل. في المقابل تصدت السلطات بعنف لهذا الحراك، حيث عمد عناصر الشرطة إلى إطلاق الرصاص الحي في العديد من الأحياء، والمواقع، كما اعتقلوا المئات بلا رحمة. ومنذ اندلاع شرارة الاحتجاجات في إيران، لم تهدأ مجموعة “أنونيموس” للقرصنة المعلوماتية عن شن هجمات ضد مواقع حكومية تابعة لسلطات الملالي، فقد اخترقت المجموعة المعروفة أمس، موقع وزارة الاستخبارات الإيرانية، وأظهر مقطع فيديو الموقع بعد قرصنته، معلنة في المقطع قالت إنه رسالة هامة للشعب الإيراني، أكدت فيه أنها اخترقت موقع وزارة الاستخبارات الإيرانية الرسمي على الإنترنت، مقدمة المباركات. ونشرت المجموعة عبارات مناوئة للنظام في إيران، ومنددة بحملة قمع الاحتجاجات التي ما زالت مستمرة منذ أسابيع. وقالت المجموعة إنها أطلقت “عملية إيران” التي تسببت بتعطيل العديد من المواقع الإلكترونية التابعة للنظام احتجاجا على مقتل أميني. وقد تعرضت مواقع رسمية كثيرة في إيران لهجمات إلكترونية كبرى، كموقع وزارة الاتصالات، وتقنية المعلومات الإيرانية، وموقع هيئة الشؤون الضريبية، وموقع منظمة تكنولوجيا المعلومات الإيرانية، وموقع وزارة الصناعة والتعدين والتجارة، كما تعطل موقع المتحدث الرسمي باسم الحكومة ومواقع إلكترونية تابعة لوسائل إعلام رسمية. إلى ذلك، جددت الولايات المتحدة دعمها ومساندتها للمتظاهرين في إيران، بعد أن فرضت حزمة من العقوبات على مسؤولين متورطين بقمع المحتجين الذين ما فتئوا منذ منتصف الشهر الماضي، ينزلون إلى الشوارع هاتفين ضد “السلطات القمعية”، ومطالبين باحترام حقوقهم وحرياتهم. وشدد المبعوث الأمريكي الخاص، روبرت مالي، أمس، على أن تظاهرات خرجت في واشنطن وعشرات المدن الأخرى حول العالم لدعم المحتجين في إيران. وقال: “يُقدم المتظاهرون في واشنطن والمدن حول العالم دعمهم للشعب الإيراني الذي يواصل التظاهر السلمي، مطالباً حكومته باحترام كرامته وحقوقه الإنسانية”.
مشاركة :