محمد اسماعيل - القاهرة - (الخليج 365): أصدرت الهيئة العامة للكتاب ضمن سلسلة الإبداع المسرحي كتابا يضم مسرحيتي "الغرباء لا يتعلقون بالحبال" و"بيوت الزجاج" للكاتبة صفاء البيلي. وجاء على ظهر غلاف الكتاب سؤالان تطرحهما هاتان المسرحيتان للشاعرة والكاتبة صفاء البيلي، وتتوجه بهما لقارئ مهموم بقضايا وجودية، أولهما: ما الذي سيحدث للبشرية الوادعة لو استيقظت ذات يوم لتفاجأ بأن العالم من حولها قد أصيب بالجزام فتساقطت أعضاؤه واضطربت قوانينه، وتقسمت أوطانه، وتجزأت أوصاله وتناحرت شعوبه؟. والسؤال الثاني: إن كان هنالك ثمة حل فما هو؟ هل سيكون بانطلاقنا من التراث إلى المعاصرة أم من المعاصرة إلى التراث؟ أم هل سيكون بتخلينا عن قضايانا الكبرى، والبحث عن البدائل المموهة والسماح للآخر بترتيب أوراقنا التي ربما أسهم هو في بعثرتها بشكل كبير؟، أم سيكون بانطلاقنا نحو الآفاق العالمية ومنجزاتها حاملين معنا أسلحتنا الخاصة من ثقافة وتراث وتاريخ وهوية تحاول الثبات في مهب رياح التبعية والهرم والجنون، قابضة على جمر الروح وقوة الذات النابضة بالمرفة التي تشكل في صميمها الدرع والحصن في معركة الحياة غير المتكافئة التي تعيشنا ونحياها؟. كل هذه التساؤلات وغيرها مما بين السطور طرحتها الكاتبة وحاولت جاهدة ألا تترك قارئها ظمآنا للإجابة التي ستكون آراءه وتصبح جزءا من الشطآن التي سترسو عليها السفن بمعناها الرمزي.
مشاركة :