أعلن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون أمس الانسحاب من السباق على رئاسة الحكومة البريطانية، فيما تتحدد اليوم ملامح خريطة السباق على زعامة حزب المحافظين الحاكم ورئاسة الحكومة، لخوض المنافسة على خلافة ليز تراس التي استقالت بشكل مفاجئ بعد 44 يوماً عاصفة قضتها على رأس السلطة التنفيذية في المملكة المتحدة. ففي الثانية من بعد ظهر اليوم بالتوقيت البريطاني، سيُغلق باب الترشح للانتخابات الداخلية التي سيجريها الحزب الحاكم، لاختيار ثالث زعيم له خلال أقل من عام واحد، لتُعلن بعد ذلك رسمياً أسماء من حصلوا على النصاب اللازم للمشاركة في السباق، وهو نيل تزكية مئة على الأقل من النواب المحافظين في مجلس العموم. وعشية إغلاق باب الترشح، أكد وزير الخزانة السابق ريشي سوناك، أنه سيخوض الانتخابات الداخلية، بعدما تجاوز عدد النواب المؤيدين له النصاب المطلوب، وذلك في غمار تقارير أشارت إلى إجرائه «محادثات سرية» مساء أمس الأول مع جونسون. وفي تدشين رسمي لحملته للفوز بالمنصب الذي خسره بصعوبة أمام تراس في الانتخابات السابقة، غرد سوناك (42 عاماً) على «تويتر»، أنه يريد «إصلاح الاقتصاد، وتوحيد الحزب (المحافظين) وخدمة بلادنا». ويحظى وزير الخزانة السابق ذو الأصول الهندية، بدعم عدد من وزراء حكومة تراس، وعلى رأسهم وزير الداخلية جرانت شابس، ووزيرتا التجارة الدولية كيمي بادنوك، والعمل وشؤون التقاعد كلوي سميث. أما جونسون الذي أعلن عدم ترشحه للمنصب، فلم يلق تأييداً علنياً سوى من جانب مجموعة أقل من الوزراء، في مقدمتهم وزير شؤون إيرلندا الشمالية كريس هيتون- هاريس، ووزير المساواة والإسكان سيمون كلارك، بجانب وزير الدفاع بِن والاس. ولكن شخصيات مرموقة في «المحافظين»، على رأسها زعيمه السابق وليام هيج، حذرت من مغبة إعادة انتخاب جونسون، على ضوء ما وصفوه بـ«الفوضى» التي أفضت لها سياساته خلال فترة توليه قيادة الحزب والحكومة، بين منتصف 2019 وسبتمبر من العام الجاري. كما لا يزال رئيس الوزراء الأسبق يخضع لتحقيقات في البرلمان، بشأن الاشتباه في انتهاكه القوانين، على خلفية إقامته حفلات خلال فترة الإغلاق التي طبقتها حكومته لمواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا. في الوقت نفسه، لا تزال وزيرة التجارة السابقة وزعيمة الأغلبية البرلمانية للنواب المحافظين في مجلس العموم بيني موردنت، تحاول استكمال النصاب اللازم من المؤيدين من نواب الحزب، للتنافس على خلافة تراس. وفي تصريحات أدلت بها لوسائل إعلام محلية، نفت موردنت أن تكون قد أجرت محادثات مع جونسون أو أي من أنصاره، للتفاوض على اتفاق تمنح بموجبه دعمها لرئيس الوزراء الأسبق في الانتخابات الداخلية، مقابل حصولها على حقيبة مهمة في حكومته المحتملة. وفي حالة فشل أيٍ من المنافسين المحتملين لـ«سوناك»، في تأمين هذا النصاب قبل إغلاق باب الترشح، سيتم إعلانه فائزاً بالمنصب. أما إذا تمكن مرشح آخر أو أكثر من ذلك، فسيصوِّت نواب الحزب البالغ عددهم 357 نائباً، على اختيار الزعيم الجديد. على الجانب الآخر، جدد زعيم حزب «العمال» المعارض كير ستارمر، مطالبته بإجراء انتخابات مبكرة، واصفاً ما يجري بداخل الحزب الحاكم لاختيار قائد جديد له، بأنه بات أشبه بـ«سيرك يعمه الفوضى».
مشاركة :